[شتّان بينَ «أرحنا بها» و«أرحنا منها!»]
صَحَّ عَن النَّبِيِّ ﷺ أَنّهُ قَالَ:
«يا بِلالُ! أرِحْنا بِالصَّلاةِ!».
[أخرجه أحمد في «مسنده» (178/38)، وصححه الألباني في تحقيقه لكتاب «مشكاة المصابيح» (1253)]
قالَ الإمامُ ابنُ القيّم رحمه ﷲُ:
«فَأعْلم بذلك أن راحَته ﷺ فِي الصَّلاة كَما أخبر أن قُرَّة عينه فِيها.
فَأيْنَ هَذا من قَول القائِل: نصلي ونستريح من الصَّلاة!
فالمحبُّ راحَتُه وقرةُ عينِه فِي الصَّلاة، والغافل المعرضُ لَيْسَ لَهُ نصيب من ذَلِك بل الصَّلاة كَبِيرَة شاقة عَلَيْهِ، إذا قامَ فِيها كَأنَّهُ على الجَمْر حَتّى يتَخَلَّص مِنها، وأحب الصَّلاة إلَيْهِ أعجلها وأسرعها، فَإنَّهُ لَيْسَ لَهُ قُرَّة عين فِيها، ولا لِقَلْبِهِ راحَة بها.
والعَبْد إذا قرت عينه بِشَيْء واستراح قلبه بِهِ فأشق ما عَلَيْهِ مُفارقَته.
والمتكلفُ الفارغُ القلبِ من الله والدّار الآخِرَة المُبْتَلى بمحبة الدُّنْيا أشق ما عَلَيْهِ الصَّلاة، وأكره ما إلَيْهِ طولها، مَعَ تفرغه وصِحَّته وعدم اشْتِغاله!».
[رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه (ص:38)]