ما صحة قصة الملكين هاروت و ماروت
وهذه فتوى الشيخ الألباني في المسألة
5 - ما هو تفسير الآية ( واتبعوا ما تتلوا الشياطين ..... وما أنزل على الملكين )؟. ( 00:10:10 ).
السائل : ما تأويل الآية الكريمة: { وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ } [البقرة:102]؟.
الشيخ : لا شك أن الآية فيها خلاف عند العلماء علماء التفسير، لكن الذي ترجح لدي أنا شخصياً بأن (ما) هنا ليست نافية، بل هي موصولة، أي: إن الله عز وجل أنزل الملكين ليعلموا الناس السحر، حيث كان السحر طغى وانتشر في ذلك الزمان، واختلط أمره ببعض المعجزات، التي كان يأتي بها بعض الأنبياء كمثل قصة السحرة مع موسى عليه الصلاة والسلام، حيث أراد فرعون على يدي السحرة أن يضلل الشعب عن دعوة موسى إلى الحق؛ بأن ما جاء به إنما هو السحر، ثم كما نعلم أن الله عز وجل قضى على عمل السحرة وأسلموا وآمنوا بالله رب العالمين، فكان علمهم بالسحر سبباً لهم ليميزوا بين ما كان خيالاً وسحراً وبين ما كان حقيقة، الحقيقة إنه موسى عليه السلام لما ألقى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ هذه حقيقة آمن بها قبل الناس كلهم هم السحرة؛ لأنهم يعرفون من علمهم بالسحر أنه تمويه وتضليل لا حقيقة له؛ لكنهم حينما فوجئوا بمعجزة موسى عليه السلام ظهر لهم الفرق بين الحقيقة وبين السحر: فـ { قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ } [الشعراء:47].
فحكمة الله عز وجل اقتضت أن ينزل الملكان: هاروت وماروت؛ لكي يعلموا الناس السحر ليس يتعلمون السحر للسحر، وإنما ليتمكنوا به من تمييز السحر الذي كان يتخذه كثير من الدجالين يومئذٍ للتمويه على الناس واستعبادهم، كما جاء في قصة الغلام والراهب، ولعلكم تذكرون قصته، وخلاصتها ولابد من هذه الخلاصة: أن ملك ذلك الزمان الذي هو صاحب الأخدود المذكور في القرآن، كان يستغل ساحراً لكي يستعبد الناس، ولما شعر بأن الساحر أنه قد أسنَّ وشاب وكبر قال له: اختر لي غلاماً من الشعب حتى يخلفك من بعد، لماذا؟ لكي يظل مستمراً في استعباده للشعب بالسحر، هكذا كان الملوك في الزمن القديم يستغلون الناس بالسحر، فالله عز وجل أرسل الملكين ليعلما الناس كلهم، وليس كما فعل ساحر الملك ملك الأخدود حيث قال له: اختر لي غلاماً، لا يناسبه أن ينشر علم السحر بين الناس كلهم؛ لأنهم سيعلمون أن الملك يضلل عليهم بالسحر الذي هم عرفوه.
فاقتضت حكمة الله عز وجل بأن يرسل الملكين ليعلموا الناس السحر؛ لكي يفرقوا بين السحر وبين المعجزة؛ ولأن السحر بلا شك أداة إفساد، قال في نفس سياق القصة: { وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ } [البقرة:102]. فهم جاءوا بتعليم السحر لغاية، لكن هذا التعليم قد ينقلب إلى فتنة؛ فيتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم، وما يفرقون به بين المرء وزوجه.
هذا الذي أراه في تفسير هذه الآية، والله أعلم.
سلسلة الهدى والنور 189
ما صحة قصة الملكين هاروت و ماروت بعدما كلفهم الله عز و جل بأمره و نهاهم ما نهاهم عنه ، ما الإثم الذي ارتكباه ؟
نور على الدرب-الشيخ محمد بن صالح العثيمين
نور على الدرب-327a
تفريغ (نوح شملال) فتوى الشيخ العثيمين
المذيع: سوداني ومقيم بالرياض يقول ما صحة قصة الملكين هاروت وماروت بعد ما كلفهما الله عز وجل بأمره ونهاهما عما نهاهما عنه ما الإثم الذي ارتكباه؟
الشيخ:الصحيح أن هذه قصة مفتعلة مأخوذة عن بني إسرائيل وما أكثر أخبار بني إسرائيل التي لا أساس لها من الصحة وإني أنصح أخي السائل وغيره أن يقتصروا في القصص على ما جاء في القرآن والسنة فقط والسنة الصحيحة أيضا وذلك لقول الله تبارك وتعالى (أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله) فإذا كان لا يعلمهم إلا الله فإن الواجب أن نتلقى أخبارهم من الله سبحانه وتعالى من القرآن أومن السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وربما كان في هذه القصص ما يقدح في التوحيد من حيث لا يعلم الإنسان وأضرب للسائل مثلا في قصة داود عليه الصلاة والسلام في قول الله تبارك وتعالى (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ) يزعم بعض القصاص أن داود عليه الصلاة والسلام أعجبته امرأة رجل عنده وكان داود عليه الصلاة والسلام عنده تسع وتسعون امرأة فأعجبته هذه المرأة وهي مع زوج ففكر ماذا يصنع للوصول إليها فأمر هذا الرجل أن يذهب للغزو في سبيل الله لعله يقتل فيتزوجها داود من بعده وهذا من أعظم المنكرات هذا لا يليق برجل عاقل فضلا عن مؤمن فضلا عن نبي من الأنبياء فهي قصة مكذوبة تخدش بالعقيدة داود عليه الصلاة والسلام مبرأ من هذا الخلق الذميم والقصة على ظاهرها خصمان اختصما عند داود عليه الصلاة والسلام وكان داود قد انفرد يعبد الله تبارك وتعالى في محرابه وأغلق عليه الباب اجتهادا منه وكان داود عليه الصلاة والسلام هو الذي يحكم بين الناس والحاكم بين الناس يجب أن يفتح لهم الباب وأن يفسح لهم المجال حتى يختصموا ويحكم بينهم ففتنه الله عز وجل وذلك بأن اختبره سبحانه وتعالى لما انفرد في محرابه وأغلق الباب بعث الله إليه هذين الخصمين فتسوروا المحراب يعني أنهم قفزوا من فوق الجدار ففزع منهم كيف يدخلون عليه والباب مغلق فقالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض وذكر الباغي فقال (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً) والنعجة هنا ليست المرأة كما قيل بل هي الشاة (وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ) أي هبها لي لأجل أن أكمل مائة فيبقى هو عنده مائة نعجة وهذا ليس عنده شيء يقول عزني في الخطاب يعني غلبني كأنه فصيح ذو بيان شديد فقال داود عليه الصلاة والسلام لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه فهنا القصة تجد فيها أولا أن داود عليه الصلاة والسلام انفرد في محرابه في عبادته الخاصة دون أن يفتح بابه للحكم بين الناس ثانيا أنه استمع إلى الخصم دون أن يأخذ حجة الخصم الآخر ثالثا أنه حكم بقول الخصم دون أن ينظر ما عند الخصم الآخر فلذلك علم داود أن الله تعالى اختبره وفتنه فخر راكعا وأناب وتاب إلى الله عز وجل من كونه انفرد في محرابه وأغلق الباب عليه وكونه أخذ بقول الخصم دون أن يسأل الخصم الآخر وكونه حكم له دون أن ينظر ما عند الآخر من مدافعة هذه هي القصة وهي واضحة في القرآن ولا حاجة أن نصطنع قصصاً مكذوبة وفيها خدش للأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأمثال هذا كثير لذلك أنصح إخواننا الذين يقرؤون في كتب التفسير المشحونة بهذه الإسرائيليات أنصحهم من أن يتمادوا في هذا وأقول لهم اتركوا هذه التفاسير وإن كان فيها خير كثير لكن هذا الشر الذي لا يعلم عنه إلا العلماء قد يغتر به بعض العامة الذين يطالعون هذه الكتب.
http://www.sahab.net/forums/index.php?
رقم:912 الحديث:“ إن الملائكة قالت : يا رب كيف صبرك على بني آدم في الخطايا و الذنوب ? قال : إني ابتليتهم و عافيتكم , قالوا لو كنا مكانهم ما عصيناك , قال فاختاروا ملكين منكم , فلم يألوا أن يختاروا ,فاختاروا هاروت و ماروت ,فنزلا ,فألقى الله تعالى عليهما الشبق , قلت :و ما الشبق ?قال :الشهوة ,قال :فنزلا ,فجاءت امرأة يقال لها الزهرة , فوقعت في قلوبهما ,فجعل كل واحد منهما يخفي عن صاحبه ما في نفسه , فرجع إليها , ثم جاء الآخر , فقال : هل وقع في نفسك ما وقع في قلبي ?قال :نعم , فطلباها نفسها , فقالت :لا أمكنكما حتى تعلماني الاسم الذي تعرجان به إلى السماء و تهبطان ,فأبيا , ثم سألاها أيضا فأبت , ففعلا فلما استطيرت طمسها الله كوكبا و قطع أجنحتها , ثم سألا التوبة من ربهما ,فخيرهما , فقال :إن شئتما رددتكم إلى ما كنتما عليه ,فإذا كان يوم القيامة عذبتكما ,و إن شئتما عذبتكما في الدنيا فإذا كان يوم القيامة رددتكما إلى ما كنتما عليه ,فقال أحدهما لصاحبه :أن عذاب الدنيا ينقطع و يزول ,فاختارا عذاب الدنيا على الآخرة ,فأوحى الله إليهما أن ائتيا بابل ,فانطلقا إلى بابل فخسف بهما ,فهما منكوسان بين السماء و الأرض معذبان إلى يوم القيامة “.
قال الألباني في “السلسلة الضعيفة و الموضوعة “ ( 2 / 313 ):$ باطل مرفوعا $ .رواه الخطيب في تاريخه ( 8 / 42 - 43 ) و كذا ابن جرير في تفسيره ( 2 / 364 )من طريق الحسين :سنيد بن داود :حدثنا الفرج بن فضالة عن معاوية بن صالح عن نافع قال :سافرت مع # ابن عمر # , فلما كان آخر الليل قال : يا نافع طلعت الحمراء ?قلت : لا (مرتين أو ثلاثة ) ,ثم قلت : قد طلعت , قال : لا مرحبا بها و أهلا , قلت : سبحان الله , نجم سامع مطيع ?قال : ما قلت لك إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره بتمامه , لكن ليس عند ابن جرير : “فنزلا .... “إلخ , و قال الحافظ ابن كثير في “تفسيره “ ( 1 / 255 ) : “ غريب جدا “ .قلت :و آفته الفرج بن فضالة أو الراوي عنه سنيد ,فإنهما ضعيفان كما في “التقريب “ , و الحديث أصله موقوف خطأ في رفعه أحدهما ,و الدليل على ذلك ما أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح عن مجاهد قال : كنت نازلا على عبد الله بن عمر في سفر , فلما كان ذات ليلة قال لغلامه (الظاهر أنه نافع ):انظر هل طلعت الحمراء ?لا مرحبا بها و لا أهلا ,و لا حباها الله ,هي صاحبة الملكين , قالت الملائكة , يا رب كيف تدع عصاة بني آدم .... ?قال : إني ابتليتهم ...الحديث نحوه , قال ابن كثير : “ و هذا إسناد جيد و هو أصح من حديث معاوية بن صالح هذا , ثم هو مما أخذه ابن عمر عن كعب الأحبار كما تقدم بالسند الصحيح عنه في الحديث الذي قبله بحديث , و الله أعلم ,ثم قال ابن كثير : “ و قد روي في قصة هاروت و ماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد و السدي و الحسن البصري و قتادة و أبي العالية و الزهري و الربيع بن أنس و مقاتل بن حيان و غيرهم , و قصها خلق من المفسرين من المتقدمين و المتأخرين , و حاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى .و ظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط و لا إطناب فيها , فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أورده الله تعالى ,و الله أعلم بحقيقة الحال “. قلت : و قد زعمت امرأة من أهل دومة الجندل أنها رأتهما معلقين بأرجلهما ببابل ,و أنها تعلمت منهم السحر ,و هما في هذه الحالة ,في قصة طويلة حكتها لعائشة رضي الله تعالى عنها , رواها ابن جرير في “ تفسيره “ ( 2 / 366 - 367 ) بإسناد حسن عن عائشة ,و لكن المرأة مجهولة فلا يوثق بخبرها , و قد قال ابن كثير ( 1 / 260 ) :”إنه أثر غريب و سياق عجيب “ .و قد اكتفيت بالإشارة إليه , فمن شاء الوقوف على سياقه بتمامه فليرجع إليه .و مما يتصل بما سبق الحديث الآتي : “لعن الله الزهرة ,فإنها هي التي فتنت الملكين :هاروت و ماروت “.
http://www.alalbany.net/books_view.p...7&search=&book=
منقوووول