الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق أرسله ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون والحمد لله الذي بيده ملكوت السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله وأمينه على وحيه جاهد في الله حق جهاده حتى أيده الله عز وجل بنصره وجعل الذل والصغار والخزي والعار على من خالف أمره فصلوات الله وسلام عليه و على آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
أيها الأخوة الكرام فإن من أهم الأمور أن يعرف الإنسان سيرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن في معرفة سيرته زيادة في الإيمان به وزيادة في محبته وزيادة في التأسي به ومن أحسن الكتب المؤلفة في ذلك كتاب البداية والنهاية لأبن كثير والسيرة لأبن هشام وغيرهما لذلك أحثكم أيها الإخوة الكرام على قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وإن من المصالح والمنافع في قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أن يعرف الإنسان أن هذا الدين الإسلامي لم يظهر على فراش من الورود ولكنه ظهر بعد الجهاد والمشقة حيث كان للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم غزوات كثيرة في قتال أعداء المسلمين وفى هذا الشهر شهر شوال من السنة الخامسة من الهجرة كانت غزوة الأحزاب التي تحزب فيها أعداء الإسلام من كفار العرب ومن ناصرهم من اليهود ليقضوا على دين الإسلام ليقضوا على حياة النبي صلى الله عليه وسلم ليمحوا الدين من البسيطة ليجعلوا كلمتهم الباطلة هي العليا فأثار بعضهم بعضا فتجهزت قريش وتجهزت قطفان وبنو مرة وبنو أشجع وبنو سليم وبنو أسد حتى بلغ ما اجتمع من هؤلاء القبائل عشرة آلاف مقاتل فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار أصحابه أيخرج إليهم أم يبقى في المدينة وكان هذا من عادته صلى الله عليه وسلم امتثالا لأمر ربه عز وجل حيث أمره أن يشاور أصحابه في الأمر فاستشار أصحابه في هذا الأمر المدلهم أيخرج إليهم أم يبقى في المدينة ؟ فأشار عليه سلمان الفارسي رضي الله عنه أن يحفر خندقا حول المدينة فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر أصحابه بحفره فحفر هذا الخندق شمالي المدينة ما بين الحرتين الشرقية والغربية وجعل النبي صلى الله عليه وسلم لكل عشرة من أصحابه أربعين ذراعا يحفرونها فكانوا يحفرون وينقلون التراب على متونهم والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم معهم قال البراء بن عازب رضي الله عنه رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ينقل من تراب الخندق حتى غطى التراب جلدة بطنه وسمعته يرتجز بكلمات عبد الله بن رواحة وهو ينقل التراب فيقول صلى الله عليه وسلم ( اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا إن الأولى قد بغوا علينا وإن أرادوا فتنة أبينا ) قال البراء ثم يمد صوته بآخرها وإن ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يرتجز بهذا الرجز لأن الرجز في مثل الأعمال الشاقة يهون العمل على الإنسان أما الصحابة رضي الله عنهم فكانوا يرتجزون ايضا يقولون نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا فيجيبهم النبي صلى الله عليه وسلم قائلا اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة فبارك في الأنصار والمهاجر ولقد كان الصحابة رضي الله عنهم كانوا على شدة من النصب وقلة من العيش كانوا على شدة من النصب أي التعب وقلة من العيش قال جابر رضي الله عنه إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة فجاءوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله هذه كدية عرضت في الخندق فقال صلى الله عليه وسلم أنا نازل أي إليها فقام صلى الله عليه وسلم وبطنه معصوب بحجر يعني من الجوع ولبثنا ثلاث ليال لا نذوق ذواق هذا مع أعمالهم الشاقة رضي الله عنهم وجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرا فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول فضرب في الكدية فعادت كثيبا أهيل أي كالرمل وفي حديث البراء بن عازب عند أحمد والنسائي بإسناد حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ المعول فقال بسم الله فضرب ضربة فكسر ثلثها وقال الله أكبر أعطيت مفاتح الشام والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة ثم ضرب الثانية فقطع الثلث الآخر فقال الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله لأني أبصر قصر المدائن أبيض ثم ضرب الثالثة وقال بسم الله فقطع بقية الحجر فقال الله أكبر أعطيت مفاتح اليمن والله لأني أبصر أبواب صنعاء من مكاني هذه الساعة قال جابر رضي الله عنه فقلت يا رسول الله إذن لي إلى البيت فدخل جابر بيته وقال لامرأته رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم شيئا ما كان في ذلك صبر فهل عندك شيء قالت شعير وعناق أي بهمة صغيرة من الغنم فذبحت العناق وطحنت الشعير وقطعت اللحم في البرمة في القدر ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنا صاع من شعير كان عندنا فقم أنت ورجل أو رجلان معك فصاح النبي صلى الله عليه وسلم يا أهل الخندق فقام المهاجرون والأنصار حتى وصلوا بيت