بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيد المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبة أجمعين.... أما بعد......
1) أقوال سيد في آيات القرآن :
1. وَصفُ كلام الله في سورة الفجر: (بالعرض العسكري الذي تشترك فيه جهنَّم بموسيقاها العسكريَّة المنتظمة الدقَّات) (التصوير الفني في القرآن، ص: 83، دار الشروق: 2000م).
2. وصف آيات فيها (بالموسيقى الحادَّة التقاسيم) و(يا لجمال النَّغَم) و(لحنًا واحدًا متعدِّد النغمات موحَّد الإيقاع)، و(في بعض مشاهدها شد وقصف سواء مناظرها أو موسيقاها) في (الظلال) 6/3901 و3902 و3903 و3906.
3. وصف آيات من سور النازعات والضحى والليل والعاديات وغيرها بالموسيقى والتصوير والرَّسم والمناظر المسرحية والتمثيليَّة في (التصوير الفني في القرآن) وحتى لا يَظْلم نفسه بكلامه عن فنون اللهو بغير علم دعا (الموسيقي المبدع: محمد حسن الشجاعي) و(الفنَّان ضياء الدين محمد؛ مفتِّش الرسم بوزارة المعارف) لمراجعة (هذا القسم وضبط المصطلحات الموسيقية ومصطلحات الرسم والصور) ص: 106 و114.
4. عند تفسيره لسورة النجم قال (هذه السورة في عمومها كأنها منظومة موسيقية علوية منغمة يسري التنغيم في بنائها اللفظي كما يسري في إيقاع فواصلها الموزونة المقفاة ). ظلال القرآن 6/3404.
5. وصف سورة الضحى (بالموسيقى الرتيبة الحركات الوئيدة الخطوات الرقيقة الأصداء الشجية الإيقاع). ظلال القرآن 6/3926 ، التصوير الفني في القرآن 103. طبعة دار الشروق.
6. وقال عن سورة العاديات ((والإيقاع الموسيقي فيه خشونة، ودمدمة ، وفرقعة)). ظلال القرآن 6/3957.
7. وصف سورة الضحى: (بالموسيقى الرتيبة الحركات، الوئيدة الخطى، الرقيقة الأصداء، الشجية الإيقاع). (التصوير الفني في القرآن ص125). طبعة دار الشروق.
8. وصف آيات في سورة الفجر (بالموسيقى الحادة التقاسيم). (في ظلال القرآن ـ 6/3906- دار الشروق).
9. ) وصف سورة الفجر عامة بقولـه: ( إنها تؤلف ألوناً متنوعة، تؤلف من تفرقها وتناسقها لحناً واحداً متعدد النغمات موحد الإيقاع ). (التصوير الفني في القرآن 6/3901). طبعة دار الشروق.
10. ) وصف بعض آيات سورة الفجر بقولـه: ( وفي بعض مشاهدها شد وقصف، سواء مناظرها أو موسيقاها). (التصوير الفني في القرآن (6/3902). طبعة دار الشروق.
11. استنبط (موسيقى الدعاء المتموجة الرخيّة، الطويلة الخاشعة من قول الله تعالى: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً} [آل عمران: 191] ، وقوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ} [إبراهيم: 38] ، منسجمة مع الدعاء كل الانسجام بالتطريب، والتموج، والاسترسال). (التصوير الفني في القرآن - ص112- ط. دار الشروق عام 2000م).
12. استنبط (موسيقى الطوفان) من قوله تعالى: {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ} [هود: 42]. (التصوير الفني في القرآن ص113). طبعة دار الشروق.
13.وصف القرآن عامة بقولـه: ( القرآن يرسم صُوَراً، ويعرض مشاهد يتوافر لها أدق مظاهر التناسق الفني في ماء الصورة، وجو المشهد، وتقسيم الأجزاء، وتوزيعها في الرقعة الموضوعة ). (التصوير الفني في القرآن ص114). طبعة دار الشروق .
14. أكّد أنه يعـني (ولا يُكنّي) موسيقـى اللهـو حقيقـة بقولـه: (تفضّل الموسيقيّ المبدع الأستاذ محمد حسن الشجاعي بمراجعة هذا الجزء الخاص بالموسيقى في القرآن الكريم، وكان له الفضل في ضبط بعض المصطلحات الفنية الموسيقية ). (التصوير الفني في القرآن ص106).
15. ) أكد أنه يعنـي (ولا يُكَنِّي) رَسْم وصُوَر اللهـو بقولـه: (تفضل الأستاذ الفنان ضياء الدين محمد مفتش الرسم بوزارة المعارف بمراجعة هذا القسم الخاص بتناسق الصور ). (التصوير الفني في القرآن ص114).
16. قال في تفسير سورة الفلق: ( والتصوير بالألوان يلاحظ هذا التناسق [بين اللون الذي ترسم به، والتدرج في الظلال] مع الفكرة والموضوع، كما يلاحظ التوزيع في المشاهد المسرحية والسينمائية، والتصوير في القرآن يقوم على أساسه، خذ مثلاً سورة من السور الصغيرة التي ربما يحسب البعض أنها شبيهة بسجع الكهان أو حكمة السجاع، خذ مثلاً سورة الفلق؛ فما الجو الذي يراد إطلاقه فيها ؟ جوّ التعويذة بما فيه من خفاء وهينمة، وغموض وإبهام ). (التصوير الفني في القرآن ص115).
17.جمع بين قول الله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ} [يس: 69] ، وقولـه تعالى عن كذب الكافرين: {بَلْ هُوَ شَاعِرٌ} [الأنبياء: 5]: (بأن القرآن الكريم صدَق؛ إذ لا تتوفر لـه [القرآن] القافية والتفاعيل، وإن توفرت لـه بقية خصائص الشعر الأساسية، ولكن العرب لم يكونوا مجانين، ولا جاهلين بخصائص الشعر يوم قالوا: إنه شعر، لقد راع خيالهم بما فيه من تصوير بارع، وسحر وجدانهم بما فيه من إيقاع جميل، وتلك خصائص الشعر الأساسية إذا نحن أغفلنا القافية والتفاعيل). (التصوير الفني في القرآن ص102).
