ابن حجر ذكر فيها في "فتح الباري" أربعين قولًا، ويمكن تصنيف هذه الأقوال إلى أربع فئات:
الأولى: مرفوضة، كالقول بإنكارها في أصلها، أو رفعها.
الثانية: ضعيفة، كالقول بأنَّها ليلة النصف من شعبان.
الثالثة: مرجوحة، كالقول بأنَّها في رمضان في غير العشر الأخير منه.
الرابعة: هي الراجحة، وهي كونها في العشر الأخير من شهر رمضان وأرجاها أوتارها، وأرجح الأوتار ليلة سبع وعشرين.
وهذه الأدلة تؤيدها:
أولًا: ما أخرجه الإمام أحمد (4577) عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كان متحريها، فليتحرها ليلة سبع وعشرين"، وللحديث شواهد.
ثانيًا: كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، المحدث المُلْهم"، وحذيفة ابن اليمان "أمين السر النبوي"، وغيرهما من الصحابة لا يشكون أنَّها ليلة سبع وعشرين.
ثالثًا: ما رواه مسلم (1999) عن شيخ القرَّاء أُبي بن كعب، أنَّه كان يحلف أنَّها ليلة سبع وعشرين.
رابعًا: كونها ليلة سبع وعشرين، هو مذهب واختيار إمام أهل السنة الإمام أحمد، وأصحابه من فقهاء المحدثين؛ كإسحاق بن راهويه.
خامسًا: قال ابن رجب -رحمه الله-: ومما استدل به من رجَّح أنَّها ليلة سبع وعشرين الآيات والعلامات، التي رؤيت فيها قديمًا وحديثًا.
سادسًا: هذا الشعور العام الجماعي عند المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وعبر قرونها الطويلة أنَّها هذه الليلة، وإقبالهم على العبادة والاجتهاد فيها، ولا تجتمع أمة محمَّد -صلى الله عليه وسلم- على ضلالة.
***
توضيح الأحكام للبسام رحمه الله (3/591).
سحاب السلفية