آفة العُجْب ودواؤها
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإنَّ العُجْبَ يُعد آفة خطيرة وداء من أدواء القلوب الكبار المخلَّة بالنِّيَّة، وهو خُلقٌ ذميمٌ لا يليق بالمسلم؛ يهدم محاسنه ، ويخمل ذكره ، ويمحق عبادته ، ويقطعه عن الله ، ويزري من عقله، بل هو أمارة على ضعف العقل وقصور الفهم، شديد الإهلاك لصاحبه.
* فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((ثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ، وَثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ؛ فَأَمَّا الْمُنْجِيَاتُ: فَتَقْوَى اللهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَالْقَوْلُ بِالْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالسُّخْطِ، وَالْقَصْدُ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ. وَأَمَّا الْمُهْلِكَاتِ: فَهَوًى مُتَّبِعٌ، وَشُحٌّ مُطَاعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ، وَهِيَ أَشَدُّهُنَّ)) رواه البيهقي في «شعب الإيمان».
* وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «اثنتان مهلكتان: العُجْبُ، والقُنُوطُ» رواه أبو نعيم في «حلية الأولياء». ووجه الجمع بينهما في الإهلاك: أنّ القانط لا يطلب السعادة؛ لشدة قنوطه، والمعجب لا يطلبها أيضًا؛ لظنه أنّه قد ظفر بها، واجتمعت فيه موجباتها.
* قال الشيخ حافظ حكمي في منظومة في الآداب:
والعُجْبَ فاحْذَرْهُ إنَّ العُجْبَ مُجْتَرِفٌ أعْمالَ صاحِبِهِ في سَيْلِهِ العَرِمِ
فشبَّه العُجب بالسَّيل الجارف الَّذي يدمِّر ما أمامه، فإذا أصيب المرء به فإنه يجترفُ أعمالَه الصَّالحةَ كلَّها فلا يبقي منها شيئًا.
* أورد الحافظ المنذري في كتابه «التَّرغيب والتَّرهيب» تحت باب «التَّرهيب من الدَّعوى في العلم والقرآن» حديث عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يَظْهَرُ الإِسْلَامُ حَتَّى تَخْتَلِفَ التُّجَّارُ فِي البَحْرِ، وَحَتَّى تَخُوضَ الخَيْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ يَظْهَرُ قَوْمٌ يَقْرَؤوُنَ القُرْآنَ يَقُولُون: مَنْ أَقْرَأُ مِنَّا؟! مَنْ أَعْلَمُ مِنَّا؟! مَنْ أَفْقَهُ مِنَّا؟!)) ثُمَّ قَالَ لأَصْحَابِهِ: ((هَلْ فِي أُولَئِكَ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ! قال: أُولَئِكَ مِنْكُمْ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ)) قال المنذري: «رواه الطَّبراني في الأوسط، والبزَّار بإسناد لا بأس به»، وحسَّنه الألبانيُّ لغيره.
* ثم هو أيضًا يجرُّ إلى الكِبْر، وإلى التَّعالي على النَّاس، والتَّرفُّع على عباد الله، والعلوِّ في الأرض، وقد جاء في الحديث عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ)) رواه مسلم.
* وهو كذلك من وراء نشأة كثير من البدع والضلالات؛ عن كعب رحمه الله قال : «إن أناسًا اجتمعوا ففارقوا الجماعة رغبةً عنهم وطعنًا عليهم ، ما فعلوا ذلك حتى دخلهم العجب؛ فإياكم والعجب، فإنه الذبح والهلاك». رواه أبو نعيم في الحلية.
