قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في "مجموع الفتاوى" :
وأما قبور الأنبياء : فالذي اتفق عليه العلماء هو " قبر النبي صلى الله عليه وسلم " فإن قبره منقول بالتواتر وكذلك في صاحبيه وأما " قبر الخليل " فأكثر الناس على أن هذا المكان المعروف هو قبره وأنكر ذلك طائفة وحكي الإنكار عن مالك وأنه قال ليس في الدنيا قبر نبي يعرف إلا قبر نبينا صلى الله عليه وسلم لكن جمهور الناس على أن هذا قبره ودلائل ذلك كثيرة وكذلك هو عند أهل الكتاب . ولكن ليس في معرفة قبور الأنبياء بأعيانها فائدة شرعية وليس حفظ ذلك من الدين ولو كان من الدين لحفظه الله كما حفظ سائر الدين وذلك أن عامة من يسأل عن ذلك إنما قصده الصلاة عندها والدعاء بها ونحو ذلك من البدع المنهي عنها . ومن كان مقصوده الصلاةوالسلام على الأنبياء والإيمان بهم وإحياء ذكرهم فذاك ممكن له وإن لم يعرف قبورهم - رضوان الله تعالى عليهمأجمعين . وقد تقدم : { أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن اليهود والنصارى الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد } وما يشبه هذا من الحديث .
وسئل - رحمه الله - :
عن " قبور الأنبياء " عليهم الصلاة والسلام هل هي هذه القبور التي تزورها الناس اليوم ؟ مثل قبر نوح وقبر الخليل وإسحاق ويعقوب ويوسف ويونس وإلياس واليسع وشعيب وموسى وزكريا وهو بمسجد دمشق . وأين قبر علي بن أبي طالب ؟ فهل يصح من تلك القبور شيء أم لا ؟
فأجاب :
الحمد لله ، القبر المتفق عليه هو قبر نبينا صلى الله عليه وسلم وقبر الخليل فيه نزاع ؛ لكن الصحيح الذي عليه الجمهور أنه قبره . وأما يونس وإلياس وشعيب وزكريا فلا يعرف . وقبر علي بن أبي طالب بقصر الإمارة الذي بالكوفة وقبر معاوية هو القبر الذي تقول العامة إنه قبر هود . والله أعلم .
ـــــــــــــ
قال عبد العزيز الكتابي -المحدث المعروف- : ليس من قبور الأنبياء ما يثبت إلا قبر نبينا صلى الله عليه وسلم وقال غيره وقبر إبراهيم أيضا . وذكر ابن سعد في كتاب الطبقات عن إسحاق بن عبد الله بن أبي مرة قال لا نعلم قبر نبي من الأنبياء إلا ثلاثة قبر إسماعيل فإنه تحت الميزاب بين الركن والبيت وقبر هود في كثيب من الرمل تحت جبل من جبال اليمن عليه شجرة تبدو . موضعه أشد الأرض حرا ، وقبر نبينا محمد صلوات الله وسلامهعليهم أجمعين.
:: الاختيارات العلمية من الاختبارات ::
لــ شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى وجعل منزلته في علِّيين -.
البيضاء