السؤال:بدأت أصلي وعمري 22 وفاتني 12 عاما لم أصل فيها أية ركعة. والسؤال: كيف أقضي هذه الصلاة ؟ وهل يغفر لي ما ضيعته من صلاتي بعدما بدأت بالصلاة والمحافظة عليها؟ وماذا إن مت ولم أقض ما علي ؟
الجواب: بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وبعد ، فلا يشرع في حقه قضاء ما فاته منذ بلوغه ، فالقضاء لا يشرع في حق من ترك الصلاة عمدا ؛ لأن الله عز وجل جعل القضاء رحمة منه سبحانه وتعالى لأهل الأعذار كالناسي والنائم كما أخبر بذلك النبي عليه الصلاة والسلام : من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك ، ومن نام عن صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك ، فهذه رحمة من الله عز وجل لأهل الأعذار فقط ، أما أنت فلم تكن صاحب عذر ، فالقضاء منوط بالعذر ، فمن لم يكن صاحب عذر في ترك الصلاة لو قضى فالقضاء لا ينفع. فصاحب العذر قضاؤه يسد محل الأداء ، أما أنت لو صليت الدهر كله فإنك لا تسده ولكن لا نقول هذا تخفيفا للناس الذين لا عذر لهم على من عندهم عذر، هذا من شدة الجرم والقضاء لا يسد ما فوته ؛ ولذلك يجب أن تخلص بينك وبين الله تعالى بالتوبة والإنابة والندم ولا تنس هذا الذنب ، الذنب لا ينبغي أن ينسى، بخلاف الطاعة ، فاجعل هذه المعصية نصب عينيك واجعلها سببا في إخلاصك وخشوعك ، وأكثِر من النوافل لعل الله سبحانه أن يغفر لك إن صدقت في توبتك و رجعتك . ومن دلائل وعلامات الصدق : الإحسان والإتقان في الصلاة والإكثار من النوافل ، فالنوافل تسد مسد ما نقص من الفرائض بالنسبة لغير أهل الأعذار ، أما لأهل الأعذار فالقضاء .ولعل السائل يشير إلى كلام بعض أهل العلم والمذاهب من أنه يجب عليه القضاء ، فالمسألة عندهم قياسية ، حيث إن صاحب العذر يجب عليه القضاء ، فنظروا على أنها عقوبة على صاحب العذر أي يعاقب ويكلف ، فغير المعذور يجب عليه القضاء من باب أولى وهو أولى بالعقاب والتكليف، وهذا قياس ، والقياس في العبادات على غير طريقة أهل السنة ، والله أعلم .
منقول من موقع الشيخ