قال الإمام المفسر محمد بن جرير الطبري رحمه الله:
حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال : حدثنا عبيد بن الصباح قال حدثنا حميد قال : " وللرجال عليهن درجة " قال : لحية .
وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان "6/56" :
أنشدني مهذب الدين الخيمي ،وأخبرني أنه كان بدمشق قد رسم السلطان بحلق لحية رجل له وجاهةبين الناس،فحلق نصفها، وحصل فيه شفاعة ،فعفي عنه في الباقي ، فعمل فيه أبياتا ولم يصرح باسمه :
زرت ابن آدم لما قيل قد حلقوا ::::جميع لحيته من بعد ما ضُربا ..
فلم أر النصف محلوقا فعدت له::::مهنئا بالذي منها له وهبا.
فقام ينشدني والدمع يخنُقه:::::::بيتين ما نُظما مينا و لاكذبا .
إذا أتتك لحلق الذقن طائفة:::::فاخلع ثيابك منها ممعنا هربا.
وإن أتوك وقالوا إنها نصف ::::فإن أطيب نصفيها الذي ذهب
وقد كان قيس بن سعد رضي الله عنه رجلا أمرد لا لحية له، فقال قومه الأنصار: نعم السيد قيس لبطولته وشهامته ولكن لا لحية له، فو الله لو كانت اللحى تشترى بالدراهم لاشترينا له لحية!!
وهذا الأحنف بن قيس كان رجلا عاقلا حليما وكان أمرد لا لحية له وكان سيد قومه فقال بعضهم: وددنا أنا اشترينا للأحنف لحية بعشرين ألف..!
وما ذلك إلا لأن اللحية عند هؤلاء الأخيار تعتبر من الجمال والرجولة والكمال لشخصية المسلم.
وكان الواحد منهم أهون عليه أن تزول رقبته ولا تزول لحيته. أما اليوم فكثير من أبناء المسلمين لا يتمنى أن يشترى له لحية بل إنه يدفع الأموال لإزالتها من وجهه، بل قد يود بعضهم لو عدمها نهائيا وساق على ذلك آلاف الدراهم!! نعوذ بالله من ذلك.