💥 الفقه في الدين
📚 من فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى
♦ كيفية التوكل على الله
🔸 السؤال: سائل في مدينة كركوك بالعراق يقول في سؤاله: يحصل عندنا نقاش حول مسألة التوكل هل يكون التوكل مع اﻷسباب أو بغير اﻷسباب؟
ﻷننا نعلم عن توكل بعض الصالحين كتوكل مريم والتي تأتيها فاكهة الصيف في الشتاء والعكس ولم تتخذ اﻷسباب بل انقطعت للعبادة فأفيدونا عن ذلك بارك الله فيكم؟
🔹 الجواب: التوكل يجمع شيئين:
👈 أحدهما: اﻻعتماد على الله واﻹيمان بأنه مسبب اﻷسباب وأن قدره نافذ وأنه قدر اﻷمور وأحصاها وكتبها سبحانه وتعالى.
👈 الثاني: تعاطي اﻷسباب فليس من التوكل تعطيل اﻷسباب بل التوكل يجمع بين اﻷخذ باﻷسباب واﻻعتماد على الله
👈 ومن عطلها فقد خالف الشرع والعقل؛ ﻷن الله عز وجل أمر باﻷسباب وحث عليها سبحانه وأمر رسوله بذلك وفطر العباد على اﻷخذ بها،
👈 فﻼ يجوز للمؤمن أن يعطل اﻷسباب بل ﻻ يكون متوكﻼ حقيقة إﻻ بتعاطي اﻷسباب،
👈 ولهذا شرع النكاح للعفة وحصول الولد وأمر بالجماع، فلو قال أحد من الناس أنا ﻻ أتزوج وانتظر الولد بدون زواج لعد من المجانين، وليس هذا من أمر العقﻼء، وكذلك لو جلس في البيت أو في المسجد يتحرى الصدقات لم يكن ذلك مشروعا وﻻ توكﻼ
👈 بل يجب عليه أن يسعى في طلب الرزق ويعمل ويجتهد مع القدرة على ذلك
👈 ومريم رحمة الله عليها لم تدع اﻷسباب ومن قال ذلك فقد غلط وقد قال الله لها: {وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا} اﻵية،
👈 وهذا أمر لها باﻷسباب وقد هزت النخلة وتعاطت اﻷسباب، حتى وقع الرطب فليس في سيرتها ترك اﻷسباب،
👈 أما وجود الرزق عندها وكون الله أكرمها به وأتاح لها بعض اﻷرزاق فﻼ يدل على أنها معطلة لﻷسباب
👈 بل هي تتعبد وتأخذ باﻷسباب،
👈 وإذا ساق الله لبعض أوليائه من أهل اﻹيمان شيئا من الكرامات فهذا من فضله سبحانه لكن ﻻ يدل على تعطيلهم اﻷسباب فقد ثبت عن نبينا ﷺ أنه قال: «احرص على ما ينفعك واستعن بالله وﻻ تعجزن» وقال سبحانه: {إياك نعبد وإياك نستعين}
👈 فشرع لعباده العبادة له واﻻستعانة به وكلتاهما من أسباب السعادة في الدنيا واﻵخرة، واﻵيات الدالة على ذلك كثيرة.
📚 مجموع فتاوى ورسائل الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى (4 / 427)
✍ مجموعة فتاوى اللجنة الدائمة وكبار العلماء