بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
الحمدُ لله والصلاةُ والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هداه... وبعدُ:
في ظل ما يُسمى بـ (الربيع العربي)!! وما يحدث في بلاد المسلمين من (ثورات)، اعتقد البعضُ أن خلاصَ المسلمين ونجاتهم في هذه الثورات وأنها التي ستعيد لأمتنا الأمجاد والبطولات!!
فهل -حقًا- طريقُ (الإصلاح) يبدأ بهذه الثورات وما تتضمنه من (خروج) على الحكام؟!!
التفريغ:
أنا أرى من تمام نصح ذلك الشخص الذي أشرتَ إليه، أن يُعلّم، أو على الأقل يُذكّر -إن كان قد عَلِم من قبل- أنّ الإصلاح اليوم لا يبدأ بالثورة، وبالخروج على الحاكم الكافر -فضلًا بالخروج على الحاكم الفاسق-، وإنما الإصلاحُ يبدأ -كما نقول نحن دائمًا وأبدًا من عشرات السنين- بـ (التصفية والتربية).
فإن كان الرجل معنا في هذا المنهج فيذكّر بهذا ويكفي، وإن كان ليس معنا فينبغي أن يُعلَّم، وأن نفهم منه كيف يريد وبمَن يريد أن يخرج إلى جماعة؟
أكثر المسلمين جهلة!!، وأكثر المسلمين الذين يعلمون بعض الأحكام الشرعية هم يُخالفونها؛ فنساؤهم كاسيات عاريات، معاملاتهم مخالفة لأحكام الشريعة في كثير من نواحيها.. إلخ.
ونحن جميعًا نعتقد بأنّ نصر الله لعباده المؤمنين مشروط بكلمة واحدة «إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ»، ونصرُ الله إنما يكون أولًا: بالعِلم، ثانيًا: بالعَمَل.
والعِلمُ اليوم -كما تعلمون جميعًا- فيه انحراف كبير جدًا عن العِلم الذي كان عليه السلف الصالح، ولذلك ففي الحديث الذي تعرفونه الذي مطلعه «إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ البَقَرِ... إلخ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ عَنْكُم حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ».
الدِّين -اليوم- له مفاهيم عديدة جدًا، وليس -فقط- في الفروع، بل -وكما يقولون- في الأصول.. ليس فقط في الأحكام، بل وفي العقائد.
فأنتم تعرفون -اليوم- أكثر المسلمين إما أشاعرة أو ماتريدية، أبهؤلاء ينتصر الإسلام؟!!
إذن لابدّ من (التصفية والتربية)، فـ «سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ عَنْكُم حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ»، أي: بالمفهوم الصحيح.
فإذن يجب أن نبدأ بتفهيم الناس هذا الإسلام بالمفهوم الصحيح وتربيتهم على ذلك، «وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ».
أما غير هذا السبيل ما يمكن أبدًا أن يعودَ إلى المسلمين عِزُّهم ومجدُهم.