ويـل لقاضي الأرض من قاضي السماءِ يقول الشاعر: إذا جـار الوزيـر وكاتبـاه *** وقاضي الأرض أجحف في القضاءِ فويـل ثم ويـل ثـم ويـل *** لقاضي الأرض من قاضي السماءِ وقال أبو العتاهية: ستعلم يا ظلوم إذا التقينا *** غداً عند الإله من الظلوم أما والله إنَّ الـظُّـلـم شـؤمٌ *** وما زال المسيء هو الظَّلوم إلى دياَّن يوم الدّين نمضـي *** وعند الله تجتمع الخـصـوم ستعلم في الحساب إذا التقينـا *** غداً عند الإله من المـلـوم ويقول الشافعي: بلوت بني الدنيا فلم أر فـيهــم سوى من غدا والبخل ملء إهابه فجردت من غمد القناعة صارمـا **** قطعت رجائي منهـم بـذبـابـه فلا ذا يراني واقفاً في طريقــه **** ولا ذا يراني قاعداً عند بـابــه غني بلا مال عن النـاس كلهـم *** وليس الغني إلا عن الشيء لا به إذا ما الظالم استحسن الظلم مذهباً *** ولج عتواً في قبيح اكتســابـه فكِلها إلى صرف الليالي فإنهـــا *** ستدعي له ما لم يكن في حسابـه فـكم رأينا ظالمـــا متمــرداً *** يرى النجم تحت ظـل ركـابــه فعـما قليل وهو في غفـلاتــه *** أناخت صروف الحادثات ببـابـه فأصبح لا مال ولا جــاه يرتجى *** ولا حسنات تلتقي في كتــابــه وجوزي بالأمر الذي كان فاعـلا *** وصب عليه الله سوط عــذابـه وقال آخر: فلا تأمنن الدهر حراً ظلمته *** فما ليل حر إن ظلمت بنائم وقال آخر: لا تظلمن إذا كنـت مقتدرا *** فالظلــم ترجع عقباه إلى الندم تنام عيناك والمظلـوم منتبـه *** يدعو عليك وعيـــن الله لم تنم وقال آخر: حتى متى لا نرى عدلاً نسر به *** ولا نرى لولاة الحق أعوانا مستمسكين بحق قائمين به *** إذا تلون أهل الجور ألوانا يا للرجال لداء لا دواء له *** وقائد ذي عمى يقتاد عميانا وقال محمود الوراق: إني وَهَبْتُ لظالمي ظُلْمـي *** وشكرْتُ ذَاكَ له على عِلْمِي ورأيتـه أسْـدَى إلــيَ يداً *** لَمَّا أبان بجَهْلِهِ حِـلْـمِـي رَجَعَتْ إساءتُهُ عليه، وَلِـي *** فَضْل فعادَ مُضاعَفَ الْجُرْم فكأنما الإحْسَـانُ كـان لـهُ *** وأنا المسيءُ إليه في الزعْمِ ما زال يَظْلِمُني وأرحـمـهُ *** حتى رَثَيْتُ له من الظـلـم يقول المتنبي: والظلم من شيم النفوس فإن *** تجد ذا عفة فلعله لا يظلم منقول
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML