إمرأة من الحور العين
(أم رومان زوجة أبوىبكر)
قال عنها رسول اللَّه (: "من سرّه أن ينظر إلى امرأة من الحور العين؛فلينظر إلى أم رومان" [ابن سعد]
صحابية مجاهدة، ذات قلب طاهر ونفس طيبة، نزل رسول اللَّه قبرها، واستغفر لها وقال: "اللهمَّ لم يخْف عَليك ما لقيتْ أم رومان فيك وفى رسولك" (ابن حجر فى الإصابة)إنها أم رومان بنت عمر بن عويمر، من المسلمات الأُول، تزوجت من عبد اللَّه بن الحارث بن سخبرة، وأنجبت منه الطفيل، وكان قد قدم بها مكة، فحالف أبا بكر الصديق، ولما مات عبد اللَّه تزوجها أبو بكر الصديق؛ فأنجبت منه: عبد الرحمن وعائشة أمنا أم المؤمنين. وكان أبو بكر - رضى اللَّه عنه - متزوجًاقبلها، وعنده من الولد عبد اللَّه وأسماء رضى الله عنهما.
ولما بلغت عائشة -رضي الله عنها- ست سنوات، ذهبت السيدة خَوْلَة بنت حكيم إلى أمها أم رومان، تقول لها: أى أم رومان! ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة؟
قالت أم رومان: وماذاك؟
أجابت خَوْلَة: أرسلنى رسول الله أخطب له عائشة.
ومن ذلك الحين وأم رومان تتشرف بقرابة المصاهرة من الرسول ( وكان لها عنده مكانة خاصة لتُقَاهاوإيمانها)
وكانت زوجة لأبى بكر -رضى الله عنه- وكان النبي يحبه حبَّا كبيرًا. هاجرت أم رومان إلى المدينة مع ابنتها عائشة -رضى اللَّه عنهما- وفى طريق الهجرةهاج بَعِيرُ السيدة عائشة فصاحت أم رومان -وهى خائفة على ابنتها-: وابنتاه،واعروساه. فسكن البعير، ووصلت القافلة إلى المدينة بسلام، وهناك أخبرت أم رومانابنتها "عائشة" بأنها ستتزوج من النبي.
وكانت أم رومان تحب ابنتها عائشة حُبّاعظيمًا، ففى حديث الإفك أُغْمِي عليها؛ حُزْنًا على ما أصاب ابنتها، ولما أفاقت أخذت تدعو اللَّه أن يظهر الحق، وظلت تواسى ابنتها ودموعها تتساقط، وجعلت تقول: أىبنية !.. هوِّنى عليك، فواللَّه لَقَلَّ ما كانت امرأة حسناء عند زوج يحبها ولهاضرائر إلا كثرن وكثر عليها الناس..
وما إن انكشفت غمامة الإفك، حتى انشرح صدر أم رومان، وحمدت اللَّه على براءة ابنتها، وتكريم الله لها.
ولما كانت السنةالسادسة من الهجرة توفيت "أم رومان"، فنزل النبي قبرها واستغفر لها اللَّه. رضي اللَّه عنها وأرضاها، ورجح ابن حجر أنها ماتت بعد السنة الثامنة
رضي الله عنها وأرضاه وجمعنا بها في جنات النعيم ..