18. وصف كلام الله تعالى بأنه أخذ من خصائص الشعر: (الموسيقى الداخلية، والفواصل المتقاربة في الوزن التي تغني عن التفاعيل، والتقفية التي تغني عن القوافي، وضمّ إلى ذلك الخصائص التي ذكرنا: [التصوير البارع، والمنطق الساحر، والإيقاع الجميل]) (التصوير الفني في القرآن ص102-103).
19. ضرب مثلاً لما أخذه القرآن من الشعر:[التّقفية، والإيقاع، والوزن]، بقول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: 19-20] (فلو أنك قلت: ومناة الثالثة؛ لاختلت القافية، ولتأثر الإيقاع، ولو قلت: ومناة الأخرى؛ فالوزن يختل)، وبقول الله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي} [مريم: 4] لو قلت: قال رب إني وهن مني العظم، لأحسست بما يشبه الكسر في وزن الشعر، ذلك أن (مني) تتوازن مع (إني) هكذا: (قال رب إني... وهن العظم مني). (التصوير الفني في القرآن ص104-106).
20. قال عن كلام الله تعالى: ( فمرة يكتم سر المفاجأة عن البطل [بطل الرواية: موسى]، والنظارة [المتفرجين: قارئي القرآن]؛ حتى يكشف لهم في آن واحد )، في قصة موسى مع العبد الصالح. (التصوير الفني في القرآن ص183).
( ومرة يكشف السر للنظارة [القرّاء]، ويترك أبطال القصة عنه في عماية ) ، في قصة أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنّها مصبحين ولا يستثنون، ( وقد ظللنا نحن النظارة نسخر منهم وهم يتبادرون ويتخافتون، حتى انكشف لهم السر أخيراً بعد أن شبعنا تهكماً وسخراً ). (التصوير الفني في القرآن ص186). وهذا من التفسير الذي قاد فكر أصحابَه إليه بعيد عن هدي النبوة وفقه السلف؛ فهو معصية يجب التحذير منها.
21. قال – تجاوز الله عنا وعنه – في قول الله تعالى:{إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ} [المؤمنون: 91]: ( إنها لصورة مضحكة أن يأخذ كل إله مخلوقاته، إلى أين ؟ لا ندري ! ولكننا نتخيل هذه الصورة فنضحك من فكرة تعدد الآلهة إذا كانت نتيجتها هذه النتيجة ) (التصوير الفني في القرآن ص231).
22. ضرب مثلاً بقول الله تعالى: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً} [الطور: 13]: (لا شتراك الجرس [من الموسيقى]، والظل [من الرسم])، وشرح لفظ الدّع فوجده قد (جمع بين الدفع في الظهر بعنف، والصوت الذي يخرجه المدفوع، فيه عين ساكنة، هكذا:أع). (التصوير الفني في القرآن ص95).
23. وصف كلام الله تعالى بمفردات اللهو والسحر والشعوذة: الفن، والشعر، والتشخيص [التمثيل]، والمسرح، والسينما، والتصوير، والرسم، والموسيقى، ولم يدّخر بعض تفاصيلها: الوتر، والإيقاع، والجرس، والمقطوعة، والأصداء، والنغم، والألحان، والمشاهد المسرحية والسينمائية، والبطل، والنظارة، والمناظر؛ والستار، والريشة، والألوان ، والظل، ووحدة الرسم، واللوحة الطبيعية، وتناسق الإخراج، وتناسق التصوير، والتناسق الفني؛ والهينمة ، والتعويذة. (التصوير الفني في القرآن - دار الشروق عام2000م).
أيها القارئ الكريم:
ألا يقشعر جلدك استنكاراً وأنت تقرأ هذا الكلام الذي جعل القرآن كلام الله ذا موسيقى وكأنما تقرأ تحليلاً فنياً لمقطوعة غنائية إن كلام الله أجل وأعظم أن يتحدث عنه متحدث بهذا الأسلوب البشع الشنيع.
و ألا يقشعر بدنك من وصف كلام الله القرآن بأنه شعر بحت و أن الجاهليين لما قالو إنه شعر أنهم صدقوا في ذلك.!!!!!
2) أقوال سيد عفى الله عنه في خلق القرآن::
1. قال سيد – عفى الله عنا وعنه – عن إعجاز القرآن: (والشأن في هذا الإعجاز هو الشأن في خلق الله جميعاً، وهو مثل صنع الله في كل شيء، وصنع الناس ). (في ظلال القرآن ـ 1/38- دار الشروق).
2. وقال: ( فهذا القرآن ليس ألفاظاً وعبارات يحاول الإنس والجن أن يحاكوها، إنما هو كسائر ما يبدعه الله؛ يعجز المخلوقون أن يصفوه؛ فهو كالروح من أمر الله ). (في ظلال القرآن ـ 4/2249- 2250- دار الشروق).
3.وقال: ( ولكنهم لا يملكون أن يؤلّفوا من هذه [الحروف] مثل هذا الكتاب؛ لأنه من صنع الله لا من صنع الناس ). (في ظلال القرآن - 5/2719- دار الشروق).
4.وقال: ( وهذا الحرف [ص] من صنعة الله تعالى؛ فهو موجده صوتاً، وموجده حرفاً من حروف الهجاء ). (في ظلال القرآن ـ 5/3006- دار الشروق).
3) أقوال سيد قطب في تأويل صفات الله:
1.قال ـ عفا الله عنا وعنه ـ في تفسير قول الله تعالى:** َإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [البقرة: 117]: ( وتوجه الإرادة يتم بكيفية غير معلومة للإدراك البشري )، ففسّر قول الله تعالى: {كُن} بتوجه الإرادة، وكررها فيما بعد مرات. (في ظلال القرآن ـ 1/107- دار الشروق).
ثم قال في تفسيره بعد: ( أهذه النفخة هي الكلمة؟ الكلمة توجه الإرادة ؟ والكلمة هي عيسى أو هي التي منها كينونته ؟ كل هذه بحوث لا طائل وراءها إلا الشبهات). (في ظلال القرآن ـ 1/398- دار الشروق). [شكّ هذه المرة وحدها فيما أعلم وجعلها من المتشابه، وفيما بعد قرّر أن معنى {كُن}: توجّه الإرادة كما فعل من قبل].
2. وقال في تفسير قول الله تعالى: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} [طه: 11-12]: ({نُودِي}: بهذا البناء للمجهول، فما يمكن تحديد مصدر النداء ولا اتجاهه، ولا تعيين صورته ولا كيفيته، ولا كيف سمعه موسى أو تلقّاه، نودي بطريقةٍ ما فتلقى بطريقةٍ ما ). (في ظلال القرآن) (4/2330- 2331- دار الشروق).
3. وقال في تفسير قول الله تعالى: {إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [البقرة: 117]: ( فتوجّه الإرادة لخلق الشيء كاف وحده لوجوده كائناً ما يكون، إنما يقرّب الله للبشر الأمور ليدركوها بمقياسهم البشري المحدود ). في ظلال القرآن) (5/2978- دار الشروق).
4.وقال في تفسير قول الله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54]: (العرش؛ نؤمن به كما ذكره، ولا نعلم حقيقته، أما الاستواء على العرش فنملك أن نقول: إنه كناية عن الهيمنة على الخلق، استناداً إلى ما نعلم من القرآن عن يقين من أن الله سبحانه لا تتغير عليه الأحوال، فلا يكون في حالة عدم استواء على العرش، ثم تتبعها حالة استواء، والقول بأننا نؤمن به [بالاستواء] ولا ندرك كيفيته [وهو قول أهل السنة والجماعة] لا يفسر قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54]). (في ظلال القرآن - 6/3480).
5. وقال عن وزن الله تعالى للأعمال: ( لما كان التجسيم خطّة عامة صوّر الله تعالى الحساب في الآخرة كما لو كان وزناً مجسماً للحسنات والسيئات، {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء: 47] ، {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} [القارعة: 6]، {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} [القارعة: 8]، {وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا} [الأنبياء: 47] ، {وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [النساء: 49] ، {وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً} [النساء: 124] ، وكل ذلك تمشيَّاً مع تجسيم الميزان). (التصوير الفني في القرآن ـ ص83 ط - دار الشروق – عام2000م).
6. وقال في قول الله تعالى: {يدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10]، {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء} [هود: 7] ، {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} [البقرة: 255]، {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الفرقان:59]، {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} [البقرة: 29]، {وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67] ، {وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى} [الأنفال: 17] ، {وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ} [البقرة: 245]، {وَجَاء رَبُّكَ} [الفجر: 22]، {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: 64]، {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: 55]: ( إن هي إلا جارية على نسق متّبع في التعبير، يرمي إلى توضيح المعاني المجردة وتثبيتها، ويجري على سنن مطّرد لا تخلّف فيه ولا عوج؛ سنن التخييل الحسي والتجسيم في كل عمل من أعمال التصوير )، ورأى أن ما قيل غير ذلك، [ومنه قول أهل السنة والجماعة كما تقدم]: (جدل... حينما أصبح الجدل صناعة، والكلام زينة ). (المرجع نفسه) (ص85).
4) سيد قطب يضطرب في معنى لا إله إلا الله، و معنى الألوهية و الربوبية:
1. يقول سيد قطب عند قوله تعالى (وهو الله لا إله إلا هو) : أي فلا شريك له في خلق ولا اختيار) الظلال (5/2707).
2. ويقول (إن الأمر المستيقن في هذا الدين أنه لا يمكن أن يقوم في الضمير عقيدة ولا في واقع الحياة ديناً إلا أن يشهد الناس أن لا إله إلا الله أي: لا حاكمية إلا لله، حاكمية تتمثل في شرعه وأمره) .العدالة الإجتماعية ( 182)
3. قال سيد عفا الله عنا وعنه: (كانوا [العرب] يعرفون من لغتهم معنى (إله)، ومعنى (لا إله إلا الله)، كانوا يعرفون: أن الألوهية تعني الحاكمية...كانوا يعلمون: أن (لا إله إلا الله) ثورة على السلطان الأرضي الذي يغتصب أولى خصائص الألوهية ). (في ظلال القرآن ـ 2/1005- دار الشروق).
4. وقال: (لا إله إلا الله ، كما كان يدركها العربي العارف بمدلولات لغته: لا حاكمية إلا لله ). (في ظلال القرآن ـ 2/1006- دار الشروق).
5. وقال: ( أخص خصائص الألوهية هي: الربوبية، والقوامة، والسلطان، والحاكمية ) (في ظلال القرآن) (4/1852- دار الشروق).
6. وقال: ({وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [القصص: 70]؛ أي: لا شريك له في الخلق والاختيار). (في ظلال القرآن ـ 5/2707- دار الشروق).
7.وقال: ({إِلَهِ النَّاسِ} [الناس: 3]، والإله هو المستعلي المستولي). (في ظلال القرآن ـ 6/4010 – دار الشروق).
8. وقال: ( لا إله إلا الله ، أي: لا حاكمية إلا لله ، حاكمية تتمثل في قضائه وقدره ، كما تتمثل في شرعه وأمره). (العدالة الاجتماعية ـ ص182- دار الشروق 1415هـ).
بيَّن الشيخ ربيع وفقه الله أنه ليس لسيد سَلَف في هذا التأويل من الصحابة وعلماء الأمة؛ فالحاكمية: إنما هي معنى من معاني الربوبية، ضيع به سيد المعنى الأعظم لهذه الكلمة: (لا إله إلا الله).
قال ابن جرير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [القصص: 70]: ( وربك يا محمد المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له ) (20/102).
وقال ابن كثير رحمه الله: (أي: المنفرد بالإلهية، فلا معبود سواه، كما لا رب يخلق ما يشاء ويختار سواه) (3/438- مكتبة دار السلام 1413).
وبين الشيخ ربيع وفقه الله الفرق بين صفتي الحكم والخلق وبين العبادة: بأن الأُوليَين من صفات الله تعالى، أما الثانية فهي من صفات المخلوق. (أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره ـ ص60-61 عام1414هـ).
9.وقال سيد – عفا الله عنا وعنه-: ( فقضية الألوهية لم تكن محل خلاف، وإنما قضية الربوبية هي التي كانت تواجهها الرسالات، وهي التي واجهتها الرسالة الأخيرة ). (في ظلال القرآن ـ 4/1846- دار الشروق).
10. وقال: ( وما كان الخلاف على مدار التاريخ بين الجاهلية والإسلام، وبين الحق والباطل على ألوهية الله سبحانه... إنما كان الخلاف وكانت المعركة على من يكون هو رب الناس ). (في ظلال القرآن ـ 4/1852- دار الشروق).
11. وقال: ( فالألوهية قلَّما كانت موضع جدال في معظم الجاهليات، وبخاصة في الجاهلية العربية، إنما كان دائماً موضع الجدل هو قضية الربوبية ). (في ظلال القرآن ـ 4/2111- دار الشروق).
قال الشيخ ربيع وفقه الله: الإله عند العرب (علماء الشريعة، وعلماء اللغة، والعامة) هو المعبود الذي يُتَقرَّب إليه بالعبادة: الدعاء والخوف والرجاء والصلاة والصوم والحج وغيرها، وليس معناه عندهم الحَكَم الذي يتحاكم إليه؛ لقد كان لهم سادة وأمراء وقضاة يتحاكمون إليهم، ولا يسمونهم آلهة، وكان لهم أوثان وأصنام [يسمونها آلهة و] يعبدونها ولا يسمونها حكّاماً ولا عبادتها تحاكماً، وكانوا يعترفون لله بالربوبية، قال الله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [العنكبوت: 61].. وقال تعالى: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} [يونس: 31]، وكانوا إنما يخالفون الرسل في الألوهية؛ قال الله تعالى عنهم: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: 5]، قال ابن كثير في (تفسيره): (أي أزعَمَ أن المعبود واحد، لا إله إلا هو؟ أنكر المشركون قبّحهم الله تعالى وتعجّبوا من ترك الشرك بالله، فإنهم قد تلقوا عن آبائهم عبادة الأوثان) (4/30).
5) أقوال سيد عفى الله عنه في وحدة الوجود:
1.ق ول سيد في تفسير سورة الحديد: ( {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ} [الحديد: 3] مستغرقاً كل حقيقة الزمان، {وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [الحديد: 3]: مستغرقاً كل حقيقة المكان وهما مطلقان، ويتلفّت القلب البشري فلا يجد كينونة لشيء إلا لله... فهذا الوجود الإلهي هو الوجود الحقيقي الذي يستمد منه كل شيء وجوده، وهذه الحقيقة هي الحقيقة الأولى التي يستمد منها كل شيء حقيقته، وليس وراءها حقيقة ذاتية، ولا وجود ذاتي لشيء في هذا الوجود) (في ظلال القرآن ـ 6/3479 ـ دار الشروق).
2. وقولـه: ( لا كينونة لشيء في هذا الوجود على الحقيقة؛ فالكينونة الواحدة الحقيقية هي لله وحده ، وإن استقرار هذه الحقيقة في قلبٍ لِيُحِيله قطعةً من هذه الحقيقة؛ فأما قبل أن يصل إلى هذا الاستقرار؛ فإن هذه الآية القرآنية حسبه، ليعيش في تدبرها وتصور مدلولها ) (في ظلال القرآن ـ 6/3479- دار الشروق).
3. وقولـه في تفسير سورة الإخلاص: ( إنها أحدية الوجود، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته، وليس هناك وجود إلا وجوده ). (في ظلال القرآن ـ 6/4002- دار الشروق).
4. وقولـه: ( ومتى استقر هذا التصور الذي لا يرى في الوجود إلا حقيقة الله، فستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كل وجود آخر انبثق عنها، وهذه درجة يرى القلب فيها يد الله في كل شيء، ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئاً في الكون إلا الله؛ لأنه لا حقيقة هناك تراها إلا حقيقة الله ). (في ظلال القرآن ـ 6/4003- دار الشروق).
5. وقولـه: ( من هنا [الحقيقة الواحدة أو أحدية الوجود] ينبثق منهج كامل للحياة... منهج لعبادة الله وحده الذي لا حقيقة لوجود إلا وجوده... ( نعوذ بالله من هذا الكلام الذي لا يتجرأ العلماء الربانيين على قوله ) ومنهج للتلقي عن الله وحده؛ فالتلقي لا يكون إلا عن الوجود الواحد والحقيقة المفردة في الواقع والضمير... ومنهج يربط ـ مع هذا ـ بين القلب البشري وبين كل موجود برباط الحب والأنس والتعاطف والتجاذب... فكلها خارجة من يد الله وكلها تستمد وجودها من وجوده، وكلها تفيض عليها أنوار هذه الحقيقة فكلها إذن حبيب؛ إذ هي هدية من الحبيب) (في ظلال القرآن ـ 6/4003 ـ دار الشروق).
يبرّئ الشيخُ بكر الأستاذَ سيد من الاعتقاد بوحدة الوجود، بدليل قولـه في تفسير سورة البقرة: ( ومن هنا تنتفي من التفكير الإسلامي الصحيح فكرة وحدة الوجود )، وأن ( في كتابه (مقومات التصور الإسلامي) رداً شافياً على القائلين بوحدة الوجود، فنحن نقول: غفر الله لسيّد كلامه المتشابه الذي جنح فيه بأسلوب وسّع فيه العبارة؛ والمتشابه لا يقاوم النص الصريح القاطع من كلامه ) (ص7-8).
و لكن من المعلوم أن سورة الحديد و الإخلاص بعد سورة البقرة بعشرات السور فظاهر هذا أن سيد كتب هذا في آخر كتابة لا أوله و لا يبرأ من ذلك إلا بأن يلغي ما قال في كتاب كتبه بعد الظلال.
و أيضا إن سيد لم يتوقف في الكلام عن وحدة الوجود والكينونة عند توسيع العبارة والتمدد بالأسلوب والجنوح بقول (متشابه) فقط ، (كما قال الشيخ بكر)، أو (موهم)، (كما أشار محمد قطب)؛ فقد صرح في تفسير سورة الحديد بقوله: ( ولقد أخذ المتصوفة بهذه الحقيقة الأساسية الكبرى [أحدية الوجود والكينونة]، وهاموا بها وفيها، وسلكوا إليها مسالك شتى، بعضهم قال: إنه رأى اللهَ في كل شيء في الوجود ، وبعضهم قال: إنه رأى الله من وراء كل شيء في الوجود ، وبعضهم قال: إنه رأى الله فلم يرَ شيئاً في الوجود؛ وكلها أقوال تشير إلى الحقيقة إذا تجاوزنا عن ظاهر الأقوال القاصرة في هذا المجال، إلا أن ما يؤخذ عليهم على وجه الإجمال هو أنهم أهملوا الحياة بهذا التصور، والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يدرك هذه الحقيقة ويعيش بها ولها ). (في ظلال القرآن ـ 6/3480 ـ دار الشروق).
وقال في تفسير سورة الإخلاص: ( وهذه مدارج الطريق التي حاولها المتصوفة، فجذبتهم إلى بعيد، ذلك أن الإسلام يريد من الناس أن يسلكوا الطريق إلى هذه الحقيقة [أحدية الوجود]، وهم يكابدون الحياة الواقعية بكل خصائصها، شاعرين مع هذا أن لا حقيقة إلا الله، وأن لا وجود إلا وجوده ) (في ظلال القرآن ـ 6/4002 – دار الشروق).
إذن (فأحدية الوجود والكينونة) عند سيّد، هي: وحدة الوجود عند المتصوفة التي (يريد الإسلام من القلب البشري أن يدركها، ومن الجوارح أن تعيش بها ولها)، ولا يخالف الأستاذُ سيد المتصوفةَ إلا في (إهمالهم الحياة بهذا التصور).
و إذا كان هذا الكلام المتشابه أو الموهم من كلام سيد قطب عفا الله عنا وعنه فَهِمَ بعضُ كبار العلماء مثل الشيخ محمد بن عثيمين والشيخ محمد ناصر الدين الألباني، ومعهم أو قبلهم الشيخ عبد الله الدويش، وليس الشيخ ربيع وحده، فهموا منه جميعاً القول بوحدة الوجود، فكيف بعامة الناس ؟ ومنهم الشباب الذين يجرّهم الحماس والعاطفة إلى الأخذ بأقوال سيد رحمه الله دون تمحيص.
واجب الدعاة إلى الله على بصيرة، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر: بيان مثل هذه الأخطاء من القول (مهما تكن منازل قائليها) ـ كما سبق النقل عن سيد رحمه الله ـ ، والتحذير من الوقوع في حبائل الشيطان بتسويغ أخطاء العلماء فضلاً عن المفكرين (الإسلاميين) ، وفي الحديث الصحيح: « كلّ ابن آدم خطّاء ».
6) أقوال سيد في التشريع من دون الله للمصلحة العامة أو العرف ، و حكم أموال الناس و ماهيتها في الشرع ، و ما هو نظام الإسلام:
1. قال في تفسير قول الله تعالى:{وَفِي الرِّقَابِ} [التوبة:60]: ( وذلك حين كان الرق نظاماً عالمياً تجري المعاملة فيه على المثل في استرقاق الأسرى بين المسلمين وأعدائهم، ولم يكن للإسلام بد من المعاملة بالمثل حتى يتعارف العالم على نظام آخر غير الاسترقاق ). (في ظلال القرآن ـ 3/1669- دار الشروق).
وقال مثل هذا في الصفحات(1/230، 4/2455، 6/3285) من كتابه (في ظلال القرآن).
2. وقال: ( في يد الدولة أن تفرض ضرائب خاصة غير الضرائب العامة كما تشاء؛ فتخصص ضريبة للجيش، وضريبة للتعليم، وضريبة للمستشفيات، وضريبة للضمان الاجتماعي، وضريبة لكل وجه طارئ لم يحسب حسابه في المصروفات العامة، أو تعجز الميزانية العادية عن الإنفاق عليه عند الاقتضاء ). (معركة الإسلام والرأسمالية ـ ص43- دار الشروق 1993م ط13).
3. وقال: (في يد الدّولة أن تنزع الملكيّات والثّروات جميعاً وتعيد توزيعها على أساس جديد ، ولو كانت هذه الملكيّات قد قامت على الأسس التي يعترف بها الإسلام ونَمَتْ بالوسائل التي يبرّرها) (معركة الإسلام و الرأسمالية ـ ص44). وقد أقامت الثورة المصريَّة اشتراكيَّتها على هذا النصِّ، وأمثالُه كثير في فكره.
4. وقال: ( حق المجتمع مطلق في المال، وحق الملكية الفردية لا يقف في وجه هذا الحق العام، والإسلام يعطي هذه السلطات للدولة ـ ممثلة المجتمع ـ لا لمواجهة الحاجات العاجلة فحسب، بل لدفع الأضرار المتوقعة). (معركة الإسلام و الرأسمالية ـ ص43).
5. ولم يكفه أن المملكة المصرية (سنّت ضريبة التركات وضريبة الدخل العام، وأخذت بمبدأ الضريبة التصاعدية)؛ فهي (خطوات هزيلة لا يبدو لها أثر؛ لأن الأوضاع القائمة قد بلغت من الفحش والسوء مبلغاً لا تعالجه هذه اللمسات الناعمة بقفازات الحرير اللطيفة). (معركة الإسلام و الرأسمالية ـ ص39).
6. وقال: ( مبدأ الملكية الفردية في الإسلام لا يمنع تبعاً لهذا المصالح المرسلة وسد الذرائع أن تأخذ الدولة نسبة من الربح أو نسبة من رأس المال ذاته ). (العدالة الاجتماعية ـ ص123- دار الشروق 1415).
7.وقال: ( الإسلام يَعُدُّ العمل هو السبب الوحيد للملكية والكسب، ورأس المال في ذاته ليس سبباً من أسباب الكسب الصحيحة ). (معركة الإسلام والرأسمالية ـ ص40- دار الشروق 1993م ط13).
