السؤال:هل سحر النبي صلى الله عليه وسلم ؟ لأن البعض ينكر هذا ، وقد يستغل الأعداء هذا الأمر ليطعنوا في رسالته صلى الله عليه وسلم .
الجواب:بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وبعد ، الأعداء الحقيقيون هم الذين لا يقبلون الحديث إذا صح ، ويردون الأحاديث الثابتة الصحيحة ، وكون النبي صلى الله عليه وسلم سُحر فهذا فيه نص صحيح يجب قبوله ، فأعظم الأعداء هم الأعداء الذين يكونون من الداخل ، وأما العدو الخارجي فقد كفانا إياه الله عز وجل ، فلا يلزم من كون النبي سُحر أنه قد أخطأ في التبليغ وفي التشريع ، فالمعروف عند أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحر في أمور معينة يظن أنه فعلها وهو لم يفعلها عليه الصلاة والسلام ، وأمور لم يفعلها فيظن أنه فعلها عليه الصلاة والسلام ، في هذا الباب سُحر النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما في باب التشريع فقد عصمه الله عز وجل ، فالأنبياء جميعاً قد عُصموا من الشياطين والسحر وغير ذلك من المؤثرات في باب التشريع من حيث التلقي ومن حيث الأداء والتبليغ ، كما قال الله عز وجل : ( سنقرئك فلا تنسى) ، فالنبي صلى الله عليه وسلم بلغ الشرع والرسالة وأدى الأمانة كاملة ولا يمكن أن ينسى شيئا ، وقال الله عز وجل : ( إن علينا جمعه وقرآنه ) أي أن الله عز وجل تكفل بجمع التشريع والأمر والنهي والخبر والشرع كله وأيضا تكفل بالعصمة في تبليغه ، فكون النبي صلى الله عليه وسلم يُسحرو ينسى فهذا في الجانب البشري منه صلى الله عليه وسلم ، وهذا كله كما قال أهل العلم لإثبات بشريته صلى الله عليه وسلم ، وأيضا فيه العظة للإنسان العاقل ، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يُسحر وينسى ، فيجب علينا نحن من باب أولى أن نحصن أنفسنا وأهلينا بالأذكار الشرعية والرقى والمعوذات وغير ذلك اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم ، الشاهد أن الرد على من يطعن في الرسالة أمر هين ويسير لأن من أصول السنة عامة والمتفق عليها أن نبينا ، بل الأنبياء جميعا عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم معصومون بعصمة الله التامة المطلقة في باب التشريع تلقيا عن الله ، وتبليغا وأداء ، فكلهم أدوا الأمانة وبلغوا الرسالة ونصحوا الأمة ، وما كتموا شيئا ولا نسوا شيئا أبدا ، هذه عقيدة وأصل عظيم من أصول عقيدتنا . لكن الطعن في الرسالة ، بل الرسائل كلها إنما جاء ويتصور من أعداء الداخل ، فانظر رحمك الله ورحمنا ، مَن غيَّر وبدل التوراة قديما ؟ وكذلك الإنجيل بعد ذلك ؟ وهل جرى التحريف والطعن في الشرائع والرسائل إلا من أهل تلك الشريعة ؟ وكذلك الأمر في شريعتنا فإن أهل الضلال والفساد يتبعون سنن من كان من قبلهم ، وما هم إلا من بني جلدتنا ، ومنتسبين لشريعتنا ، تماما كما كان الأمر قديما في اليهود والنصارى وغيرهم ، والله تعالى أعلم
منقول من موقع الشيخ