سؤال: ما رأيكم فيمن يقول :” إنّ التصديق هو أصل الإيمان ” ؟
الـجــواب:
الجواب : هذا كلام الجهمية والمرجئة – بارك الله فيكم – يعني عندهم أن التصديق هو أصل الإيمان ! نحن نقول : نعم هو أصل الإيمان لكن هناك أصول تتبعه أيضا ؛أصول أخرى وهي شروط “لا إله إلاّ الله ” العلم ,واليقين ,والإخلاص ,والمحبة إلى آخر هذه الشروط ,وهذا التصديق هو من شروط لا إله إلا الله ,ومن شروط الإيمان أيضا .
إذا صدق فقط ,هل يكفيه ؟ إذا حصل على هذا الأصل فقط ,يكفيه هذا ؟ لا يكفيه ,ولا يكون مؤمنا ,أبو جهل عنده هذا التصديق ,وأبو لهب والكفار في كل زمان ؛هذا الأصل عندهم ,وإبليس كذلك ؛فإنه رأى الجنّة ,ورأى النار ,وسمع الله يخاطبه ,وسمع الأوامر تصدر ,ولا يكذِّب بشيء ,ولا يكذِّب موسى ,ولا يكذِّب محمدا ,ولا يكذِّب أحداً ؛فهو عارف ومصدِّق ,لكنّه فاجر مستكبر لم يَنْقَد ؛فإذا صدّق واستكبر ماذا ينفعه ؟ فلا يكون الإنسان مؤمنا إلاّ أن يستكمل المحبّة والتوكل والرجاء والرغبة والرهبة ,وهذه الأمور القلبية التي لا يكون المرء مؤمنا إلاّ بها و ” الإيمان بضع وسبعون شعبة ” ليس هو التصديق فقط ؛التصديق واحد من بضع وسبعين شعبة ,منها الأصول ,ومنها الفروع ,فالأصول كثيرة ,وفق الله الجميع .
من موقع الشيخ ربيع بن هادي المدخلي