🔴 *فإن قيل: وما ضابط الشرك الخفي*؟
◾قلنا: الشرك الخفي هو الذي يكون في القلب، فالتمائم شرك ظاهر، لكنه أصغر، أما الرياء فمن الشرك الخفي، يعني: نحن قد نرى إنسانًا يصلي، لكن لا ندري هل هو مراء أم مخلص، فالخفي ما كان خافياً على الناس.
• ويجوز أن يكون المراد بالشرك الخفي ما خفيت دلالة النصوص على كونه شركا.
- فإن قيل: *إن كانت العلة في تحريم التمائم وكون تعليقها شركا، هي أن الإنسان يظن أنها سبب لمنع الضر، فإن هذه العلة يمكن أن توجد في كل سبب لمسببه، مثل الدواء وغيره من الأشياء*؟
- قلنا: إن الأسباب أو ما يعتقد أنه سبب على ثلاثة أنواع:
- النوع الأول: ما دلّ الشرع على أنه سبب.
والنوع الثاني: ما دلت التجارب على أنه سبب.
*والنوع الثالث: ما لم تدل عليه الأدلة الشرعية والحسية بالتجارب*.
*فالثالث هو الذي يكون شركا؛ لأنَّ الإنسان إذا اعتقد أنه سبب والله تعالى لم يجعله سببا لا بالتجارب ولا بالوحي، فإنه جعل نفسه شريكا مع الله*.
فمثلا: قراءة القرآن شفاء، وقد علمنا ذلك بالشرع، والعسل شفاء، والحبة السوداء شفاء.
وأشياء أخرى كثيرة لم نعلم عن كونها شفاء بالقرآن، ولكن علمنا ذلك بالتجارب، فهذه لا يوجد دليل عن أنها سبب، ونحن جربناها ووجدناها مؤثرة، لكن التمائم لم يأتِ الشرع بأنها سبب، ولم تدل التجارب أيضًا على أنها سبب، ولا علاقة بين المرض وبين أن تعلق شيئا على صدرك، أو في يدك، ثم إن الشرع جاء بالنهي عنها، والرسول عليه الصلاة والسلام قال: "إن التمائم والتولة شرك".
✅ فإن قيل : *وهل للتجربة ضابط محدد لتكون دليلا*؟
قلنا: *قد يكون ذلك بمرتين أو ثلاثة*.
📚 فتح ذي الجلال والإكرام لابن عثيمين ( 15\216-217).