الشيخ عبد العزيز ابن باز حفظه الله
معنى خلق الله آدم على صورته
إن الله خلق آدم على صورته، هل معنى ذلك أن جميع ما لآدم من صفات تكون لله؟
هذا ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، في الصحيحين أنه قال عليه الصلاة والسلام: ((إن الله خلق آدم على صورته)) وجاء في رواية أحمد وجماعة من أهل الحديث: ((على صورة الرحمن))، فالضمير في الحديث الأول يعود إلى الله، قال أهل العلم كأحمد رحمه الله وإسحاق بن راهويه وأئمة السلف: يجب أن نمره كما جاء على الوجه الذي يليق بالله من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل، ولا يلزم من ذلك أن تكون صورته سبحانه مثل صورة الآدمي، كما أنه لا يلزم من إثبات الوجه لله سبحانه واليد والأصابع والقدم والرجل والغضب وغير ذلك من صفاته أن تكون مثل صفات بني آدم، فهو سبحانه موصوف بما أخبر به عن نفسه أو أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق به، من دون أن يشابه خلقه في شيء في ذلك كما قال عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، فعلينا أن نمره كما جاء على الوجه الذي أراده الرسول صلى الله عليه وسلم من غير تكييف ولا تمثيل. والمعنى والله أعلم أنه خلق آدم على صورته ذا وجه وسمع وبصر يسمع ويتكلم ويبصر ويفعل ما يشاء، ولا يلزم أن يكون الوجه كالوجه والسمع كالسمع والبصر كالبصر.. وهكذا لا يلزم أن تكون الصورة كالصورة وهذه قاعدة كلية في هذا الباب عند أهل السنة والجماعة، وهي إمرار آيات الصفات وأحاديثها على ظاهرها من غير تحريف ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل، بل يثبتون أسماءه إثباتا بلا تمثيل وينزهونه سبحانه عن مشابهة خلقه تنزيها بلا تعطيل، خلافا لأهل البدع من المعطلة والمشبهة فليس سمع المخلوق ولا بصر المخلوق ولا علم المخلوق مثل علم الله عز وجل، وإن اتفقا في جنس العلم والسمع والبصر لكن ما يختص به الله لا يشابهه أحد من خلقه سبحانه وتعالى، وليس كمثله شيء؛ لأن صفاته صفات كاملة لا يعتريها نقص بوجه من الوجوه. أما أوصاف المخلوقين فيعتريها النقص والزوال في العلم وفي السمع والبصر وفي كل شيء.
والله ولي التوفيق.
المصدر
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
معنى حديث " إن الله خلق آدم على صورته "
س: ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ينهى فيه عن تقبيح الوجه ، وأن الله خلق آدم على صورته ، فما الاعتقاد السليم نحو هذا الحديث؟
ج : الحديث ثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال : إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه ، فإن الله خلق آدم على صورته ،
وفي لفظ آخر : على صورة الرحمن وهذا لا يلزم منه التشبيه والتمثيل . فالمعنى عند أهل العلم : أن الله خلق آدم سميعا بصيرا ، متكلما إذا شاء ، وهذا هو وصف الله عز وجل ، فإنه سميع بصير متكلم ، ذو وجه جل وعلا ، وليس المعنى التشبيه والتمثيل ، بل الصورة التي لله غير الصورة التي للمخلوق ، وإنما المعنى أنه سميع بصير ذو وجه ومتكلم إذا شاء ، وهكذا خلق الله آدم ، سميعا بصيرا ، ذا وجه وذا يد وذا قدم ، ويتكلم إذا شاء ، لكن ليس السميع كالسميع ، وليس البصير كالبصير ، وليس المتكلم كالمتكلم ، وليس الوجه كالوجه ، بل لله صفاته سبحانه وتعالى ، لا يشابهه فيها شيء ، بل تليق به سبحانه ، وللعبد صفاته التي تليق به ، صفات يعتريها الفناء والنقص والضعف ، أما صفات الله سبحانه ، فهي كاملة لا يعتريها نقص ولا ضعف ولا فناء ولا زوال ، ولهذا قال عز وجل : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ويقول سبحانه : وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ فلا يجوز ضرب الوجه ، ولا تقبيح الوجه .
المصدر