فائدة_لغوية:
مقال بعنوان:
( المُدراءُ : هم المُطَيِّنون للجُدُر )
خطأ كتابي ولفظي شائع فاحذره.
فلا تقل مدراء
إن أردت جمع مدير !!!
اعلموا يا رعاكم الله:
أنه شاعَ في وسائل الإعلام المختلِفة ( مقروءةً، ومسموعةً، ومرئيَّةً ) وكذلك في الخطابات المكتوبة والكلمات الملقاة في المحافل والمؤتمرات وغيرها
استعمالُ كلمة "مُدَراء" جمعًا لمدير ؛ فيقال :
مثلاً: " كثيرٌ من المُدَراء لا يَقبلون النَّقد "، و" كثيرٌ من المُدَراء غيرُ جديرين بالإدارة "
أو في الخطاب المرسلة إلى مدراء !! الفروع ، وحضر مدراء الإدارات.
وهلم جرا.
فهل هذا الاستعمال سائغٌ في العربيَّة ، مبنيٌّ على قياسٍ صحيح ، أو سماع ثابت؟
#الجواب :
ليس سائغا بل هو لحن في الكلام
أعاذنا الله واياك من لحن اﻷقوال واﻷفعال .
فكلمةُ "مُدِيْر" اسم فاعل من الفعل الرُّباعي "أدار" بوزن : أفْعَلَ [من الجذر: دور] ، يقال : أدارَ يُديرُ فهو : مُدِير ؛ فوزنُ كلمة "مُدِير" مُفْعِل ، أصلها: مُدْوِر ، ثم صارت بعد الإعلال : "مُدِيْر" .
وهذا يعني أن الميمَ في أوَّل الكلمة زائدةٌ.
وقد قرَّر الصرفيُّون : أنَّ الوصفَ المبدوءَ بميم زائدة – أي: على وزن "مُفْعِل"، أو "مُفْعَل"، أو "مَفْعُول"، أو "مُفَعِّل"، ونحوها – إذا كان للعـاقل= فإنـه لا يُجمَع جمعَ تكسير ، بل يُجمعُ جمعَ سلامة : بالواو والنُّون، والياء والنُّون ، إلا ما شذَّ ، وهي ألفاظٌ قليلةٌ محفوظةٌ أوردها علماءُ العربيَّة في كتبهم.
فالقياسُ في جمع "مُدير" : مُديرون في حالة الرَّفع ، ومُديرين في حالتَي النَّصب والخَفْض.
ولم يُسمَع "مُدَراء" جمعًا لمُدير في كلامٍ فصيح ؛ ليُلحَقَ بما شذَّ من الجُموع المسموعة.
أما سببُ الوهم والخطأ في جمع "مُدير" على "مُدَراء" فهو الظَّنُّ بأنَّ "مُدير" على وزن : "فَعيل" - مع أن ميمَه مضمومة - [من الجذر : مدر] وجمعَه على وزن "فُعَلاء"، مثل : حَكيم وحُكَماء، وكَريم وكُرَماء، ونحوها، وهو ظنٌّ فاسدٌ ساقطٌ؛ لِـما تقدَّم.ويَصِحُّ أن يكونَ لفظ "مُدَراء" جمعَ تكسيرٍ لاسم الفاعل "مادِر"، من الفعل الثُّلاثي "مَدَرَ" يقال : مَدَرَ الرجلُ الجِدارَ يَمدُرُه مَدْرًا : إذا سَدَّ خِلالَ حِجارَتِه بالـمَدَر، وهو الطِّينُ اللَّزِجُ المُتَماسِك.
وعليه فالمُدراءُ: هم المُطَيِّنون للجُدُر وغيرها ، وشَتَّانَ ما بينَ المُطَيِّنينَ المُدَراء والمسؤولينَ المُديرين.
هذا وقد ذهب إلى تخطِئة "مُدَراء" جمعًا لمدير : جمٌّ غفيرٌ من اللُّغَويِّين العصريِّين الذين كتبوا في لحن العامَّة والأخطاء الشَّائعة ، منهم شيوخ شيوخنا الشيخ العلامة تقي الدين الهلالي رحمه الله.
انتقاءه بتصرف.
✍كتبه : أبو الحارث أسامة بن سعود بن عمير العمري
المشرف العام على شبكة الورقات السلفية