ثم يقول: ( فأما القاعدون الذين لا يعملون فثراؤهم حرام، وعلى الدولة أن تنتفع بذلك الثراء لحساب المجتمع، وأن لا تدعه لذلك المتبطل الكسلان ). (المصدر نفسه ـ ص52). ولم يقل مَنْ حرم هذا.
ويَسْتنتج من هذا التشريع الجديد، أو يَسْتدل عليه بقولـهالعبادة ليست وظيفة حياة، وليس لها إلا وقتها المعلوم {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ} [الجمعة: 10]) (معركة الإسلام والرأسمالية) (ص52- دار الشروق 1993م ط13).
وفاته – عفا الله عنّا وعنه – أن العبادة هي وظيفة الحياة، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] وأن الأمر بالانتشار بعد الصلاة للإباحة باتفاق.
8. ويرى أنه: ( لا بد أن يوجد المجتمع المسلم أوَّلاً بتركيبه العضوي... وساعتها قد يُحتاج إلى البنوك، وشركات التأمين وتحديد النسل...إلخ، وقد لا يُحتاج! ذلك أننا لا نملك أن نقدّر أصل حاجته ولا حجمها ولا شكلها حتى نُشرِّع لها سلفاً). (في ظلال القرآن) (4/2010- دار الشروق).
9. قال سيد قطب: (ولا بد للإسلام أن يحكم لأنه العقيدة الوحيدة الإيجابية الإنشائية التي تصوغ من المسيحية والشيوعية معاً مزيجاً كاملاً يتضمن أهدافهما جميعاً ويزيد عليهما التوازن والتناسق والاعتدال) - المعركة بين الإسلام والرأسمالية (61).
7) أقوال سيد القبيحة في أنبياء الله صلى الله عليهم :
1. قال (لنأخذ موسى إنه مثال للزعيم المندفع العصبي المزاج) - التصوير الفني في القرآن: ص 200.
2. وقال عنه بأنه بعد عشر سنوات من هربه من مصر بقي كما هو لم يهدأ ولم يصر رجلاً هادئ الطبع حليم النفس فحين رأى الحية وثب جارياً لا يعقب ولا يلوي إنه الفتى العصبي نفسه ولو أنه قد صار رجلاً فغيره كان يخاف نعم ولكن لعله كان يبتعد منها ليتأمل هذه العجيبة الكبرى !! انظر التصوير الفني ص163.
(ثم لندعه فترة أخرى لنرى ماذا يصنع الزمن في أعصابه ، ولكن ها هو ذا يسأل ربه سؤالاً عجيباً): {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} [الأعراف: 143] ( نفس المصدر ص201-202).
قلت : هل قائل هذا الكلام يتذكر قول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها) ونحن نقول: بل كان موسى عبد الله ورسوله وكليمه . عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
3.(وهنا يبدو التعصب القومي كما يبدو الانفعال العصبي)، على قول الله تعالى: {فَوَكَزَهُ مُوسَى} [القصص: 15] ( التصوير الفني في القرآن ص200).
4. وتلك سمة العصبيين)، على قول الله تعالى: {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ} [القصص: 18] ( التصوير الفني في القرآن ص201).
5. (وينسيه التعصب والاندفاع استغفاره وندمه)، على قول الله تعالى: {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا} [القصص: 19] ( التصوير الفني في القرآن ص201).
6. عودة العصبي في سرعة واندفاع)، على قول الله تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143] ( التصوير الفني في القرآن ص202).
7. (هكذا في حنق ظاهر، وحركة متوترة)، على قول الله تعالى: {وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً} [طه: 97] ( التصوير الفني في القرآن ص202).
8. (تقابل شخصية موسى شخصية إبراهيم؛ إنه نموذج الهدوء والتسامح والحكمة) على قول الله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ} [هود: 75] ( التصوير الفني في القرآن ص203).
8) أقوال سيد في كبار الصحابة رضي الله عنهم:
قبل أن تقرأ اعلم ما يلي: لا يجوز سب أحد من الصحابة، ولا ذكره بسوء لحديث (لا تسبوا أصحابي) متفق عليه وحديث (إذا ذكر أصحابي _ أي بالسوء _ فأمسكوا) أي لا تذكروهم بالسوء، والطعن في الصحابة من علامات أهل البدع لا سيما الخوارج والروافض. وقد كان لسيد قطب نصيباً من صفاتهما وبئس النصيب.
1.إسقاط سيد خلافة عثمان ر بقولـه: ( ونحن نميل إلى اعتبار خلافة علي رضي الله عنه امتداداً طبيعياً لخلافة الشيخين قبله، وأن عهد عثمان [الذي تحكّم فيه مروان] كان فجوة بينهما ). (العدالة الاجتماعية ـ ص172- دار الشروق 1415). بعد التعديل.
أقول: هذا نَفَسٌ شيعي رافضي، أما أهل السنة والجماعة فيحبون عثمان، ويجلونه، ويعتقدونه خليفة راشداً، فقد قال صلى الله عليه وسلم (الخلافة بعدي ثلاثون سنة) رواه ابن حبان والحاكم وغيرهما وخلافة عثمان داخلة فيها قطعاً، ويشهدون أن عثمان من أهل الجنة، ويشهدون أن عصر عثمان كان من خير العصور التي مرت على المسلمين وأزهاها، وكان المسلمون فيها على خير حال حتى نبغت الشرذمة الخارجية بمكر يهودي فطعنوا في عثمان، وأنكروا عليه علناً، وأشاعوا عنه الشائعات التي انطلت على الغوغاء الهمج الرعاع، فثاروا على عثمان، وانقلبوا عليه بدعوى تصحيح الأوضاع، واستئناف خلافة كخلافة الشيخين، فحصروه ثم قتلوه عليهم من الله ما يستحقون.
2. تأكيد سيد انحراف عهد عثمان عن منهاج صاحبيه رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم بقوله: ( هذا التصور للحكم [في عهد أبي بكر وعمر] قد تغير شيئاً ما دون شك على عهد عثمان، وإن بقي في سياج الإسلام ). (العدالة الاجتماعية ـ ص159 ـ دار الشروق 1415).
