بسم الله :
🔺تنبيه العمال🔺
إلى أن الذكر أيام العشر من أفضل الأعمال ..
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد :
يحرص كثير من المسلمين على العبادة أيام العشر من ذي الحجة
وهذا من أعظم الخيرات وأجل العبادات ..
وقد يتوجه الناس غالبا في هذه الأيام إلى عبادة الصوم وهذا أمر لا ننكره أو إلى غيره من العبادات لدخول ذلك في العمل الصالح المرغب فيه في قوله صلى الله عليه وسلم " ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله من هذه الأيام أي أيام العشر " ..
لكن الذي يظهر والعلم عند الله ان افضل العبادة في هذه الأيام هي (( عبادة الذكر )) ..
وإنها لغنيمة حقا لمن لم تستطع الصوم أو أداء غيره من العبادات أن يكون لسانها عابدا ذاكرا لله تعالى والذكر من أيسر العبادات ولا يوفق له إلا من وفقه الله تعالى
نسأل الله التوفيق ..
قال ابن كثير في قوله تعالى
... وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ ... "
قال ابن عباس رضي الله عنهما :" الأيام المعلومات أيام العشر "
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في مجموع الفتاوى " الأيام المعلومات أيام العشر ، والأيام المعدودات أيام التشريق "
* وعن عبدلله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم "قال :" ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيه من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد "
رواه أحمد (5446) وصححه الألباني في الإرواء (890)
فلت " هنا خص النبي صلى الله عليه وسلم عبادة الذكر بالاختصاص بالذكر دون غيرها من العبادات مع أن هذه العبادة تدخل في العمل الصالح بالجملة" ..
مما يدل وفقك الله أن عبادة الذكر من أفضل العبادات في هذه الأيام المباركات ..
وجاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" ما أهل مهل قط إلا بشر ، ولا كبر مكبر قط إلا بشر ؛ قيل بالجنة ؟ قال : نعم "
رواه الطبراني في الأوسط (7943)
وهو في السلسة الصحيحة للألباني (1621).
وروى المروزي في كتاب العيدين عن ميمون بن مهران قال :" أدركت الناس وأنهم ليكبرون في العشر حتى كنت أشبهه بالأمواج من كثرتها" .
ويقول :" إن الناس قد نقصوا في تركهم التكبير "
وروى البخاري معلقاً عن ابن عمر وأبي هريرة " أنهما كانا يخرجان إلى السوق في العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما "
ووصله عبد بن حميد من طريق عمرو بن دينار عنه .
وصححه الألباني في الإرواء (651) .
- وقال صلى الله عليه وسلم " أفضل الحج العج والثج " .
والعج : هو رفع الصوت بالتلبية والتلبية من الذكر وهي للحاج خصوصاً وهكذا التكبير للمسلمين عموماً ..
وقد تبين من هذا مشروعية التكبير في عشر ذي الحجة وهذا هو التكبير المطلق ويستمر إلى آخر أيام التشريق .
أما التكبير المقيد :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى 24/22 :" أصح الأقوال في التكبير الذي عليه جمهور السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة أن يكبر من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق عقب كل صلاة ويشرع لكل أحد أن يجهر بالتكبير عند الخروج إلى العيد وهذا باتفاق الأئمة الأربعة " .
قلت : ولا يقيد هذا التكبير بانتهاء صلاة العصر من اليوم الثالث عشر ولكن بغروب شمسه .
قال صلى الله عليه وسلم " أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله" .
أخرجه مسلم (1141) من حديث نبيشة الهذلي ..
فيشمل سائر أيام التشريق ولا دليل لمن قطع التكبير قبل انتهاء هذه الأيام " .
صيغ التكبير الثابتة :
لم يدل دليل عن النبي صلى الله عليه وسلم في كيفية التكبير وإنما جاءت آثار عن الصحابة وبإذن الله تعالى نختار الثابت الصحيح ..
* جاء من حديث ابن عباس أنه كان يقول :" الله أكبر كبيرا ً، الله أكبر كبيراً ، الله أكبر وأجل ، الله أكبر ولله الحمد " .
رواه ابن أبي شيبة وصححه الإلباني في الإرواء 3/ 125-126 .
# وجاء عن ابن مسعود رضي الله عنـه أنه كان يقول :" الله أكبر ، الله أكبر ، لا اله الا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد "
رواه ابن أبي شيبة 489/1 وصححه الألباني في الارواء 125/3 .
# وجاء عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه كان يقول :" الله أكبر ، الله أكبر ، مراراً، اللهم أنت أعلى وأجل من أن تكون لك صاحبة أو يكون لك ولد أو يكون لك شريك في الملك أو يكون لك ولي من الذل وكبره تكبيرا ، الله أكبر تكبيرا، الله اغفر لنا ، الله ارحمنا " .
رواه معمر في جامعه وعبدالرزاق في مصنفه 295/11 وهو صحيح
وقد جاءت آثار أخرى عن الصحابة لم يصح منها شيء مما يدلنا على أن الأمر فيه واسع
والله ربنا أعلى و أعلم ..
نسأل الله أن يوفقنا للعمل الصالح الخالص الموافق للسنة النبي صلى الله عليه وسلم ..
وكتبته أم عبدالله الإبية غفر الله لها .