جابر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ادخلوا ولا تضاغطوا فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ويغطي البرمة والتنور إذا أخذ منه ويقرب إلى أصحابه فأكلوا حتى شبعوا وهم ألف رجل قال جابر رضي الله عنه فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وإن برمتنا لتقط كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو وكانت حال المؤمنين مع أعدائهم وإني أقول تعليق على هذا الخبر في هذا دليل على شفقة الصحابة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه دليل وآيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه دليل على تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان هو الذي يقدم الطعام إلى أصحابه فجزاه الله عنهم وعنا وعن أمته جميعا أفضل ما جزى نبيا عن أمته وأسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن يحشرون في زمرته إنه على كل شيء قدير وكانت حال المؤمنين مع أعدائهم كما قال الله تعالى في وصفها (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً) ولكن ماذا كان قول المؤمنين حينذاك يقول الله عز وجل ( وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً) أما المنافقون والذين في قلوبهم مرض فرأوا في ذلك فرصة لما تكنه صدورهم من الشك والريب والتكذيب فقالوا ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا فانظروا أيها الإخوة انظروا الفرق العظيم بين المؤمنين والمنافقين المؤمنون زادتهم هذه الشدة زادتهم تصديقا وإيمانا وتسليما أما المنافقون فأخذوها فرصة من أجل التشكيك والتضليل وقالوا ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا وفي أثناء ذلك في أثناء ذلك بلغ المسلمين أن يهود بني قريظة نقضوا العهد الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم من فوره نحو ثلاثمائة رجل إلى المدينة لحراستها خوفا على النساء والذرية وأرسل الزبير بن العوام إلى اليهود لينظر خبرهم فوجدهم أي وجد الزبير اليهود على وجوههم علائم الشر والقدر وأسمعوه سب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم رجع الزبير إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ولكن ولكن وفي هذه الحال الشديدة حين اشتد الأمر على المؤمنين وبقوا في الحصار قريبا من الشهر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الواثق بوعد ربه كان يبشرهم ويعدهم النصر ويدعو ربه ويستنصره وكان من دعائه حين ذاك اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم وانصرنا عليهم فأجاب الله دعاءه فزلزل قلوبهم بالرعب و الفزع وزلزل أبدانهم بالريح الشديدة الباردة فجعلت تكفأ قدورهم وتطرح آنيتهم وتقض خيامهم فتفرقوا خائبين ولله الحمد ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفي الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا وحينئذ قال النبي صلى الله عليه وسلم الواثق بوعد الله المستنصر بنصر الله قال ( الآن نغزوهم ولا يغزوننا ) أما بنو قريظة الذين نقضوا العهد فقد قالت عائشة رضي الله عنها لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الخندق ووضع السلاح واغتسل أتاه جبريل فقال له وضعت السلاح يستفهم والله ما وضعناه فاخرج إليهم وأشار أي أشار جبريل إلى بني قريظة وهم آخر قبائل اليهود في المدينة الذين نقضوا العهد فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فحاصرهم نحو عشرين ليلة حتى نزلوا على حكم النبي صلى الله عليه وسلم وحينئذ حكم فيهم صلى الله عليه وسلم سيد حلفائهم سعد بن معاذ رضي الله عنه فحكم سعد رضي الله أن يقتل المقاتلون منهم وأن تسبى النساء والذرية وأن تقسم أموالهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم قضيت فيهم بحكم الله فقتل المقاتلون وكانوا نحو سبعمائة رجل وسبيت النساء والذرية وقسمت الأموال بين المسلمين وفى هذا يقول الله عز وجل (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَأُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) أيها المسلمون إننا نحثكم وأنفسنا على مطالعة حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتاريخها وعلى غزواته حتى يتبين لكم ماذا حصل للنبي صلى الله عليه وسلم ويزداد المؤمن إيمانا ويظهر به فضل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الجهاد والدفاع عن هذا الدين ويتبين أيضا أن العاقبة والنصر للمؤمنين مهما كثر الأعداء وتكالبوا عليهم إذا هم نصروا الله عز وجل كما قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ والذين كفروا فتعسا لهم وأضل الله أعمالهم ) اللهم إنا ننصرك نسألك أن تنصر الإسلام والمسلمين اللهم انصر الإسلام والمسلمين اللهم انصر الإسلام والمسلمين اللهم انصر الإسلام والمسلمين اللهم اجعل كيد الكائدين بالإسلام في نحورهم اللهم أذلهم وأخزهم يا رب العالمين اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من قادة الهدى وإصلاح الفساد إنك على كل شيء قدير والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين وإمام المتقين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فأعلموا أيها المسلمون أن ما كتب لكم من رزق فإنه لا يمكن أن يصرف إلى غيركم وأنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها كما قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ولكن رزق الله تعالى لا ينال بمعصيته إن الإنسان إذا نال رزق الله بمعصيته فإنما ذلك استدراج من الله له وهو خسارة عليه وإنما يطلب رزق الله بتقوى الله عز وجل لقول الله تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ولقد شاع بين الناس قبل سنوات ما يسمى بالدولار الصاروخي ثم أعيد في هذه السنة ونشرت نشرات في الحث على الدخول في مسابقته وإن هذا الدولار الصاروخي لا يجوز التعامل به ولقد صدرت من دار الإفتاء فتوى بتحريم ذلك وأنه من الميسر ومن المعلوم أن الميسر من المحرمات بل من الكبائر إن الله تعالى قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) أي فانتهوا فقرن الله الميسر بالخمر والأنصاب وهي الأوثان والأزلام وهي الاستقسام الجاهلي الذي كان الناس يفعلونه في الجاهلية فاتقوا الله عباد الله وأجملوا في الطلب وأعلموا أن أكل الحرام ليس بالأمر الهين إن الإنسان إذا سمن عليه فإنما يسمن على سحت وكل جسد نبت من سحت فالنار أولى به وإن الإنسان إذا عاش على الحرام فإنه حري أن لا يستجيب الله دعوته كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) وقال )يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ( الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ) فاستبعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يستجاب لهذا الرجل دعاءه مع أنه أتى بأسباب الإجابة كان في سفر كان أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يقول يا رب يا رب متوسلا إلى الله تعالى بربوبيته وبهذه الحال التي كان عليها ومع هذا استبعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يستجيب الله دعاءه فهل منكم أحد يرغب أن لا يستجيب الله دعاءه أنني أعتقد أنه لا أحد يرغب ذلك إطلاقا وأن كل واحد منا يمد يديه إلى ربه عز وجل فإنه يرجو إجابة دعوته ولكن إجابة الدعوة بعيد ممن يتغذى بالحرام والعياذ بالله أيها الإخوة المسلمون فكروا في الأمر هل أنتم مخلدون للمال هل المال مخلد لكم إن الإنسان قد يفتقر بعد الغني وإن الإنسان يموت وهو أعلى ما يكون غنى ثم يدع المال لوارثه فيا عباد الله اتقوا الله تعالى لا تقدموا على الأشياء التي تستنكرونها إلا بعد سؤال أهل العلم إلا بعد سؤال أهل العلم الموثوق بعلمهم ودينهم حتى تكونوا على بصيرة من أمركم وحتى تعبدوا الله وتستجلبوا رزقه على قواعد الشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم إن الإنسان إذا كان كالبهيمة لا يروق له إلا ما أشبع بطنه فإنه لا شك أضل من الأنعام لأن الله تعالى أعطاه عقلا وأرسل إليه رسولا وبينه له الحق فإذا انصرف عنه مع هذه الأسباب كان أضل من البهائم أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم رزقنا حلالا وعملنا صالحا مقبولا وأن يجعلنا ممن رأى الحق حقا واتبعه ورأى الباطل باطلا فاجتنبه إنه على كل شيء قدير أيها المسلمون إن خير الكلام كلام الله وإن خير الهدي هدي محمدا صلى الله عليه وسلم وإن شر الأمور محدثاتها و كل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم بالاجتماع على سنة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم اجتمعوا عليها ولا تفرقوا فيها تأمروا بالمعروف تناهوا عن المنكر ادعوا إلى الله علي بصيرة ومودة ومحبة وإلفه وأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن من صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرا اللهم صلي وسلم على نبينا محمد اللهم صلي وسلم على نبينا محمد اللهم صلي وسلم على نبينا محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا اللهم اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم اجمعنا به في جنات النعيم على يا رب العالمين اللهم ارض عن خلفائه الراشدين وعن زوجاته أمهات المسلمين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم ارض عنا معهم اللهم ارض عنا معهم اللهم ارض عنا معهم بمنك وكرمك يا رب العالمين اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم صغيرهم وكبيرهم يا رب العالمين اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والعزيمة على الرشد والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم يا رب العالمين ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا إنك رؤف رحيم واعلموا أنكم أيها الإخوة في ساعة هي أقرب ما تكون للإجابة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه وهذا الإطلاق مقيد بما إذا لم يسأل الإنسان إثما أو قطيعة رحم فإن سأل إثما بأن دعا على شخص لا يستحق الدعاء عليه أو دعا بقطيعة رحم فإنه لا يستجاب له لأن ذلك ظلم والله لا يهدي القوم الظالمين ولا يفلح الظالمون تحروا ساعة الإجابة ما بين خروج الإمام إلى أن تقضى الصلاة فإن ذلك حري أن يستجاب لكم اللهم وفقنا لما تحب وترضى واجعل عملنا خالصا لوجهك موافق لمرضاتك إنك جواد كريم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .