- بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
السؤال : -
هذا سؤال عن إحضار بعض المصلين لأبنائهم الصغار غير المميزين الذين لا يفهمون ويجعلونهم بجوارِهِم ؟
الجواب : -
نبّهنا على ذلك عدة مرات في عددِ من الصلوات، ولا شكّ إن الصغير، إذا كانَ مميزًا ويفهم ينبغي على وليّهِ أن يكون في طرف الصف، إذا أرادَ أن يكونَ بجوارِهِ أو خلف في الصف الثاني، أما أن يقطع بهِ صفوف الناس، ويجعله على خلف الإمام أو على يمين الإمام أو عن يساره، فإنَّ هذا خِلاف السُنّة، فإنَّ هذه الأمكنة إنما لأُولي الأحلام والنُهى، ويجب أن يُبيّن لهم ذلك ولا يزعلوا، فإن موقف الصبيان ماهو في هذا المكان، موقف الصبيان خلف الرِجال، فإذا كانوا مُميزين هذا موقفهم، فكيف إذا لم يكونوا مُميزين! ويذكر السائِل هنا أنَّ بعضهم يأتي بهم ويرسلهم إلى المسجد يُشوشون على الناس! هذا لا ينبغي، إنما يُحضَر الذي يفهم ويعلم، لكن قد يقع بعض الأحيان إحضار بعض الأولياء لهؤلاء الأولاد معهم هؤلاء الأطفال الصغار يكون اضطرارًا، قد يكون مارًا عابرًا بالمسجد وحانت عليه الصلاة- فلا يستطيع تركهُ نقول إن كان كذلك فليتأخر وليكُن هو بجانبه أو يدعهُ أمامهُ إذا كان غير مُميز، إذا كان يلعب ويذهب ويأتي، ويهمس في أذنهِ يبيّن لهُ يقول لا تفعل كذا إجلِس، فإنَّ الطفل يفهم هذا، هذا الواجِب فإذا اضطُر إلى ذلك، نعم يؤدبهُ ويوجههُ إلى هذا الامر الذي ذكرنا، أما إذا كان يأتي بهِ دائمًا وهو ليس ممن يجب عليهم هذا، أو يُندب لهم هذا فإنَّ هذا الفعل خلاف السُنة، فرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إنما قَال: «مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ»، هذا سن التمييز يتدّرب، لا أن يأتي بهِ وهو ابن خمس يقولك يتعوّد عالمسجِد! غلَط، النبيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمّ- أمرَّ بتدريبهِ من سبعِ سنين «وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ» فهذا يتأكد فيهِ، الوضع عليهِ فيه وإن لم يكن واجبًا لكن يتأكد فيهِ الأمر بإحضارِهِ وأمرِهِ حتى يتعوّد في هذه السِنّ، أما من كان دون هذه السِنّ، أربع سنين وثلاث سنين وسنتين، هذا غير صحيح، هذا يؤذي المُصلين، وإذا جاء بهِ إضطرارًا فعليهِ أن يُراعيهُ ولا يُشوّش على إخوانهِ.
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=43005