منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الدفاع عن الإسلام والسنة


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي الجوهرة مخالفة
الجوهرة غير متواجد حالياً
 
الجوهرة
عضو مميز
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 10
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة : في قلب أمي الحبيبة
عدد المشاركات : 2,104 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي بطلان قصة « متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا! » سندا ومتنا

كُتب : [ 10-07-2013 - 08:50 PM ]

يستدل بعض القصاص والوعاظ على عدل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، بضربه لعمرو بن العاص وقوله العبارة الشهيرة ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ) وهي قصة باطلة سندا ومتنا


إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده و رسوله). يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا و أنتم مسلمون}. {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيباً) (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله، وقولوا قولاً سديداً، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً) أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها، و كل محدثة بدعة، وكل بدعه ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد فقد جاء فى قناة " اقرأ " أحد دروس الشيخ عائض القرنى وذلك يوم 29 ربيع الثانى 1425هـ الموافق 17 يونيو 2004 م. و الذى يقدمه باسم " من روائع السيرة " وكان يتكلم عن سيرة عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – فذكر قصة هى واهية جداً وسندُها ضعيف ليستدل بها على عدل الفاروق – رضى الله عنه- ثم ليبين صحة ما قال ذكر أن هذه القصة قد ذكرها الحافظ ابن كثير و الحافظ الذهبى
قلتُ : كان لابد أن أبين ضعف هذه القصة حتى لا يغتر بها أحد ، وكان لابد على الشيخ عائض القرنى قبل أن يُلقيها على الحضور أن يتحقق منها ولكن هى عادة القصاصين فى عدم التثبت من سند القصص التى يُلقونها على الناس فيختلط كما يقولون الحابل بالنابل و يعتقد الناس بصحة هذه القصص التى كثرت فى هذه الأمة .
القصة : عن أنس بن مالك – رضى الله عنه – أتى رجل من أهل مصر إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال : يا أمير المؤمنين عائذ بك من الظلم قال : عذت بمعاذ ، قال : سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته ، فجعل يضربنى بالسوط ويقول : أنا ابن الأكرمين ، فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم عليه ، ويَقْدم بابنه معه ، فقدم ، فقال عمر : أين المصرى؟ خذ السوط فاضرب فجعل يضربه بالسوط ، ويقول عمر : اضرب ابن الألْيَمَيْن ، قال أنس : فضرب ، فوالله لقد ضربه ونحن نحب ضربه ، فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه ، ثم قال عمر للمصرى : ضع على صلعة عمرو ، فقال : يا أمير المؤمنين إنما ابنه الذى ضربنى ، وقد اشتفيت منه فقال عمر لعمرو : مُذْ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟ ( لم يذكر الشيخ عائض القرنى الجملة هكذا و إنما قال : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟) ، قال : يا أمير المؤمنين لم أعلم ولم يأتنى.
التخريج : أخرجها ابن عبد الحكم فى " فتوح مصر و أخبارها " صـ 290 ، وأوردها محمد بن يوسف الكاندهلوى فى " حياة الصحابة " ( 2 / 88 ) باب : عدل النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه قال : وأخرج ابن عبد الحكم عن أنس – رضى الله عنه – ثم ذكر القصة . ثم قال : كذا فى "منتخب كنز العمال " ( 4 /420 ) وبالرجوع إلى " كنز العمال فى سنن الأقوال و الأفعال " للعلامة علاء الدين المتقى بن حسام الدين الهندى وجِد أن القصة تقع فى " كنز العمال " ( 12 /660 ) ورقم ( 36010 ) وعزاه لابن العبد الحكم أيضاً
تحقيق القصة : هذه القصة منقطعة السند وسندها واهى ، ويظهر هذا الإنقطاع فى السند ، حيث قال ابن عبد الحكم فى " فتوح مصر " صـ 290 : حُدثَنا عن أبى عبدة عن ثابت البُنانى وحُمَيْد عن أنس ثم ذكر القصة
أولاً : قول ابن عبد الحكم " حُدثَنا عن أبى عبدة " يظهر منها طريقة تحمله للقصة وصيغة الأداء والمراد بتحمله : بيان طرق أخذه وتلقيه عن الشيوخ. ولفظ الأداء فى رواية ابن عبد الحكم للقصة مبنى للمجهول ، وبهذا لم يعرف من الشيخ الذى أخذ عنه وتلقى عنه القصة .
وأبو عبدة هو يوسف بن عبدة الأزدي مولاهم ، أبو عبدة البصري القصاب ، لين الحديث – قاله الحافظ في التقريب
ونقل الحافظ أقوال العلماء في أبو عبدة فقال :
قال الأثرم : قلت لعبد الله يوسف بن عبدة أبو عبدة كيف هو ؟ قال : له أحاديث مناكير عن حميد وثابت وكأنه ضعفه وقال أبو حاتم : شيخ ليس بالقوي ضعيف وقال العقيلي : له مناكير قال وأنكر عليه حماد بن سلمة حديثه عن ثابت عن أنس أنه أوصى إذا مات أن يوضع في فمه شعر من شعر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وقال موسى بن إسماعيل : إذا حدثك هؤلاء الشيوخ عن ثابت بشيء فاتهمهم
ثانياً : نكارة المتن :
أولاً : قول عمر للمصرى : " ضع على صلعة عمرو"
قال الله تعالى : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) الإسراء : 15 قال ابن كثير فى تفسيره ( 5/ 34 ) : " أى لا يحمل أحد ذنب أحد ،ولا يجني جان إلا على نفسه "
وقال القرطبى فى تفسيره " الجامع لأحكام القرآن " 3 / 2676 - دار الغد : أى لا تحمل حاملة ثقل أخرى ، أى لا تؤخذ نفس بذنب غيرها ، بل كل نفس مأخوذة بجرمها ومعاقبة بإثمها
ثانياً : أخرج البخارى فى " صحيحه " ( 12 / 219 – فتح ) ( ح 6882 ) قال : حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبى حسين ، حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " أبغض الناس إلى الله ثلاثة : مُلْحِد فى الحرم ، ومبتغ فى الإسلام سنة الجاهلية ومُطْلِب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه "
و " مبتغ فى الإسلام سنة جاهلية " والتى يتبين منها نكارة المتن حيث جاء فيها " ضع على صلعة عمرو " وبعض القصاص يوردها بمعنى " أدرها على صلعة عمرو " وهو اللفظ الذى قاله عائض القرنى
لذلك قال الحافظ فى الفتح ( مبتغ فى الإسلام سنة جاهلية ): 1- أي يكون له الحق عند شخص فيطلبه من غيره ممن لا يكون له فيه مشاركة كوالده ، أو ولده أو قريبه
2- وقيل المراد : من يريد بقاء سيرة الجاهلية أو إشاعتها أو تنفيذها
3- وسنة الجاهلية جنس يعم جميع ما كان أهل الجاهلية يعتمدونه من أخذ الجار بجاره ، والحليف بحليفه ونحو ذلك ، ويلتحق بذلك ما كانوا يعتقدونه ، والمراد منه ما جاء الإسلام بتركه .
وقد يحاول البعض تأويل قول عمر و التأويل فرع التصحيح و السند مظلم و مؤاخذة الوالد بفعل ولده سنة الجاهلية
ثالثاً :
فى هذه القصة يُنْسب إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال للمصري وهويضرب ابن عمرو بن العاص : " اضرب ابن الألْيَمين " . يعنى الألأمين
وهذا اللفظ أشد من لفظ ( لئيم ) لأن هناك اللئيم والأَلاَم ولفظ ( اللئيم ) كما فى لسان العرب ( 12 / 530 ) معناه : " الدنيء الأصل الشحيح النفس "
والتعيير بالأصل لا يجوز لأنه من أمور الجاهلية ،و الشاهد ما أخرجه البخارى فى " صحيحه " ( ح 30 ، 2545 ، 6050 ) من حديث أبى ذر قال : إنى سابيت رجلاً فعيرته بأمه ، فقال النبى صلىالله عليه وسلم : " يا أبا ذر أعيرته بأمه ، إنك امرؤ فيك جاهلية قال الحافظ فى القتح ( 1 / 108 ) : ويظهر لى أن ذلك كان قبل أن يعرف أبى ذر بتحريمه فكانت تلك الخصلة من خصال الجاهلية باقية عنده فلهذا قال : كما عند البخارى فى " الأدب ": على ساعتى هذه من كبر السن ؟ قال : " نعم " ، كأنه تعجب من خفاء ذلك عليه مع كبر سنه فبين له كون هذه الخصلة مذمومة شرعاً
تنبيه : اشتهرت هذه القصة الواهية على ألسنة القُصَاص والوعاظ والخطباء حتى أوردها عباس محمود العقاد فى كتابه " عبقرية عمر" صـ 146 ، 147 طبعة الجهاز المركزى للكتب الجامعية والمدرسية والوسائل التعليمية طبعة سنة ( 1399 هـ - 1979 م )
وقد قدم لها هذا العقاد ليبين أن عمر رضى الله عنه قد يأخذ الوالى أحياناً بوزر ولده أو ذوى قرابته
وهذا الكاتب قد فُتن به الكثير و أخذوا يأخذون من العلم الشرعى مع افتقاره إلى المنهج العلمى ولأبين صحة ما أقول : ذكر العقاد فى كتابه " عمرو بن العاص " صـ 16 طبعة دار الكتاب –بيروت – لبنان قصة للصحابى الجليل عمرو بن العاص رضى الله عنه والصحابية الجليلة أَروْىَ بنت الحارث بن عبد المطلب الهاشمية فقال العقاد : شتم عمرو بن العاص أروى بنت الحارث بن عبد المطلب بمجلس معاوية فانتهرته قائلة : وأنت يا ابن النابغة تتكلم ( انظر يرحمك الله إلى هذا ) ، وأمك كانت أشهر مغنية تغنى بمكة وأخذهن لأجرة ؟ اربع على ظلَعْك ، واعن بشأن نفسك ، فوالله ما أنت من قريش فى اللباب من حسبها ولا كريم منصبها ، ولقد ادَََعاك خمسة نفر من قريش كلهم يزعم أنه أبوك ، فسئلت أمك عنهم ، فقالت : كلهم أتانى فانظروا أشبههم به فألحقوه به !!
قلتُ : إنا لله وإنا إليه راجعون ، يُطعن فى نسب صحابى ويُنسب إلى الزنا فمنهج العقاد يجعل الصحابى الجليل عمرو بن العاص رضى الله عنه شتاماً ابن زانية ، والتى تسبه هى الصحابية الجليلة أَروْىَ بنت الحارث بن عبد المطلب الهاشمية بنت عم النبى – صلىالله عليه وسلم انظر ترجمتها فى " الإصابة فى حياة الصحابة " ( 7 / 479 ) لابن حجر ترجمة ( 10282 ) قال الحافظ : ذكرها ابن سعد فى " الصحابيات فى باب بنات عم النبى – صلى الله عليه وسلم " وذلك لتعرف مدى نكارة هذه القصة وانظر " الطبقات " لابن سعد ( 8 / 40 ) ترجمة ( 4120 )
أسأل الله أن يكون فى هذا البحث الفائدة المرجوة منه و أن ينفع الأخوة به إنه على ذلك قدير وصلى الله على النبى وآله وصحبه وسلم





للكاتب : محمد بن أحمد ماهر الأثرى – شبكة سحاب السلفية
مع بعض التصرف اليسير

http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=1439

 



توقيع : الجوهرة
يقول الحسن البصري رحمه الله :
تفـقـَّـد الحلاوة في ثلاثة أشياء : في الصلاة والقرآن والذكر ،
فإن وجدت ذلك فأمضي وأبشر ، وإلا فاعلم أن بابك مغلق فعالج فتحه .
رد مع اقتباس
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 2 )
الواثقة بالله
المراقب العام

رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,470 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 10-08-2013 - 11:55 PM ]

فتح الله عليك




توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله

رد مع اقتباس
أبو معاذ اليماني غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 3 )  أعطي أبو معاذ اليماني مخالفة
أبو معاذ اليماني
عضو مميز
رقم العضوية : 33
تاريخ التسجيل : Oct 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 100 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 10-15-2013 - 02:30 AM ]

بارك الله فيكم


رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:22 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML