قصيدة المروتين
للشاعر طاهر زمخشري
هذه القصيدة من القصائد الخالدة للشاعر الكبير طاهر زمخشري رحمه الله يذكر قصة ولادتها عندما كان في مصر ..
حيث تعود أن يقضي كل الأعياد في مكة المكرمة بجانب البيت ومسجد الخيف والأخشبين ولكنه في ذلك العيد لم يتمكن من الذهاب إلى مكة فكانت ولادة هذه القصيدة
أهـيــم بـروحــي عــلــى الـرابـيــه ....وعنـد المطـاف وفـي المروتـيـن
وأهــفـــو إلــــــى ذكــــــر غــالــيــه ....لدى البيت والخيف والأخشبين
فــيـــهـــدر دمــــعــــي بــآمــاقــيـــه ....ويـجـري لـظـاه عـلـى الوجنتـيـن
ويــصـــرخ شــوقـــي بـأعـمـاقـيــه ....فـأرســل مـــن مقـلـتـي دمعـتـيـن
أهــيــم وعــبـــر الــمـــدى مـعــبــد ....يـعــلــق فـــــي بــابـــه الـنـيــريــن
فــإن طــاف فــي جـوفـه مسـهد.... وألـقـى عـلــى سـجـفـه نظـرتـيـن
تـــــراءى لـــــه شـــفـــق مــجــهــد ....يـواري سنـا الفجـر فـي بردتـيـن
ولــيــس لـــــه بـالـشـجــا مــولـــد.... لـمـغــتــرب غـــائــــر الـمـقـلـتـيــن
أهـــــيــــــم وقـــلــــبــــي دقـــــاتــــــه ....يطيـر اشتياقـاً إلـى المسجديـن
وصـــــــدري يــــضــــج بــآهـــاتـــه.... فيسـري صـداه عـلـى الضفتـيـن
عـلـى النـيـل يقـضـي سويعـاتـه.... ينـاغـي الـوجـوم بسـمـع وعـيـن
وخـــضــــر الـــروابــــي لأنــــاتــــه ....تـــــردد مـــــن شــجـــوه زفـرتــيــن
أهـيـم وحـولـي كـــؤوس الـمـنـى.... تـقـطـر فــــي شـفـتــي رشـفـتـيـن
فأحـسـب أنــي احتسـبـت الهـنـا.... لأسـكــب مـــن عـذبــه غنـوتـيـن
إذا بـي أليـف الـجـوى والضـنـى ....أصــاول فــي غربـتـي شقوتـيـن
شقـاء التياعـي بخـضـر الـربـى.... وشـقــوة ســهــم رمــانــي بـبـيــن
أهــيــم وفــــي خــاطــري الـتـائــه.... رؤى بــلــد مــشــرق الـجـانـبـيـن
يـــطــــوف خــيــالـــي بـأنــحــائــه.... لـيـقـطـع فــيــه ولــــو خـطـوتـيـن
أمـــــــــرغ خـــــــــدي بـبــطــحــائــه ....وألـمــس مـنــه الـثــرى بالـيـديـن
وألــــقــــي الــــرحــــال بــأفــيــائـــه ....وأطــبــع فــــي أرضــــه قـبـلـتـيـن
أهــيــم ولـلـطـيـر فــــي غـصــنــه.... نـــواح يـزغــرد فـــي المسمـعـيـن
فـيـشــدو الــفــؤاد عــلــى لـحـنــه ....ورجـع الصـدى يمـلأ الخافقـيـن
فـتـجــري الــبــوادر مــــن مــزنـــه ....وتـبـقـي عـلــى طـرفــه عبـرتـيـن
تــعــيــد الـنـشــيــد إلــــــى أذنــــــه ....حنيـنـاً وشـوقـاً إلــى المـروتـيـن