الحمد لله الذي أرسل رسوله بالحق المبين وأيديه بالآيات البينات لتكون الحجة علي المعاندين ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حيي عن بينه وإن الله لسميع عليم واشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين واشهد أن محمد عبده ورسوله خاتم النبيين سيد ولد آدم من العالمين صلى الله عليه وعلى أصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيرا
أما بعد
فيا أيها الناس إن الله تعالى أرسل الرسل مبشرين ومنذرين مبشرين بالخير والرزق والجنة لمن آمن ومنذرين من خالف بالعقاب الأليم لأن لا يكون على الناس حجة بعد الرسل ولما كان كل مدعي دعوة لا تقبل منه لا سيما في هذا الأمر العظيم دعوى الرسالة لما كان الأمر كذلك أيد الله تعالى رسله بالآيات البينات التي تدل على صدقهم وصحة رسالتهم كما قال الله عز وجل : (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْط)بالبينات أي بالآيات البينات الواضحات الدالة على صدق رسالتهم عليهم الصلاة والسلام وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما من الأنبياء نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثله من آمن عليه البشر وإن الذي أؤتيه وإن الذي أؤتيه الكتاب ولهذا كان صلى الله عليه وسلم أكثر الأنبياء تابعا أيدهم الله سبحانه وتعالى بالبينات لتقوم الحجة على كل معاند وليؤمن من آمن عن اقتناع وبصيره فينشرح صدره للإيمان ويطمئن له قلبه ولقد كان لنبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه من هذا الآيات أعظمها وأجلها فآتاه الله تعالى آيات شرعية وآتاه الله آيات كونية أما الآيات الشرعية فأعظمها هذا القرآن العظيم في كما قال الله تعالى جواب من يطلبون آية للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ويقول عليه الصلاة والسلام إنما كان الذي أؤتيه وحياً أوحاه الله إلى فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة أيها الأخوة إنه لا يعرف لا يعرف مدى كون القرآن آية عظيمة إلا من فتح الله قلبه وشرح صدره وأما المعرض فإنه (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) فالقرآن العظيم آية كبرى لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنه جاء مصدقاً لكتب الله السابقة وحاكماً عليها وناسخاً لها كما قال الله تعالى : (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً ) كان هذا القرآن آية كبرى لرسول الله صلي الله عليه وعلي آله وسلم لأنه كان على وصف الرسالة في عمومها وشمولها وصلاحها وإصلاحها فهو كتاب عام شامل صالح لكل زمان ومكان مصلح لكل أمور الدنيا والآخرة فهو أساس الشريعة والشريعة شاهدة له كان القرآن آية كبرى للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما يشتمل عليه من الأخبار الصادقة الهادفة والقصص الحسنى المملوءة عبرة وتربية والأحكام العادلة المرضية والإصلاحات الاجتماعية والفردية وكان هذا القرآن آية كبرى في لفظه ومعناه وأثره في النفوس وآثاره في الأمة فهو آية للأمة كلها من أولها إلى آخرها كل المسلمون يتلونه اليوم كما يتلوه أول هذه الأمة لم يتغير فيه حرف لم يزد فيه حرف لم ينقص منه حرف ويمكن لهذه الأمة لآخرها أن ينهلوا من معين أحكامه وحكمه كما نهل منها الرعيل الأول قال الله عز وجل : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ومن آيات النبي صلى الله عليه وسلم هذه الشريعة الكاملة الكاملة في العقيدة وفي العبادات وفي الأخلاق والآداب وفي المعاملات وفي تنظيم سلوك الإنسان في ما بينه وبين ربه وفي ما بينه وبين الخلق فلو أجتمع العالم كلهم على أن يأتوا بهذه الشريعة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا قال الله عز وجل : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) لا يمكن أن يأتوا بمثل الشريعة التي جاء بها محمد رسول الله لأنها شريعة الله وهو العليم بما يصلح خلقه الحكيم بما يشرعه له الحكيم بما يكلفهم به فإن كل ما جاء من صلاح أو إصلاح في أي نظام من النظم فإن الشريعة المحمدية الاسلامية فيها ما هو أصلح منه وأنفع للخلق وإذا كان هذا البشر لا يستطيعون أن يأتوا بمثل هذه الشريعة في صلاحها وإصلاحها وشمولها كان ذلك آية وبرهاناً على أن الشرعية التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم هي شريعة الله أما الآيات الكونية الدالة على رسالته صلى الله عليه وعلى آله وسلم كثيرة جدا لا تمكن الإحاطة بها فمن الآيات الكونية الدالة على أنه رسول الله وأنه قائد الأمة للصلاح والإصلاح منها ما جبله الله عليه من مكارم الأخلاق ومعالي الآداب ومحاسن الأعمال قال ملك غسان وقد دعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام والله لقد دلني على هذا النبي الأمي أنه لا يأمر بخير إلا كان أوله أخذ به ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له وإن يغلب فلا ويغلب فلا ويغلب ولا يضجر ويفي بالعهد وينجز الموعود وأشهد أنه نبي فأستدل بهذه الأخلاق العظيمة علي أنه نبي مرسل من رب العالمين جل وعل وقال شيخ الإسلام ابن تيميه في كتابه المسمى الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح وهو كتاب قيم ينبغي للمسلم قراءته لا سيما في هذا العصر الذي كثر فيه انتشار النصارى بين المسلمين في القطاع الحكومي والشعبي ينبغي للمسلم أن يقرأ هذا الكتاب ليكون على بصيره من أمرهم قال شيخ الإسلام في هذا الكتاب إن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وأقواله وأفعاله وشريعته من آياته فإنه كان صلى الله عليه وسلم اشرف أهل الأرض نسباً من صميم سلالة إبراهيم وكان من أكمل الناس تربية ونشأه لم يزل معروفاً بالصدق والبر والعدل ومكارم الأخلاق وترك الفواحش والظلم لا يعرف له شي يعاب به ولا جرت عليه كذبة قط ولا ظلم ولا فاحشة بل كان أصدق الناس وأعدل الناس وأوفي الناس بالعهد مع اختلاف الأحوال عليه من حرب وسلم وآمن وخوف وغنى وفقر وظهور على العدو تارة وظهور العدو عليه تارة ومن آيات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الكونية ما شاهده الناس في الأفاق السماوية والآفاق الأرضية ففي الأفاق السماوية كثرة الشهب في السماء لإحراق الشياطين التي تستمع أخبار السماء كثرة الشهب في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حماية لوحي الله الذي ينزله الله على محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما قال الله تعالى عن الجن : (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً) وطلبت قريش من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم آيه يعني قالوا أرنا آية تدل على صدقك فأرهم القمر شقين حتى رأوا غار حراء بينهما وكانت كل شقة منه على حدا جبل ومن آيات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الله أسرى به من المسجد الحرام وإلى المسجد الأقصى وأجتمع إليه الأنبياء فصلى بهم إماما ثم عرج به إلى السماوات وقابل في كل سماء من قابل من الأنبياء والرسل وسلم عليهم فردوا عليه وحيوه وبلغ صلى الله عليه وعلى آله وسلم سدرة المنتهى ومكان سمع فيه صريف الأقلام وكلمه الله تعالى بما أراد وتراجع بي الله تعالى وبين موسى في ما فرض الله عليه من الصلوات وعرضت عليه الجنة وأدخلها وعرض عليها النار فرآها كل هذا في ليلة بل في بعض ليلة وهو من أعظم آيات الله الدالة علي صدقه رسولنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما قال الله تعالى : (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) ومن آياته الكونية أنه جاء رجل وهو يخطب أي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخطب الناس يوم الجمعة فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فأدعو الله يغيثنا فدعا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا فسار السحاب أمثال الجبال فما نزل من المنبر حتى كان المطر يتحادر على لحيته فبقي أسبوعاً حتى دخل رجل في الجمعة الأخرى فقال أدعو الله أن يمسكنها عنا فدعا وجعل يشير إلى السماء فما يشير إلى ناحية إلا انفرجت فخرج الناس يمشون في الشمس وفي الآفاق الأرضية شاهد الناس من آيات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم شيئاً كثيرا فمنها ما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال عطش الناس وكان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ركوه أي إناء من جلد فجهش الناس نحوه فقال النبي صلى الله عليه وسلم مالكم قالوا ليس عندنا ماء نشرب ولا نتوضأ إلا ما بين يديك فوضع يده في الركوه فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون فشربنا وتوضأنا قيل لجابر كم كنتم قال كنا ألف وخمسمائة ولو كنا مائة ألف لكفانا وأتى أنس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في جملة من أصحابه وقد عصب بطنه من الجوع فذهب أنس إلى أبي طلحه وهو زوج أمه فأخبره بما شاهد من النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو طلحه لأم سليم زوجته هل من شيء قالت نعم كسر من خبز وتمرات إن جاء النبي صلى الله عليه وسلم وحده أشبعناه وإن جاء معه آخر قل عنهم قال أنس فذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى فقلت أجب أبا طلحه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمن معه قوموا فذهبوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا أبو طلحه على الباب فقال يا رسول الله إنما هو شيء يسير فقال هاتيه فإن الله سيجعل فيه البركة ثم أمر صلى الله عليه وسلم بثمن فصب عليه فدعا فيه ثم قال إذن لعشرة فأذن فقال كلوا وسموا الله فأدخل القوم عشرة عشرة وكانوا ثمانين حتى شبعوا ثم أكل رسول الله صلي الله عليه وسلم وأهل البيت حتى شبعوا وأهدوا البقية للجيران وكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يصنع له المنبر كان يخطب إلى جذع نخلة في المسجد فلما صنع المنبر وقام إليه أول جمعة حن الجذع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تحن العشار على أولادها حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم إليه فوضع عليه يده يسكنه حتى سكن وكان من آيات النبي صلى الله عليه وسلم ما أخبر به من أمور الغيب التي وقع طبقاً لما أخبر كأنه ما يشاهدها بعينه كقوله صلى الله عليه وسلم يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الاسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم وقد وقع ذلك وكما في قوله صلى الله عليه وسلم لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم لقد كان ولله الحمد فما زال في هذه الأمة أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم على كثر ما غزا دينهم من أعدائهم حتى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان الغزو من اليهود والنصارى والمشركين فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان رجل نصراني فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعاد نصرانياً وكان يقول للناس ما يدري محمد إلا ما كتبته له فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض فقال قومه هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه فحفر قومه له واعمقوا له فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه فحفروا له واعمقوا في الأرض ما استطاعوا وأصبح وقد لفظته الأرض فعلموا أنه ليس من فعل الناس ولكنه من فعل الله عز وجل فألقوه وتركوه منبوذا وهكذا أيها المسلمون يري الله تعالى عباده آياته لأنبيائه الكرام ليهلك من هلك عن بينه ويحيي عن من حيا عن نبينه وإن الله لسميع عليم فاتقوا الله عباد الله وثقوا بوعد الله إن كنتم صادقين ولا تيئسوا من روح الله إنه لا يئيس من روح الله إلا القوم الكافرون وقبل أن أختم خطبتي هذه أحثكم أيها الأخوة علي قراءة سيرة النبي صلي الله عليه وسلم فإنها تزيدكم إيماناً ومحبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتزيدكم إقداماً للعمل الصالح وهرباً من العمل السيئ وفقني الله وإياكم لما يرضيه وجنبنا أسباب سخطه ومعاصيه والحمد لله رب العالمين وصلي الله وسلم علي نبينا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين
الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فيا عباد الله إن الله تعالى قال في كتابه : ( وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) هذان نوعان من العقود حرمهم الله عز وجل أولها الربا فالربا حرام بالكتاب والسنه وإجماع المسلمين ولا يمكن أن يكون الربا حلالاً بالتحيل عليه أبداً بل التحيل على الربا لا يزده إلا خبثاً وقبحاً وبعداً من الله عز وجل لأن المتحيل على الربا كأن ما يخادع الله عز وجل والله تعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور يعلم مراد العاقد ماذا أراد بهذا العقد كثير من الناس اليوم يفعلون أشياء هي في الحقيقة خداع وتحيل على الربا يكون الإنسان محتاج إلي سيارة ويعينها ثم يذهب إلى التجار فيقول أنا أختار السيارة الفلانيه في المعرض ويذهب التجار ويشترها بخمسين ألف مثلاً ثم يبيعها على هذا مقصده بستين ألف أو أكثر فمراد التاجر بلا شك مراده هذه الزيادة وهي ربا لأن هذا يشبه تماماً أن يقول التاجر لهذا الرجل الذي يحتاج السيارة خذ هذه خمسين ألف واشترى بها سيارة وتكون إلى سنة بستين ألف هذا هو معناها تماماً لكنهم تحيلوا على هذا العقد الصوري الذي ليس مراداً للتاجر أبداً ولولا هذا ما أشترى أي ما اشترى هذه السيارة فهل تظنون أن ذلك يخفي على رب العالمين هل تظنون أن هذا يخفي على من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور هل تعلمون أن الربا العظيم الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم آكله وموكله وشاهديه وكاتبه وقال هم سواء وورد فيه من الوعيد ما لم يرد في أي معصية دون الكفر هل تظنون أن الربا يزول بهذه الكلفة اليسرة التي لا يخفى على عاقل أنها حيلة على الربا وأما قولهم انه إذا اشتراها هذا التاجر فقد يأخذها هذا المحتاج أو لا يأخذها لأنه من المعلوم أن المحتاج ما جاء إلا يأخذها بكل حال وقد سمعنا أنه إذا لم يأخذها فإنه يكتب أسمه بالقائمة السوداء ولا يعامل بعد ذلك وهل هذا إلا إلزام له بأخذها اتقوا الله عباد الله اتقوا الله لا يؤاخذكم الله تعالى كما آخذ الذين من قبلكم أما الميسر فإنه بالتأمين على السيارات أو المنازل أو المكائن أو ما أشبه ذلك يدفع المؤمن للشركة كل سنة خمسمائة ريال مثلا على أن الشركة تقوم بإصلاحها مقابل هذا التأمين وهذا لا شك من الميسر لأن كل عقد يكون دائراً بين الغنى والغرم بمقتضى العقد فإنه ميسر لأنه ربما تخسر الشركة المؤمنة أضعاف أضعاف ما دفعه المؤمن وكذلك بالعكس ربما لا يحصل حوادث فتكون الشركة غانمة وهذا هو الميسر بعينه ونحن هربنا من الربا بعينه وكلاهما حرام بالكتاب والسنه وإجماع المسلمين أما ما يفعله بعض المحلات من كونهم يضعون جائزة لمن أشترى منهم عدداً معيناً أو بقيمة معينة ولكنهم لم يزيدوا في السعر ولم يأخذوا ثمناً للبطاقة بطاقة الاشتراك فإن هذا لا بأس به بشرط أن يكون المشتري قصد السلعة وأنه سيشتريها سواء حصلت هذه الجائزة أم لم تحصل وأما من اشتراها من أجل الجائزة فإنه لا يجوزله ذلك كما يفعله بعض السفهاء يشتري سلعة لا غرض له بها لكن لعله يصادف الجائزة وهذا لا يجوز لأنه إضاعة للمال وقد يحصل له ما أراد وقد لا يحصل أما من كان غرضه الشراء سواء كان فيه جائزة أو لا فلا باس أن يشتري أيها الأخوة لاشك أنه لكثرة الأموال وشد الأطماع وحرص الناس على المال لا شك أنهم يختدعون معاملات تحتاج إلى نظر فالواجب عليكم أن لا تدخلوا في هذه المعاملات حتى تسألوا أهل العلم لأن لا تقعوا لأن لا تقعوا في الإثم وأنتم لا تعلمون والإنسان يجب أن يعلم علم اليقين وأنتم تعلمون علم اليقين أن مآله إلى الموت وأنه تارك هذا المال غنيمة لمن بعده أو إن المال ينسحت فلا يبقى له مال في حياته فالإنسان إما فاقد لماله وإما ماله فاقد له وليس يخلد بالمال والمال أيها الأخوة إنما خلق لكم فلا تجعلوا أنفسكم مخلوقين له تخدمونه ليلاً ونهاراً من حلال أو حرام من غير مبالاة فإن هذا سفه في العقل وضلال في الدين أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل رزقنا جميعاً رزقاً طيباً حلالا وأن يوسع لنا بالرزق بحيث نستغني به عن غيره وان يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يرزقنا البصيرة في دينه واعلموا أيها الأخوة أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار اللهم وفقنا للاجتماع على الحق اللهم وفقنا للاجتماع على الحق اللهم وفقنا للاجتماع على الحق وأعذنا على الاختلاف فيه يا رب العالمين اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وارزقنا اللهم محبته واتباعه ظاهراً وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم توفنا على ملته اللهم توقنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من خوضه اللهم أدخلنا في شفاعته ربنا أغفر لنا خطئنا يوم الدين ولا تخزنا يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين وعن بقية الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أنصر المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات اللهم دمر أعداء الدين من الكفار والمشركين واليهود والنصارى والملحدين يا رب العالمين اللهم أنصر إخواننا المسلمين في البوسنة والهرسك وانصرهم في الشيشان وانصرهم في كشمير وانصرهم في كل بلاد يضطهدون بها وأجعل العاقبة الحميدة لهم يا رب العالمين اللهم إن نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار اللهم أجعل خير أعمالنا آخرها وخير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا وأسعدها يوم نلقاك يا رب العالمين أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
بعض الأخوان إذا دخل والمؤذن يؤذن يوم الجمعة وقفوا فإذا أنتهى جاءوا بتحية المسجد وهذا خلاف الأولى الأولى إذا دخلت والمؤذن يؤذن يوم الجمعة أن تشرع في تحية المسجد من أجل أن تستمع إلى الخطبة لأن استماع الخطبة أهم من إجابة المؤذن ثم أن بعضهم نشاهدهم من حين أن ينتهي من الآذان يكبر وهذا يعني أنه لا يأتي بالدعاء المشروع بعد الآذان مما يغلب على الظن أنه لا أيضاً لا يجيب المؤذن بس يقف هكذا لذلك جرى التنبيه إذا دخلت يوم الجمعة والإمام يؤذن فصلى تحية المسجد ولا تنتظر لأجل أن تتفرغ لاستماع الخطبة لأن استماع الخطبة واجب وإجابة المؤذن غير واجبة