تعاني الكثير من السيدات بعد الولادة بما تسميه الأفكار الزرقاء التي قد تصل إلى حد المرض، وهي خليط من المشاعر السلبية كالحزن والضيق واليأس والخوف من المسؤولية والخوف على المولود، وقد يصاحبه تأنيب ضمير شديد يسبب عدم إحساس الأم بالعاطفة تجاه مولودها، بالإضافة إلى أن التعب الجسماني والإرهاق الناتجين من عملية الولادة ذاتها يزيد من حدة الأعراض، تحتار المرأة فيما أصابها لا تدري سببًا لحزنها وتعاستها، وتدمع عيناها وتصاب بالإعياء وعدم الرغبة في إنجاز أي شيء، كما تبدأ في إهمال أطفالها وبيتها، وتهرب إلى النوم والانزواء لفقدانها القدرة على الصبر أو على مخاطبة الناس، ومع استمرار المشاعر السلبية ونقص الوعي تتدهور الحالة مما يستدعي اللجوء إلى الطبيب النفسي، وهنا تعد تلك الأفكار ما هي إلا أعراض اكتئابية أصابت المرأة نتيجة لتغير هرموناتها بسبب الحمل والولادة.
تقول الدكتورة أميرة حبراير استشاري علم النفس: يجب على الزوج أن يكون حساسًا للمتغيرات التي تحدث لزوجته أثناء الحمل، وبعد الولادة وأثناء الحمل وبعد الولادة وأثناء الرضاعة.
كلما زاد وعيه ومعرفته بما قد يطرأ على زوجته يكون أقدر على مساعدتها؛ لكي تتغلب على ألمها وفي حالة زيادة المشاعر السلبية الاكتئابية فزيارة الطبيب النفسي واجبة وتشكل عبئًا على المرأة في وقت تحتاج فيه لكل طاقتها النفسية والبدنية لرعاية مولودها. ويجب على الآخرين عدم تأنيبها لإهمالها لطفلها، فهي حزينة ولكنها لا تقوى على تحمل المسؤولية .