"يا مُوفّق..
*رمضان مزرعة العاملين وسوقُ العابدين..*
إذا مدَّ الله في عُمُرِك وبلّغك رمضان،
فاحمدِ الله حمدًا كثيرًا، لأنّها نعمة حُرِمَها الكثير، فإنّه " لو قيل لأهل القبور تمنّوا، لتمنّوا يومًا من رمضان "
فأَرِ الله منك خيرًا في هذا الشهر الفضيل، واجعله بداية تغييرٍ لقلبك والإقبال على الله وعلى كتابه..
وانوِ الخير، فإنّك لا تزال بخيرٍ ما نويتَ الخير..
والله معنا على قدرِ جهادنا فيه { والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سُبُلَنا }.
- كُن أبخل النّاس على وقتِك من أن يضيع منه نفسٌ في غيرِ طاعةٍ وقربة، وتذكّر {أيًّامًا معدودات}.
- إن وجدتَّ نفسك في قراءة الختمات فالزم ذلك، وإن وجدتّ نفسك في الحفظ فافعل، وإن وجدتّ نفسك في التّدبُّر فاجتهد، فالقرآن كلّه خير وبركة.
- نَظِّم وقتك من الآن، قُل سأنام من ساعة كذا إلى ساعة كذا، وهكذا في جميع أمور يومِك، فَمَن تركَ نفسه بلا جدول؛ جدولته المُلهيات، والعشوائيّة هي مقبرة الإنجاز.
- إن استطعتَ أن تجتهِد في كلِّ رمضان فافعل، فإنّها غنيمة الأيّام، وإلّا فاقتَصِد في الاجتهاد في أوّله، ثم زِد في أوسطِه، ثمّ بالغ في الاجتهاد في آخره.
- أخيرًا: ادعُ الله وألِحَّ عليه وتضرّع بين يديه أن يجعلك في رمضان من المرحومين لا مِن المحرومين، وألّا يحرِمَك خير ما عنده بسوء ما عندك، فالمعاصي تحرم العبد من التّوفيق، وأعظمُ التّوفيق أن تُوفّقَّ للطّاعات، وأعظمُ الطاعات ما كان في فاضلِ الأوقات، وأعظمُ الغَبن، أن تُحرم من الطاعات في أوقات السِّباق، وما حُرِمتَ إلّا بسببِ ذنوبك ومعاصيك ..
وسَلْ من ربِّك الإعانة والتّوفيق، فإنّك لن تنال ما عند الله إلّا إذا أعانك الله، وأكثِر من قول: "لا حول ولا قوّة إلّا بالله" قُلها بإخلاصٍ ويقين أنّك مفتقرٌ كلَّ الفقر إلى عون الله ومدَدِه.
اللهم اجعلنا من عتقائه، واجعلنا وإيّاكم فيه من المقبولين وممن صامه وقامه وغفر له ماتقدم من ذنبه .. آمين"