منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية الموسمية > منتدى العيدين


 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي المتوكل بالله مخالفة
المتوكل بالله غير متواجد حالياً
 
المتوكل بالله
عضو مميز
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 13
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 179 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي نقل [ الأضاحي ] لبلد آخر يفوت على المضحي ست مصالح شرعية هامة !

كُتب : [ 08-26-2010 - 08:34 PM ]

فضيلة العلامة محمد بن صالح العثيمين : إن التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي من أفضل الأعمال المقربة إلى الله . فقد قرن الله النحر له بالصلاة له ، فقال تعالى : ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ . وقال تعالى : ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ .
فذبح الأضاحي قربة إلى الله تعالى بنفسه يقصد بها : التعبد لله قبل كل شئ ، ولهذا كان لها حرمات كثيرة .

أيها المسلمون : إن بعض الأخوة الذين يحبون الخير يظنون أن المقصود بالأضاحي ، هو : نفع الفقراء بلحمها ، ولذلك نجدهم في هذه المناسبة يبثون أوراقًا يحثون الناس على أن يأخذوا منهم الأضاحي ليضحوها في أفغانستان ، أو في غيرها من البلاد الفقيرة . ولا أظن هؤلاء إلا يريدون الخير ، ولكنهم أرادوا الخير واجتهدوا ، وأخطأوا في اجتهادهم .
والذي ينبغي للإنسان الذي يريد الخير : أن يجعل إرادته مبنية على قواعد الشريعة حتى لا يضل ولا يضل . إن الدين الإسلامي ليس مبنيًا على العاطفة ، وليس مبنيًا على الهوى : ﴿ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ﴾ .
إن الدين الإسلامي مبني على قواعد عظيمة متينة ، وهي ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وإن هذه الدعوى بل هذه الدعاية : أنه يحصل بها فوات مقصود كبير في الأضاحي ، لذلك فإني أنصح أخواني المسلمين ألا يقبلوا هذه الدعاية ، وألا يبعثوا بدراهمهم ليشترى بها أضاحي في أفغانستان أو في غيرها ، بل يضحون بأنفسهم في بلادهم . وإذا أرادوا التبرع لهذه البلاد فإن باب التبرع واسع ، وباب التبرع مفتوح لهم أن يتبرعوا بما شاءوا . أما الشعائر الدينية فإنه يجب أن تكون محترمة معظمة .
أيها المسلمون : إن نقل الأضاحي إلى خارج البلاد يفوت به مصالح كثيرة :


• الأولى : أنه يفوت به إظهار شعيرة من شعائر الله ، وهي الأضاحي فتصبح البلاد معطلة من هذه الشعيرة في بعض البيوت ، وربما أدى ذلك إلى التوسع ، فتعطلت كثير من البيوت من هذه الشعيرة ، ومن المعلوم أن الأضاحي من شعائر الله ، وليس المقصود منها مجرد الإنتفاع باللحم ، قال الله - عز وجل - : ﴿ لَن يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ ﴾ .
وفرق النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الأضحية واللحم ، فقال : ( من صلى صلاتنا ونسك نسكنا ، فقد أصاب النسك ، ومن نسك قبل الصلاة فتلك شاة لحم ) ، فقال رجل : يا رسول الله : نسكت قبل أن أخرج إلى الصلاة ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( تلك شاة لحم ) . وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( من ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه ، وأصاب سنة المسلمين ) .
فتأمل كيف قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( وأصاب سنة المسلمين ) . ليتبين لك أن هذه طريقة المسلمين أن يضحوا . وأن الأضاحي شعيرة من شعائر الاسلام ، وفي هذه الآية وهذا الحديث دليل واضح على أنه ليس المقصود من الأضاحي مجرد الإنتفاع باللحم ، إذ لو كان الأمر كذلك لم يكن فرق بين المذبوح قبل الصلاة وبعدها .
ويدل لذلك أيضًا أن الأضحية خصت بنوع معين من البهائم ، وهي : الابل ، والبقر ، والغنم ، وقيدت بشروط معينة كبلوغ السن والسلامة من العيوب ، وكونها في أيام النحر ، ولو كان المقصود مجرد الإنتفاع باللحم لأجزأت بكل بهيمة حلال كالدجاج ، والظباء ، ولاجزأت بالصغير من الأنعام ، ولاجزأت بالعضو من البهيمة .
فالأضاحي أيها المسلمون لها شأن كبير في الإسلام ، ولهذا جعل لها حرمات ، فمن أراد أن يضحي فإنه لا يأخذ من شعره ، ولا من ظفره ، ولا من بشرته شيئًا ، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ذلك ، ولو كان المقصود بها مجرد التصدق باللحم لم تكن لها هذه الحرمة لأن الإنسان إذا أراد أن يتصدق ولو بالملايين من الدراهم ، ولو بالملايين من الغنم ، والابل ، والبقر فانه لا يحرم عليه أن يأخذ شيئًا من شعره ، ولا من ظفره ولا من بشرته .
إذًا فالاضحية عبادة مقصودة بذاتها ، وانني أقف عند هذه النقطة لأبين حكم ذلك ، فإذا كان الإنسان يريد أن يضحي فإنه لا يأخذ من شعره ، ولا من ظفره ، ولا من بشرته يعني جلده شيئًا . وأما أهل البيت المضحى عنهم فإن لهم أن يأخذوا من ذلك ما شاءوا في الحدود الشرعية ، ولا ينهون عن الأخذ ، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما نهى من يضحي ولأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يضحي عنه ، وعن أهل بيته ، ولم ينقل أنه كان ينهى أهل بيته أن يأخذوا شيئًا من ذلك .
• الثانية : أعني من المصالح التي تفوت إذا نقلت الأضاحي إلى خارج البلاد : مصلحة مباشرة المضحي ذبح أضحيته ، فإن السنة أن يذبح المضحي أضحيته بنفسه تقربًا إلى الله ، واقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث كان يذبح أضحيته بنفسه .
وقد قال أهل العلم : إذا كان المضحي لا يحسن الذبح بنفسه ، فليحضر الذبح .
• الثالثة : من المصالح التي تفوت بنقل الأضاحي إلى خارج البلاد : شعور المضحي بالتعبد لله تعالى بالذبح نفسه ، فإن الذبح نفسه عبادة عظيمة قرنها الله - عز وجل - بالصلاة في قوله تعالى : ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ . وفي قوله : ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ .
فأين التعبد للإنسان الذي أخرج أضحيته عن بلاده ، ولم يشهدها ، ولم يباشرها بنفسه ؟
أين التعبد الذي يحصل للقلب إذا كانت أضحيتك تذبح في المشرق ، أو في المغرب .
• الرابعة : من المصالح التي تفوت بنقل الأضاحي إلى خارج البلاد : مصلحة ذكر المضحي اسم الله على أضحيته ، وقد أمر الله - عز وجل - بذكر اسمه عليه فقال : ﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ﴾ . وقال تعالى : ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ﴾ . وفي هذا دليل على أن ذبح الأضحية وذكر اسم الله عليها عبادة مقصودة بذاتها ، وأنها من توحيد الله ، وتمام الإستسلام له ، وربما كان هذا المقصود أعظم بكثير من مجرد انتفاع الفقير بها . ومن المعلوم أن من نقلها إلى خارج البلاد لم يحصل له هذا الشعور العظيم الذي به تمام التوحيد والإستسلام لله - عز وجل - .
• الخامسة : من المصالح التي تفوت بنقل الأضاحي إلى خارج البلاد : مصلحة الأكل من الأضحية ، فإن المضحي مأمور بالأكل من أضحيته إما وجوبًا ، وإما استحبابًا على خلاف في ذلك بين العلماء ، بل أن الله - عز وجل - قدم الأكل منها على إطعام الفقير ، فقال تعالى : ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾ . وقال تعالى : ﴿ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ﴾ .
ومن المعلوم أن نقلها إلى خارج البلاد يؤدي إلى عدم الاكل منها ، فيكون الناقل لها مخالفًا لأمر الله ، ويكون آثمًا على قول من قال بوجوب الأكل منها من أهل العلم .
• السادسة : وإذا كانت الأضاحي وصاية ، فإن نقلها قد يفوت به مصلحة سادسة وهي مقصود الموصين ، لأن الموصين لم يكن في بالهم حين أوصوا بالأضاحي إلا أن تتمتع ذريتهم وأقاربهم بهذه الأضاحي ، وأن يباشروا بأنفسهم تنفيذها ، ولم يخطر ببالهم أبدًا أن أضاحيهم ستنقل إلى بلاد أخرى قريبة أو بعيدة ، فيكون في نقل أضاحي الوصايا مخالفة لما يظهر من مقصود الموصين .

