إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا و سيئات أعمالنا الحمد لله الذي خلف كل شيء فقدره تقديرا وفارق بين خلقه وصفاتهم وأعمالهم حكمة وتدبيرا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وكان الله على كل شيء قديرا وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث إلى الخلق كافة بشيراً ونذيرا صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً كثيرا.
أما بعد
فاستمعوا عباد الله إلى قول الله تعالى وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى ) وإلى قوله تعالى الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِم) وإلى قول النبي صلى الله عليه وسلم (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من أحدكن ) ( فقلن يا رسوله الله : ما نقصان ديننا قال (أليس إذا حاضت المرأة لم تصلى ولم تصم يعني فذلك نقصان دينها أو ليس شهادة الرجل بشهادة امرأتين يعني فذلك من نقصان عقلها ) أيها المسلمون إن من هاتين الآيتين الكريمتين ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبين لنا مدى نقص المرأة في عقلها وتدبيرها ففي الآية الأولى بيان نقص عقلها وإدراكها وأحاطتها حتى فيما تستشهد عليه ويطلب منها رعايته وضبطه وقد قرر النبي صلى الله عليه وسلم حين جعل هذا من نقصان عقلها وفي الآية الثانية بيان نقص تدبيرها وتصرفها وأنها بحاجة إلى مسئول يتولى القيام عليها وهو الرجل ولهذا وجب على الرجال رعاية النساء والقيام عليهن لتكميل ما فيهن من نقص قال الله تعالى ( وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم ) أيها المسلمون عباد الله إنه كل ما عظم الخطر عظمت المسئولية وكلما كثرت أسباب الفتنة وجبت قوة الملاحظة وإننا في هذا العصر في عصر عظم فيه الخطر وكثرت أسباب الفتنة بما فتح علينا من زهرة الدنيا واتصالنا بالعالم الخارجي مباشرة أو بواسطة الأعلام وبسبب ذلك وبسبب ضعف كثير من الرجال أو تهاونهم بالقيام بمسئولياتهم تجاه نسائهم وقع كثير من النساء في شرك هذه الفتنة وفي هاوية ذلك الخطر حتى إنك لترى المرأة الشابة تخرج من بيتها إلى السوق بألبسة مغرية ألبسة جميلة إما قصيرة وإما طويلة ضيقة ليس فوقها سواء عباءة قصيرة أو طويلة يفتحها الهواء أحيانا وترفعها المرأة نفسها عمدا أحيانا تخرج بخمار تستر به وجهها لكن يكون هذا الخمار رقيقاً يصف لون جلد وجهها وأحياناً تشده على وجهها شداً قويا بحيث يبرز مرتفعات وجهها كأنفها ووجنتيها تخرج المرأة من بيتها لابسة من حلي الذهب ما لبست ثم تكشف عن ذراعيها حتى يبدو الحلي كأنما تقول للناس شاهدوا ما علي فتنة كبرى ومحنة عظمى تخرج متطيبة بطيب قوي الرائحة يفتن كل من في قلبه مرض من الرجال وربما خلع من في قلبه مرض ربما خلع ثياب الحياء والدين فصار يلاحقها ويغازلها ويصفر لها أحيانا ويشير بإصبعه أحيانا وربما يتكلم أحيانا لأن نفسه المهنية ودينه الضعيف أبى عليه إلا أن يتفتتن بهذه المرأة المتطيبة تخرج من بيتها تمشي في السوق مشياً قوياً كما يمشى أقوى الرجال وأشدهم كأنما تريد أن يعرف الناس قوتها ونشاطها تمشي في السوق مع صاحبتها تمازحها وتضاحكها بصوت مسموع وتدافعها بتدافع منظور وتقف على صاحب الدكان تبايعه وقد كشفت عن يديها وعن ذراعيها وربما تمازحه أو يمازحها أو يضحك معها إلى غير ذلك مما يفعله بعض النساء من أسباب الفتنة والخطر العظيم والسلوك الشاذ الخارج عن توجيهات الإسلام وطريق أمة الإٍسلام يقول الله عز وجل لنساء نبيه صلوات الله وسلامه عليه ورضي عنهن وهن القدوة يقول الله عز وجل لهن وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) عباد الله أسألكم بالله هل تظنون أحد أشد عفة وأقوى إيماناً في النساء من نساء النبي صلى الله عليه وسلم إن الجواب منا جميعاً أننا لا نجد ذلك ولا نعلم أحد أقوى عفة وأقوى ديناً من زوجات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومع ذلك قال الله لهن (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تمنعوا إيماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن ) هكذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم وبيوتهن خير لهن وخير أسم تفضيل أي أخير من كل شيء خير لهن بيوتهن خير لهن من إي شيء من كل شيء حتى من مساجد الله فكيف بخروجهن للأسواق ويقول الله عز وجل وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ) فإذا كانت المرأة من العجائز ممنوعة من التبرج بالزينة فكيف تكون الشابة التي هي محل الفتنة والرغبة ويقول الله عز وجل وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) فإذا كانت المرأة مأمورة بأن تضرب بالخمار وهو ما تغطي بها رأسها على جيبها ليستر ما قد يبدو من رقبتها أو يربو من على صدرها فكيف تخالف المرأة المسلمة المؤمنة بالله ورسوله كيف تخالف هذا إلا محاولة إبداء وجهها وهو محل الفتنة والتعلق بها ويقول الله سبحانه وتعالى ( وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنّ) إنك إذا تأملت أيها المسلم قوله ليعلم ما يخفين من زينتهن تبين لك أن نساء الصحابة يسترن جميع أرجلهن حتى موضع الخلخال وقوله ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن يعني بذلك صوت الخلخال الذي تلبسه برجلها وتخفيه بثوبها فإذا ضربت برجلها على الأرض سمع صوته فإذا كانت المرأة منهية أن تفعل ما يعلم به زينة الرجل المخفاءة فكيف بمن تكشف عن ذراعيها حتى تشاهد زينة اليد أيها المسلمون إن فتنة المشاهدة أعظم من فتنة السماع يقول النبي صلى الله عليه وسلم( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس) ويعني بهما الظلمة من ذوي السلطة الذين يضربون الناس بغير حق أما من يضربون الناس بحق لتقويمهم فبأديبيهم فليسوا من هؤلاء أما الصنف الثاني فيقول النبي صلى الله عليه وسلم فيه (ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) وصفهن النبي صلى الله عليه وسلم بأنهن كاسيات عليهن كسوة ولكنهن عاريات لأن هذه الكسوة لا تستر إما لقصرها أو خفتها أو ضيقها مائلات عن طريق الحق مميلات لغيرهن بما يحصل منهن من الفتنة رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة وهي نوع من الإبل رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة بما يلففن عليهن من شعرهن أو غيره حتى يكون كسنام البعير المائل وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (أيما امرأة أصابت بخور فلا تشهد معنا العشاء الآخرة ) فمنعها من حضور المسجد للصلاة لأنها أصابت بخوراً فكيف بمن تتطيب بما هو أطيب من البخور وأشد جاذبية ثم تخرج إلى الأسواق وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (خير صفوف النساء أخرها وشرها أولها ) أتدرون لماذا كان ذلك كان ذلك لأن أخر الصفوف أبعد عن الرجال وعن الاختلاط بهم وهذا في العبادة والصلاة فكيف بمن تلي الرجال وتختلط بهم في الأسواق عباد الله هذه توجيهات الله تعالى في كتابه وهذه توجيهات رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته والمؤمنون كما وصفهم الله في قولهوَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) أيها المسلمون ما طريق أهل الإسلام نحو هذه التوجيهات إن طريقهم أن يسلكوا ما وجههم الله ورسوله إليه أن يقولوا سمعنا وأطعنا ولذلك قالت أم سلمة رضي الله عنها لما نزلت هذه الآية يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِن) خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسها أفلا نأخذ أيها المسلمون نحن بهذه التوجيهات الإسلامية أفلا نعتبر بطريق أهل الإسلام أفلا نتقى الله عز وجل أفلا نتدارك ما وقع فيه كثير من النساء ممن مخالفة طريق أهل الإسلام ونلزمهم بالسلوك السليم والصراط المستقيم حتى يكون مجتمعنا مجتمعاً إسلامياً في رجاله ونسائه في عبادته وأخلاقه أيها المسلمون إنه يوجد من النساء الأجنبيات في هذا البلد الذين هن في هذا البلد في العمل الحكومي الرسمي ومع ذلك فإننا نجد فإننا نسمع إنهن يأتين إلى السوق ولا سيما في عطلة نهاية الأسبوع متبرجات وهن من الشواب الجميلات فيفتن النساء ومن الغريب أنه قد صدر تعميم بمنعهن من ذلك إذاً فالمسئولية على المدير المباشر الذي يمكن هؤلاء النساء وهن تحت أدارته يمكنهن من أن يأتين إلى السوق في هذه الحال فعليه مسئولية عظيمة أمام الله عز وجل ثم أمام حكومته التي وجهته لمنعهن من ذلك ثم أمام إخوانه المؤمنين ومواطنيه في هذه البلد فعليه أن يتقى الله عز وجل وأن يمنع هؤلاء النساء من أن يأتين إلى الأسواق بهذه الفتنة والأمر فيهن سهل جداً لأنها لو هددت بأنها إذا خالفت ما يجب عليها فإنها تسفر فسوف تأتي على ما نريد نحن لا ما على تريد هي إنني أقول أنني أقول لهؤلاء المسئولين المباشرين لهؤلاء النساء الذين بإمكانهن أن يوجههن بما صدر عليهن من تعليمات الحكومة أقول لهم ليتقوا الله عز وجل في بلادهم وليتقوا الله عز وجل في نسائهم أيضاً لأن المرأة من هذا البلد إذا رأت النساء يخرجن على هذا الوجه الكاشف المتبرج فإنهن يستهن بذلك وربما يقدمن عليه إذ أن المرأة سيكون في نفسها تساؤل ما الفرق بيني وبين هذه أيها المسلمون إن الجدير بنا أن نحرص غاية الحرص على أن نلزم بناتنا ومن لنا حق عليهن بما تقتضيه شريعة الله فإن في ذلك الفوز في الدنيا والآخرة يقول الله عز وجل يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) اللهم وفقنا للتقوى والقول السديد اللهم وفقنا للتقوى والقول السديد وأصلح لنا الأعمال في القريب والبعيد وأغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين اللهم اجعلنا ممن أطاعك وأطاع رسولك وفاز بثوابك وبالسعادة في الدنيا والآخرة إنك جواد كريم اللهم صلى وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. الحمد لله على إحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك في ألوهيته وربوبيته وسلطانه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي أيده بآياته وبرهانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأنصاره وأعوانه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد
أيها الناس فإن ما أبتلي به المؤمنين في هذا العصر كثرة استعمال الصور حتى كانت الصور الآن في ملابسنا وفي حلي نسائنا يوجد في الملابس صور صورٌ لا يجوز للإنسان أن يلبس الثوب الذي هي فيه ويوجد في حلي النساء صور إما في الأسورة وإما في الخروص وإما في القلائد صورة ثعبان أو صورة فراشة أو صورة أسد وكل ذلك حرام لا يجوز لبسه لا على الصغير ولا على الكبير لان لبسه يقتضي اقتنائه ويقتضي مصاحبته وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة فمادامت الصورة في البيت ملبوسة أو معلقة أو مقتناة فإن الملائكة لا تدخله أما الصورة التي لابد منها ولا يسع الناس مفارقتها كالتي في الدراهم أو التي في التابعيات أو الرخص وما أشبهها فإن ذلك ضرورة والله عز وجل يقول: ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) إذاً فلا يحل لأحد أن يلبس ما فيه صورة ولا يحل لامرأة أن تلبس حلياً مصورة على أي صورة كان مما فيه حياة ولا يحل لأحد أن يشتري هذا النوع من الحلي ولا أن يبيعه فإن اشتراه أو باعه فهو أثم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأمته قولاً سديداً قاعدة ثابتة قال (إن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه) هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قاعدة أصيلة لم يؤصلها رجل من الناس غير معصوم وإنما أصلها رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء حرمه الله فإن ثمنه حرام والإعانة عليه حرام وتأجير الدكاكين والبيوت لأجله حرام لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان وأقبح من ذلك أن يكون في هذه الثياب صور الكافرين صور الكافرين من اللاعبين وغيرهم فإن اللاعبين على أسمهم لاعبون حياتهم حياة لعب ولهو لا حياة جد وعمل وهم كما وصفوا أنفسهم واختاروا لها هذا الوصف هم لاعبون غير جادين ولا عازمين على العمل ولا على نفع شعوبهم وانتفاعهم بها ولا سيما إذا كان هذا اللاعب من الكافرين بالله عز وجل فإن الكافرين بالله عز وجل يجب علينا أن نبغضهم يجب علينا أن لا نتخذهم أولياء لأن الله عز وجل يقوليَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ) وقال عز وجليَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) إنه لا يجوز لأحد أن يعظم أو يكرم من لا يستحق الإكرام من أعداء الله و كل أعداء الله لا يستحقون الإكرام حتى السلام الذي حث النبي صلى الله عليه وسلم على إفشاءه وإلقاءه نهانا أن نبدأ اليهود والنصارى به وغير اليهود والنصارى مثلهم فلا يجوز لأحد أن يكرم أحد من الكافرين بأي نوع من الإكرام حتى في إفشاء السلام قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق فأضطرهم إلى أضيقه ) فيا عباد الله إن ولاية أعداء الله توجب عداوة الله عز وجل فكيف يليق بإنسان ولو عن طريق العقل أن يوالي من هم أعداء لله ثم يدعى أنه ولي لله عز وجل أتحب أعداء الحبيب وتدعي حباً له ما ذاك في إمكان فيا أيها المسلمون يا عباد الله إياكم أن تغتروا بهذه المظاهر فإنها مظاهر قشور لا تعطب إلا الندم والخسارة ولا سيما بعد الموت إذا أنفرد الإنسان بعمله وراء أنه قد خسر خسراناً مبيناً في ماله ودينه في ماله ودينه وعاقبة أمره ولكن باب التوبة مفتوح فإذا تاب الإنسان إلى الله عز وجل من هذه الأمور فإن التوبة تجب ما قبلها قال النبي صلى الله عليه وسلم (التوبة تجب ما قبلها والإسلام يجب ما قبله) وقال الله عز وجل وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً) (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً) أيها المسلمون أيها الصاغة بالذات إياكم أن تشتروا حلياً مصورة على أي صورة حيوان كانت وأن تبيعوه فإن ذلك حرام عليكم وكسبه حرام عليكم وعليكم أن تتوبوا إلى الله تعالى من ذلك ومن كان عنده شيئاً من هذا فليعد صياغته مرة أخرى على وجه ليس فيه إثم أو يحك الرأس حتى يذهب الرأس فإنه إذا ذهب الرأس فلا صورة عباد الله إنني أقول لكم هذا من على هذا المنبر معذرة إلى الله عز وجل ولعلكم تتقون وإن المؤمن إذا سمع أنتفع فأسال الله أن ينفعني وإياكم بما علمنا وأن يجعل علمنا حجة لنا لا حجة علينا وأن يجعلنا ممن يزهدون في الدنيا ويرغبون في الآخرة فثق يا أخي المسلم أنك إذا اتقيت الله عز وجل فلن يضيق عليك الرزق بل سيأتيك الرزق من كل مكان من حيث لا تحتسب كما قال ربك وهو أصدق القائلين وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاًوَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب) ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) وفقني الله وإياكم لتقواه في السر والعلانية وجعلنا ممن يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويخشون الله ولا يخشون أحد سواه اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار يا رب العالمين ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .