درّة عثيمينية : أيهما أبلغ ( ملك يوم الدين ) أم (مالك يوم الدين) ؟
--------------------------------------------------------------------------------
قوله "الملك" هو –جل و علا- مَلِكٌ ، و هو مَالِكٌ ؛ و لهذا جاءت قراءتان في سورة الفاتحة : ? مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ? و ? مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ? ؛ و القراءتنا سبعيتان صحيحتان ؛ وإذا ضممت إحداهما إلى الأخرى صار المعنى أنه مَلِك مَالِك .
و أيهما أبلغ في الوصف ؟
إن قلتَ : "ملِك " أخطأت ، و إن قلتَ " مالك" أخطأت ؛ لأن المالك مُلْكُه محدودٌ ؛ أنا أملك مالي و أملك التصرف فيه ؛ لكن ليس لي سلطان الملك ؛ فالمَلِِك سلطته عامة ؛ و وصفه المُلك و السلطان ؛ لكن قد يكون هناك ملِك بلا مُلْك ، أي أنه مَلِك لكن ليس بمالك ، مثل ملكة بريطانيا ، هي ملكة لكنها ليس لها نصيب من الملك ؛ كذلك يوجد بعض المولك يكون قاصرا ضعيفا ، و يُدبِّر المملكة سواه ؛ فهذا مَلِك و ليس بمالك ؛ إذ هناك مالك و ليس بملِك ، و هذا كثير ؛ و الله – عز و جل – ملِك مالك ؛ و لهذا جاءت القراءتين ؛ و من أسماء الله –تعالى - : الملِك ؛ أي : ذا السلطة العالية العليا ، التي ليس فوقها سلطة و ليس مثلها سلطة. اهـ
من شرح عقيدة أهل السنة و الجماعة للشيخ -رحمه الله - ص (14 ، 15 ) طبعة دار المستقبل-القاهرة- الطبعة الأولى 1427 هـ