ومع فوات هذه المصالح بنقل الأضاحي إلى خارج البلاد ، فإن فيه مفسدة قد تكون كبيرة جدًا لدى الناظر المتأمل ، ألا وهي أن الناس ينظرون إلى العبادات المالية نظرة اقتصادية محضة ، أو نظرة تعبدية قاصرة بحيث يشعر أنه استفاد منها مجرد الإحسان إلى الغير . مع أن الفائدة الكبرى من هذه العبادات المالية هي التعبد لله ، وابتغاء مرضاته ، والتقرب إليه بحيث يشعر الانسان أنه بهذا الفعل متعبد لله متقرب إليه لا مجرد أنه محسن إلى أخيه ونافع له ، لأن العبادات المالية المتعدية للغير لها جهتان : جهة تعبد لله تعالى ، وجهة احسان إلى الغير ، والجهة الاولى أعظم وأحق بالمراعاة من الجهة الثانية .
اذًا فنقل الأضاحي إلى أفغانستان أو إلى غيرها من البلاد المحتاجة تفوت به ست مصالح : تفوت به إظهار شعيرة الأضحية ، ويفوت به ذبح المضحي أضحيته بنفسه أو حضوره ذبحها ، ويفوت به شعور المضحي بالتعبد لله بالذبح نفسه ، ويفوت به ذكر المضحي اسم الله على أضحيته ، ويفوت به الأكل من الأضحية الذي قدمه الله على إطعام الفقير . وقال بعض العلماء بوجوبه ، ويفوت به أن كانت الأضحية وصية ما يظهر من مقصود الموصين .
وبالاضافة إلى فوات هذه المصالح يحصل به مفسدة نظر الناس إلى العبادات المالية المتعدية للغير نظرة اقتصادية محضة ، وهذا بلا شك يخل بجانب التعبد .
فيا عباد الله أوصيكم ، ونفسي بتقوى الله - عز وجل - ، وألا نقدم على أمر إلا إذا وزناه بميزان الكتاب والسنة حتى نكون بذلك على بصيرة من الله وعلى بينة وبرهان .
وإني اقول أخيرًا كما قلت أولاً : لا تبذلوا دراهم لتضحوا في أفغانستان ولا غيرها ، ولكن ضحوا في بلادكم ، وعلى مشهد من أهليكم : ضحوا لأنفسكم ، وضحوا لأهليكم ، أما أفغانستان ، وغيرها من البلاد الاخرى المحتاجة إلى معونتكم فإني أحثكم على معونتهم بقدر ما تستطيعون .
فالمعونة شئ ، والعبادات شئ آخر . والأضحية عبادة لا ينبغي للإنسان أن يخل بها .
أسأل الله تعالى أن يجعلني واياكم ممن يعبد الله على بصيرة ، وممن يدعو اليه على بصيرة .

 

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:42 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML