عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين ، فقال : إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ؛ أما أحدهما فكان لا يستتر من البول ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ، ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين ، فغرز في كل قبر واحدة . فقالوا : يا رسول الله لم فعلت هذا ؟ قال : لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا .
إن بعض العلماء عفا الله عنهم قالوا :
يسن أن يضع جريدة رطبة أو شجرة أو نحوها على القبر ليخفف عنه ،لكن هذا الاستنباط بعيد جدا ولا يجوز أن نصنع ذلك لما يلي :
أولا _ أنه لم يكشف لنا أن هذا الرجل يعذب بخلاف النبي
ثانيا _ أننا إذا فعلنا ذلك فقد أسأنا إلى الميت لأننا ظننا به ظن سوء أنه يعذب ،وما يدرينا فلعله ينعم ، لعل هذا الميت ممن من الله عليه بالمغفرة قبل موته ؛لوجود سبب من أسباب المغفرة الكثيرة فمات وقد عفا رب العباد عنه حينئد لا يستحق عذابا
ثالثا _ أن هذا الاستنباط مخالف لما كان عليه السلف الصالح الذين هم أعلم الناس بشريعة الله ، فما فعل هذا أحد من الصحابة
رابعا _ أن الله تعالى قد فتح لنا ما هو خير منه فكان النبي إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال : استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الأن يسأل .
من كتاب الشرح الممتع للشيخ العثيمين المجلد 3 ص 152
توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله