«الورقات - الكويت»: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
قال عبد العزيز بن مرزوق الطريفي في صفحته في تويتر :" لا يجوز بقاء حاكم تكرهه رعيته كما لا تجوز إمامة من تكرهه جماعة مسجده وعدم جواز بقاؤهما في الإمامة نهي يتوجه للإمام أن يؤم لا للمأموم أن يأتم":
أولاً : كان يجب عليه إيضاح عدم جواز الخروج على الحاكم المكروه.
قال مسلم في صحيحه 4832- [65-1855] حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ رُزَيْقِ بْنِ حَيَّانَ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ ؟ فَقَالَ : لاَ ، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلاَتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ ، فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ ، وَلاَ تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الخروج على الأئمة الذين نبغضهم ، ما أقاموا فينا الصلاة.
ثانياً : بغض الرعية ليس على إطلاقه ، فإذا كانوا يبغضونه من أجل ما يظهر من السنة والعدل ، فالإثم على من أبغضه.
قال الترمذي في جامعه (1/464) :" وَقَدْ كَرِهَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ : أَنْ يَؤُمَّ الرَّجُلُ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ فَإِذَا كَانَ الإِمَامُ غَيْرَ ظَالِمٍ فَإِنَّمَا الإِثْمُ عَلَى مَنْ كَرِهَهُ.
وقَالَ أَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ فِي هَذَا: إِذَا كَرِهَ وَاحِدٌ أَوْ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ فَلاَ بَأْسَ أَنْ يُصَلِّيَ بِهِمْ حَتَّى يَكْرَهَهُ أَكْثَرُ القَوْمِ ".
ثالثاً : فهذا محض قياس ولا يقابل النص ، والإمامة العظمى لا تقاس على إمامة الصلاة ، فإن ترك الإمام الأعظم للإمامة قد يترتب عليه من المفاسد والفوضى والتنازع الشيء العظيم ، مما لا يمكن أن يترتب على ترك إمام ما للصلاة ، مع وجود غيره ممن يصلح للصلاة، فهذا قياس فاسد.
قال ابن سعد في الطبقات 2978- أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ : قَالَ لِي عُثْمَانُ ، وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الدَّارِ : مَا تَرَى فِيمَا أَشَارَ بِهِ عَلَيَّ الْمُغِيرَةُ بْنُ الأَخْنَسِ , قَالَ : قُلْتُ : مَا أَشَارَ بِهِ عَلَيْكَ ؟ قَالَ : إِنَّ هَؤُلاَءِ الْقَوْمَ يُرِيدُونَ خَلْعِي ، فَإِنْ خَلَعْتُ تَرَكُونِي ، وَإِنْ لَمْ أَخْلَعْ قَتَلُونِي , قَالَ : قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ خَلَعْتَ تُتْرَكُ مُخَلَّدًا فِي الدُّنْيَا , قَالَ : لاَ , قَالَ : فَهَلْ يَمْلِكُونَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ ؟ قَالَ : لاَ , قَالَ : فَقُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ تَخْلَعْ هَلْ يَزِيدُونَ عَلَى قَتْلِكَ ؟ قَالَ : لاَ , قُلْتُ : فَلاَ أَرَى أَنْ تُسُنَّ هَذِهِ السُّنَّةَ فِي الإِسْلاَمِ ، كُلَّمَا سَخِطَ قَوْمٌ عَلَى أَمِيرِهِمْ خَلَعُوهُ , لاَ تَخْلَعْ قَمِيصًا قَمَّصَكَهُ اللَّهُ، وإسناده صحيح.
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه عبدالله بن فهد