* وربما أيضا أدى عجب المرء بنفسه إلى الإزراء بالآخرين وانتقاصهم وتعييرهم بمعاصيهم، وقد يكون ـ كما يقول ابن القيم رحمه الله ـ "تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثما من ذنبه وأشد من معصيته لما فيه من صولة الطاعة وتزكية النفس وشكرها والمناداة عليها بالبراءة من الذنب وأن أخاك باء به، ولعل كسرته بذنبه وما أحدث له من الذلة والخضوع والإزراء على نفسه والتخلص من مرض الدعوى والكبر والعجب ووقوفه بين يدي الله ناكس الرأس خاشع الطرف منكسر القلب أنفع له وخير من صولة طاعتك وتكثرك بها والإعتداد بها والمنة على الله وخلقه بها فما أقرب هذا العاصي من رحمة الله وما أقرب هذا المدل من مقت الله فذنب تذل به لديه أحب إليه من طاعة تدل بها عليه، وإنك أن تبيت نائما وتصبح نادما خير من أن تبيت قائما وتصبح معجبا فإن المعجب لا يصعد له عمل وإنك أن تضحك وأنت معترف خير من أن تبكي وأنت مدل وأنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين المدلين ولعل الله أسقاه بهذا الذنب دواء استخرج به داء قاتلا هو فيك ولا تشعر".
* وقد يعجب المرء بالعمل هو مخطئ فيه كإعجاب أرباب البدع والأهواء بأعمالهم، قال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً () الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}، وفي الحديث « بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا وَهَوًى مُتَّبَعًا وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِى رَأْىٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ بِنَفْسِكَ وَدَعْ عَنْكَ الْعَوَامَّ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ الصَّبْرُ فِيهِ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِمْ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ » رواه أبو داود وفي سناده مقال.
* والعجب يفضي بالمرء إلى نسيان ذنوبه وعدم تفقدها لظنه أنه مستغن عن تفقدها فينساها وما يتذكره منها يستصغره فلا يجتهد في التوبة منه، وأما العبادات والطاعات فإنه يستعظمها ويراها أحسن الأعمال وأكملها ويمن على الله بفعلها وينسى نعمة الله عليه بالتوفيق والهداية.
وآفات العجب كثيرة وعواقبه وخيمة.
* قال كعب رحمه الله: «لو ملأ علمك ما بين السماء والأرض مع العجب ما زادك الله به إلا سفالًا ونقصانا». رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.
* قال أبو وهب المروزي: سألت ابن المبارك عن العجب؟ قال: «أَنْ تَرَى أَنَّ عِنْدَكَ شَيْئًا لَيْسَ عِنْدَ غَيْرِكَ، وَلَا أَعْلَمُ فِي الْمُصَلِّينَ شَيْئًا شَرًّا مِنَ الْعُجْبِ». أورده الذهبي في السير.
* وقال عبد الله بن المعتز : «العجب شر آفات العقل». رواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه
* وعن مسروق قال: «كفى بالمرء علمًا أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلًا أن يعجب بعلمه» رواه الدارمي في السنن.
فالواجب على المسلم الناصح لنفسه أن يهضم نفسه وأن يتهمها بالتَّقصير، وأن يحذر من أن يُصاب بالعُجب والغرور، لئلا يهلك بعجبه وغروره. قال الشيخ حافظ رحمه الله:
لا تُعْجَبَنَّ بِهِ يُحبَطْ ولا تَرَهُ في جانبِ الذَّنْبِ والتَّقْصِيرِ والنِّعَمِ
أي: لا تعجبنَّ بعملك مهما كانت أعمالك؛ مِنْ صلاة، وصيام، وطلبٍ للعلم، وحفظٍ للقرآن، وغير ذلك من الأعمال الصَّالحة؛ فلا تعجبنَّ بها، لأنَّ العجب يجترفها ويبطلها ويحبطها، بل عليك ألا تَرَها شيئًا في جانبِ الذَّنْبِ والتَّقْصِيرِ والنِّعَمِ.
فإذا أعجبك عملٌ من الأعمال الصَّالحة الَّتي قمت بها تذكَّر هذه الأمور الثلاثة:
* الأول: تذكر ذنوبك الَّتي اقترفتها ومعاصيك التي ارتكبتها؛ فإن اعتراف المذنبين بذنوبهم وتقصيرهم في حق مولاهم يعينهم على تنكيس رؤوس عجبهم.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: «وهذا أحب إلى الله من فعل كثير من الطاعات؛ فإنَّ دوام الطاعات قد توجب لصاحبها العجب، وفي الحديث عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أشد من ذلك؛ العجب)) . قال الحسن : "لو أنَّ ابن آدم كلما قال أصاب وكلما عمل أحسن أوشك أن يجن من العجب"، قال بعضهم : "ذنب أفتقِر به أحب إليَّ من طاعة أدل بها عليه، أنين المذنبين أحب إليه من زجل المسبِّحين؛ لأن زجل المسبحين ربما شابه الافتخار، وأنين المذنبين يزينه الانكسار والافتقار"، في حديث : ((إن الله لينفع العبد بالذنب يذنبه))، قال الحسن : "إن العبد ليعمل الذنب فلا ينساه، ولا يزال متخوفًا منه حتى يدخل الجنة، المقصود من زلل المؤمن ندمه، ومن تفريط أسفه ومن اعوجاجه تقويمه، ومن تأخره تقديمه، ومن زلقه في هوة الهوى أن يؤخذ بيده فينجى إلى نجوة النجاة» اهـ كلامه رحمه الله.
عن مطرف بن عبد الله بن الشخير رحمه الله قال : «لأن أبيت نائمًا وأصبح نادما، أحب إليَّ من أن أبيت قائما فأصبح معجبا» رواه ابن المبارك في الزهد.
الثاني: تذكَّر أنَّك مقصِّرٌ حتَّى في هذا العمل الَّذي أنت معجبٌ به؛ لأنَّك مهما حاولت أن تكمل العمل وتتمَّه لا تَسْلَم من التَّقصير، ولا يمكن لأحد أن يجزم بأن عمله متقبل. قال الله عز وجل في وصف المؤمنين الكُمَّل: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}[المؤمنون:60]، وثبت في الحديث الصحيح أنَّ عائشة رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء فقالت: «أَهُوَ الرَّجُلُ يَزْنِي وَيَسْرِقُ وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ؟» قال: ((لَا يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ - أَوْ يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ - وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَتَصَدَّقُ، وَهُوَ يَخَافُ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُ)) رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد. وقال الله عز وجل واصفاً إمام الحنفاء إبراهيم الخليل عليه السلام حال بنائه البيت الحرام: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[البقرة:127] ، وقد كان وهيب بن الورد رحمه الله يقرأ هذه الآية ويبكي ويقول: « يا خليل الرحمن ترفع قوائم بيت الرحمن وانت مشفق أن لا يقبل منك!». رواه ابن أبي حاتم في تفسيره.
وكيف يعجب المرء بعمله وهو لا يدري لعله قد رد عليه ولم يقبل منه! قال ابن عون رحمه الله: «لا تثقن بكثرة العمل؛ فإنك لا تدري يقبل منك أم لا ، ولا تأمن ذنوبك؛ فإنك لا تدري هل كفرت عنك أم لا ، إن عملك عنك مغيب كله ما تدري ما الله صانع فيه أيجعله في سجين أم يجعله في عليين» رواه ابن أبي الدنيا في "التوبة".
* الثالث: تذكَّر أنَّ نِعَمَ الله سبحانه وتعالى عليك لا تُعدُّ ولا تُحصى، ومنها أعمالك الصَّالحة فهي منَّةٌ من الله وتوفيق. يوضِّح ذلك ما جاء في «الصَّحيحين» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لَنْ يُنْجِيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ))، قالوا: ولا أنت يا رسولَ الله؟! قال: ((وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللهُ بِرَحْمَةٍ))، فهو صلوات الله وسلامه عليه أخشى النَّاس وأكملُهم عبوديَّةً له سبحانه وتعالى يقول هذا، فكيف بغيره؟!
