شعر التوحيد في الجاهلية
قال زيد بن عمرو بن نفيلٍ ـ وكان من الموحِّدين في زمن الجاهلية ـ:
إِلَى اللهِ أُهْدِي مِدْحَتِي وَثَنَائِيَا * وَقَوْلًا رَضِيًّا لَا يَنِي الدَّهْرَ بَاقِيَا
إِلَى المَلِكِ الأَعْلَى الَّذِي لَيْسَ فَوْقَهُ * إِلَهٌ وَلَا رَبٌّ يَكُونُ مُدَانِيَا
أَلَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِيَّاكَ وَالرَّدَى * فَإِنَّكَ لَا تَخْفَى مِنَ اللهِ خَافِيَا
وَإِيَّاكَ لَا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ غَيْرَهُ * فَإِنَّ سَبِيلَ الرُّشْدِ أَصْبَحَ بَادِيَا
حَنَانَيْكَ إِنَّ الجِنَّ كَانَتْ رَجَاءَهُمْ * وَأَنْتَ إِلَهِي رَبُّنَا وَرَجَائِيَا
رَضِيتُ بِكَ ـ اللَّهُمَّ ـ رَبًّا فَلَنْ أُرَى * أَدِينُ إِلَهًا غَيْرَكَ ـ اللهَ ـ ثَانِيَا
وَأَنْتَ الَّذِي مِنْ فَضْلِ مَنٍّ وَرَحْمَةٍ * بَعَثْتَ إِلَى مُوسَى رَسُولًا مُنَادِيَا
فَقُلْتَ لَهُ: اذْهَبْ وهَارُونَ فَادْعُوَا * إِلَى اللهِ فِرْعَوْنَ الَّذِي كَانَ طَاغِيَا
وَقُولَا لَهُ: أَأَنْتَ سَوَّيْتَ هَذِهِ * بِلَا وَتَدٍ حَتَّى اطْمَأَنَّتْ كَمَا هِيَا
وَقُولَا لَهُ: أَأَنْتَ رَفَعْتَ هَذِهِ * بِلَا عَمَدٍ أَرْفِقْ إِذًا بِكَ بَانِيَا
وَقُولَا لَهُ: أَأَنْتَ سَوَّيْتَ وَسْطَهَا * مُنِيرًا إِذَا مَا جَنَّهُ اللَّيْلُ هَادِيَا
وَقُولَا لَهُ: مَنْ يُرْسِلُ الشَّمْسَ غُدْوَةً * فَيُصْبِحُ مَا مَسَّتْ مِنَ الأَرْضِ ضَاحِيَا
وَقُولَا لَهُ مَنْ يُنْبِتُ الحَبَّ فِي الثَّرَى * فَيُصْبِحُ مِنْهُ البَقْلُ يَهْتَزُّ رَابِيَا
وَيُخْرِجُ مِنْهُ حَبَّهُ فِي رُؤُوسِهِ * وَفِي ذَاكَ آيَاتٌ لِمَنْ كَانَ وَاعِيَا
وَلَأَنْتَ بِفَضْلٍ مِنْكَ نَجَّيْتَ يُونُسًا * وَقَدْ بَاتَ فِي أَضْعَافِ حُوتٍ لَيَالِيَا
وَإِنِّي وَلَوْ سَبَّحْتُ بِاسْمِكَ رَبَّنَا * لَأُكْثِرُ ـ إِلَّا مَا غَفَرْتَ ـ خَطَائِيَا
فَرَبَّ العِبَادِ أَلْقِ سَيْبًا وَرَحْمَةً * عَلَيَّ وَبَارِكْ فِي بَنِيَّ وَمَالِيَا
[«بلوغ الأرب» لمحمود الألوسي (٢/ ٢٤٩)]
منقول من موقع الشيخ فركوس _ حفظه الله _
http://ferkous.com/home/?q=rihab-6-7