الفعل يشري و يشتري في اللغة والقرآن
في هذا الموضوع سنرى الفرق بين معنى الفعل ( شرا يشري ) والفعل ( اشترى يشتري ) من
خلال استعراض للآيات القرآنية التي ذكرتها, لنرى كيف أن القرآن شرح لنا بدقة الفرق بين
معنى الفعلين حيث كلاهما من نفس الجذر ( شري ) بينما يختلف الوزن: يفعل ويفتعل
1- ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ) البقرة, 207
يشري نفسه: يبيعها
2- ( وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ ) يوسف, 20
شروه: باعوه, أي أن من وجدوا يوسف في البئر, باعوه بثمن بخس لزهدهم فيه.
3- ( وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ
عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا
وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ
وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) يوسف, 21
اشتراه من الفعل (اشترى يشتري) أي ابتاعه, أي أن عزيز مصر دفع النقود كثمن بخس مقابل يوسف.
إذاً أهل القافلة (شروا) يوسف أي باعوه, بينما عزيز مصر (اشتراه) أي ابتاعه.
4- ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ
وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) آل عمران, 77
يشترون: يبتاعون, أي أن عهد الله كان الثمن الذي دفعوه ليحصلوا على ما يريدون وهو ما اشتروه.
5- ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ
وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ
وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ
وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ
فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ
وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ
وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ
وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) البقرة, 102
اشتراه: ابتاعه, أي حصل عليه بمقابل
شروا به أنفسهم: باعوا به أنفسهم
6- يشري ويشتري بين لهجتنين:
في اللهجة الفراتية نقول التالي:
فلان يشتري اللحم من السوق, وفلان اشترا السيارة من علان, واشتراها بمية ألف.
بينما في اللهجة الخليجية (ساحل الخليج لا غير) يقولون:
فلان يشتري اللحم من السوق, وفلان شرا السيارة من علان, وشراها بمئة ألف.
لذا نلاحظ انسجام اللهجة الفراتية مع العربية الفصحى, بينما قولهم في الخليج شرا السيارة
بمعنى ابتاعها فهو خطأ ,لأن شرا تعني باع أي عكس ما حصل,
7- الخلاصة:
الأصل ( شري ) يعطي نفس معنى الأصل ( بيع ) واتجاه المعاملة يحدده تصريف الفعل:
فعل يفعل: شرى يشري: باع يبيع
افتعل يفتعل: اشترى يشتري: ابتاع يبتاع
ويبقى السؤال المفتوح هو الفرق بين الأصل / الجذر (بيع) و (شري) على افتراض
أن ترادف أصلين لا يعني عدم وجود فرق في المعنى ؟