ولهذا؛ فإنَّ دواء العُجب كما في القرآن؛ أن تقول: «ما شاء الله لا قوَّة إلَّا بالله»، {وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ}[الكهف:39]، أن تذكر نعمة الله عليك، وأنَّ الأمور كلَّها بمشيئته، وأنَّه لا قوَّة لك إلَّا بالله سبحانه وتعالى، وأنَّ الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، وأنَّه سبحانه وتعالى المعطي المانع، الرَّافع الخافض، القابض الباسِط، والأمر كلُّه بتدبيره ومنِّه وفضله جلَّ وعلا.
فإذا تفكَّر المرء في هذه الأمور الثلاثة ذهب عنه العجب بإذن الله سبحانه وتعالى. قال الشافعي رحمه الله: «إِذَا خِفْتَ عَلَى عَمَلِكَ العُجْبَ؛ فَاذكُرْ رِضَى مَنْ تَطْلُبُ، وَفِي أَيِّ نَعِيْمٍ تَرْغَبُ، وَمِنْ أَيِّ عِقَابٍ تَرْهَبُ، فَمَنْ فَكَّرَ فِي ذَلِكَ صَغُرَ عِنْدَهُ عَمَلُهُ». أورده الذهبي في السير.
وليتأمل في هذا المقام حال الرعيل الأول وخاصة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وشدة حذرهم من العجب وعظم توقيهم منه.
قال العلَّامة ابن القيِّم رحمه الله في كتابه الداء والدواء: «ومن تأمَّل أحوال الصَّحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف، ونحن جَمَعْنَا بين التَّقصير -بل التَّفريط- والأمن، فهذا الصِّدِّيق يقول: "وددتُ أنِّي شعرة في جنب عبد مؤمن" ذكره أحمد عنه، وذكر عنه أيضًا أنَّه كان يمسك بلسانه ويقول: «هذا الَّذي أوردني الموارد»، وكان يبكي كثيرًا ويقول: "ابكوا؛ فإنْ لم تبكوا فتباكوا"، وكان إذا قام إلى الصَّلاة كأنَّه عُودٌ من خشية الله، .. ولمـَّا احتضر قال لعائشة: "يا بُنيَّة! إنِّي أصبتُ من مال المسلمين هذه العباءة وهذه الحلاب وهذا العبد، فأسرعي به إلى ابن الخطَّاب"، وقال: "والله لوددت أنِّي كنت هذه الشَّجرة تؤكل وتعضَد"...» وساق رحمه الله أمثله لهذا لحال عدد من الصحابة رضي الله عنهم .
وقال رحمه الله في مدارج السالكين: «رضاءُ العبد بطاعته دليلٌ على حسن ظنِّه بنفسه وجهله بحقوق العبوديَّة، وعدم عمله بما يستحقُّه الرَّبُّ جلَّ جلاله ويليق أن يعامَل به، وحاصل ذلك: أنَّ جهله بنفسه وصفاتها وآفاتها وعيوب عمله، وجهله بربِّه وحقوقه وما ينبغي أن يُعامل به، يتولَّد منهما رضاه بطاعته وإحسان ظنِّه بها، ويتولَّد من ذلك من العُجب والكِبر والآفات ما هو أكبر من الكبائر الظَّاهرة؛ من الزِّنا، وشرب الخمر، والفرار من الزَّحف، ونحوها، فالرِّضا بالطَّاعة من رعونات النَّفس وحماقتها، وأرباب العزائم والبصائر أشدُّ ما يكونون استغفارًا عُقيب الطَّاعات لشهودهم تقصيرهم فيها، وترك القيام لله بها كما يليق بجلاله وكبريائه» اهـ والله المستعان.
والدعاء مفتاح كل خير وواق من كل شر، فليلح المرء على ربه وليضرع إلى سيده ومولاها أن يعيذه من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء، فهو الموفق وحده لا شريك له، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
https://al-badr.net/muqolat/6274