3. تأكيد سيد انحراف عهد عثمان رضي الله عنه عن منهاج النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما في الحكم بقوله: (وسار علي رضي الله عنه في طريقه يرد للحكم صورته كما صاغها النبي والخلفيتان من بعده). (العدالة الاجتماعية ـ ص162 ـ دار الشروق 1415).
4.اتهام سيّد عثمانَ رضي الله عنه بالانحراف عما أسماه روح الإسلام بقولـه: (وإنه لمن الصعب أن نتّهم روحَ الإسلام في نفسِ عثمان، ولكن من الصعب كذلك أن نعفيه من الخطأ ) (العدالة الاجتماعية ص160- دار الشروق - 1415).
5.اتهام سيّد عهد عثمان رضي الله عنه بكثير من الانحراف عن الإسلام بقولـه: ( لقد أدركت الخلافةُ عثمان وهو شيخٌ كبيرٌ، ومن ورائه مروان بن الحكم يصرِّفُ الأمر بكثير من الانحراف عن الإسلام). (العدالة الاجتماعية ـ ص159ـ دار الشروق1415).
6. اعتذاره لعثمان رضي الله عنه عن (الانحراف عن الإسلام، وروح الإسلام، والتصور الإسلامي، وصورة الحكم، كما صاغها النبي صلى الله عليه و سلم وخليفتاه رضي الله عنهما) بقولـه: ( واعتذارنا لعثمان رضي الله عنه أن الخلافة قد جاءت إليه متأخرة... وهو يدلف إلى الثمانين يلعب به مروان، فصار سيقة لـه يسوقه حيث شاء، بعد كِبَر السن وصحبته لرسول الله صلى الله عليه و سلم ) [أخذ دعوى لعب مروان بعثمان رضي الله عنه وسياقته لـه من رواية مكذوبة على عليّ رضي الله عنه]. (العدالة الاجتماعية ـ ص161 ـ دار الشروق 1415).
7. تمجيد سيد الثوار على عهد عثمان ر ضي الله عنه بقولـه: ( تثور نفوس الذين أشربت نفوسهم روح الدين إنكاراً وتأثـُّماً). (العدالة الاجتماعية ـ ص161 ـ دار الشروق1415).
8.تمجيد سيد الثورة على عثمان رضي الله عنه بقوله: ( لا بد لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام، ويستشعر روح الإسلام أن يقرّر أن تلك الثورة في عمومها كانت فورة من روح الإسلام، وذلك دون إغفال لما كان وراءها من كيد اليهودي ابن سبأ عليه لعنة الله). (العدالة الاجنماعية ـ ص161 ـ دار الشروق1415).
9. ولم يكتف سيد بالطعن في عثمان بل أضاف إلى ذلك الطعن في معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما فقال: (وحين يركن معاوية وزميله _ يعني عمرو بن العاص _ إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل) - كتب وشخصيات ص (206)
10.رأى سيّد أن الانحراف في تصوّر معنى الحكم وسياسة المال بدأ صغيراً في عهد عمر، واستفحل في عهد عثمان رضي الله عنهما بقولـه: (هذا هو الثراء الذي بدأ صغيراً بإيثار بعض المسلمين على بعض في أيام عمر، وكان معتزماً إبطاله [دعوى بلا سند]...ثم فشا فشوّاً ذريعاً بتجميع الأملاك والضياع وموارد الاستغلال، بما أباحه عثمان من شراء الأرضين في الأقاليم ) [ومَنْ حَرَّمه؟]. (العدالة الاجتماعية ـ ص175 ـ دار الشروق).
11.في مقابل وَصْفِه عامة الثوار على عثمان ر بقوله: (تثور نفوس الذين أشربت نفوسهم روح الدين إنكاراً وتأثّماً )، وَصَفَ عامَّة الذين برّهم عثمان بقولـه: (وتنحّل نفوس الذين لبسوا الإسلام رداء، ولم تخالط بشاشته قلوبهم، والذين تجرفهم مطامع الدنيا، ويرون الانحدار مع التيار، وهذا كله قد كان في أواخر عهد عثمان). (العدالة الاجتماعية ـ ص161ـ دار الشروق 1415).
12. وضرب مثلاً للتضخم الفاحش في الثروات الذي ظنّ أنه (يحطّم الأسس التي جاء هذا الدين ليقيمها بين الناس)، ومثلاً للذين (جرفتهم مطامع الدنيا)، في مقابل مثل أبي ذر ر الذي (كان ضميره يقظاً، فلم تخدّره الأطماع)، ومثل الثوار على عثمان ر (الذين أشربت نفوسهم روح الدين إنكاراً وتأثّماً) بقولـه مستنداً إلى رواية مجروحة عن أخباري منحرف: (وبحسبنا أن نعرض هنا نموذجاً للثروات الضخام أورده المسعودي، قال: في أيام عثمان اقتنى الصحابة الضياع والمال، فكان لعثمان يوم قتل عند خازنه خمسون ومائة ألف ألف درهم... وبلغ الثمن من متروك الزبير بعد وفاته خمسين ألف دينار، وخلّف ألف فرسٍ وألف أَمَة، وكانت غلّة طلحة من العراق ألف دينار كل يوم، وكان على مربط عبد الرحمن بن عوف ألف فرس، وله ألف بعير وعشرة آلاف من الغنم، وخلّف زيد بن ثابت من الذهب والفضة ما يكسر بالفؤوس، وبنى سعد بن أبي وقاص دارة بالعقيق، ورفع سمكها وأوسع فضاءها، وبنى المقداد دارة بالمدينة وجعلها مجصّصة الظاهر والباطن، وخلّف يعلى بن منبه خمسين ألف دينار، وما قيمته ثلاثمائة ألف درهم ). (العدالة الاجتماعية ـ ص175ـ دار الشروق1415).
13. ونقل رواية مكذوبة على عليٍّ ر أنه قال في وصف معاوية ر: (والله ما معاوية بأدهى مني، ولكنه يغدر ويفجر) (العدالة الاجتماعية ـ ص164- دار الشروق 1415).
14. وضرب مثلاً لإبراز مظاهر التحول والانحسار فيما أسماه الروح الإسلامي برواية غير مسندة لخطبتين نسبهما لمعاوية ر. (العدالة الاجتماعية ـ ص167- دار الشروق1415).
15. وقال سيد قطب عن أبي سفيان رضي الله عنه: (أبوسفيان هو ذلك الرجل الذي لقي الإسلام منه والمسلمون ما حفلت به صفحات التاريخ، والذي لم يسلم إلا وقد تقررت غلبة الإسلام، فهو إسلام الشفة واللسان، لا إيمان القلب والوجدان، وما نفذ الإسلام إلى قلب ذلك الرجل) مجلة المسلمون العدد3 سنة 1371هـ
ومن هذه الأقوال يتجلى مدى تأثر سيد بفكر الشيعة والروافض في موقفهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
9) تكفير سيد المسلمين تكفيرا عاما، و قوله بعدم و جود حكومات مسلمة و لا مجتمعات حتى:
1. قال: "الذين لا يفردون الله بالحاكمية في أي زمان، وفي أي مكان هم مشركون، ولا يخرجهم من هذا الشرك أن يكون اعتقادهم أن لا إله إلا الله مجرد اعتقاد، ولا أن يقدموا الشعائر لله وحده" .(الظلال 2/1492).
2.نحن ندعو إلى استئناف الحياة حياة إسلامية في مجتمع إسلامي تحكمه العقيدة الإسلامية، والتصور الإسلامي، كما تحكمه الشريعة الإسلامية والنظام الإسلامي، ونحن نعلم أن الحياة الإسلامية على هذا النحو قد توقفت منذ فترة طويلة في جميع أنحاء الأرض. وإن وجود الإسلام ذاته من ثم قد توقف كذلك. ونحن نجهر بهذه الحقيقة الأخيرة على الرغم مما قد تحدثه من صدمة وذعر وخيبة أمل للكثير ممن لا يزالون يحبون أن يكونوا مسلمين. العدالة الاجتماعية ص (182 / الطبعة الثانية عشرة)
3. و انظر إلى حكم ذبيحة غير الإخوانيين عنده :
قال علي عشماوي: جاءني أحد الإخوان وقال لي بأنه سوف يرفض أكل ذبيحة المسلمين الموجودة حالياً، فذهبت إلى سيد قطب وسألته عن ذلك فقال: دعهم يأكلونها فيعتبرونها ذبيحة أهل الكتاب فعلى الأقل المسلمون الآن هم أهل كتاب؟! . كتاب (التاريخ السري للإخوان المسلمين ص 80)
وفي هذه الفتوى يتضح تكفير سيد لعموم المسلمين من غير المنتظمين في الحزب الإخواني إذ الإخوان هم العصبة المؤمنة فقط.
وفيها أيضاً يتضح تفضيله لأهل الكتاب من اليهود والنصارى على المسلمين حيث شبه المسلمين بأهل الكتاب و الأصل أن المشبه به أعلى رتبة من المشبه.
4. قول سيّد – عفا الله عنا وعنه -: ( يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة... لا لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتهــا... فهي ـ وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله ـ تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله، فتدين بحاكمية غير الله، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها، وشرائعها، وقيمها، وموازينها ، وعاداتها، وتقاليدها... موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلها يتحدد في عبارة واحدة: أن يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها ). (معالم في الطريق ـ ص101-103- دار الشروق).
5. ) وقال: ( ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان؛ ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن: لا إله إلا الله ). (في ظلال القرآن ـ 4/2009- دار الشروق).
6.وقال عن مشركي الجاهلية: ( إنما كان شركهم الحقيقي يتمثل ابتداءً في تلقي منهج حياتهم وشرائعهم من غير الله، [لا عبادة الأصنام تقرباً واستشفاعاً إلى الله]، الأمر الذي يشاركهم فيه اليوم أقوام يظنون أنهم مسلمون على دين محمد، كما كان المشركون يظنون أنهم مهتدون على دين إبراهيم ). (في ظلال القرآن ـ 3/1492- دار الشروق).
7. وقال: (إنه لا نجاة للعصبة المسلمة في كل أرض من أن يقع عليها العذاب إلا بأن تنفصل عقيديّاً وشعوريّاً ومنهج حياة عن أهل الجاهلية من قومها، حتى يأذن الله لها بقيام دار إسلام تعتصم بها، وإلا أن تشعر شعوراً كاملاً بأنها هي الأمة المسلمة، وأن ما حولها ومن حولها ممن لم يدخلوا فيما دخلت فيه جاهلية، وأهل جاهلية ). (في ظلال القرآن ـ 4/2122- دار الشروق).
8. وقال: ( إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم؛ قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي). (في ظلال القرآن ـ 4/4122- دار الشروق).
إذا المملكة العربية السعودية عند سيد و دولة باكستان ليستا مسبمتين.
9. وقال: ( ونقطة البدء الصحيحة في الطريق الصحيحة هي أن تتبين حركات البعث الإسلامي أن وجود الإسلام قد توقّف... هذا طريق، والطريق الآخر أن تظن هذه الحركات لحظة واحدة أن الإسلام قائم، وأن هؤلاء الذين يدّعون الإسلام ويتسمّون بأسماء المسلمين هم فعلاً مسلمون...فإن سارت الحركات في الطريق الأول سارت على صراط الله وهداه... وإن سارت في الطريق الثاني فستسير وراء سراب كاذب، تلوح لها فيه عمائم تحرّف الكلم عن مواضعه، وتشتري بآيات الله ثمناً قليلاً، وترفع راية الإسلام على مساجد الضرار ). (العدالة الاجتماعية ـ (ص216- دار الشروق 1415هـ).
10. وقال: (ونحن نعلم أن الحياة الإسلامية ـ على هذا النحو ـ قد توقّفت منذ فترة طويلة في جميع أنحاء الأرض، وأن وجود الإسلام ذاته ـ مِنْ ثَمّ ـ قد توقّف كذلك). (العدالة الاجتماعية ـ ص185- دار الشروق 1415).
11. وقال: ( البشرية عادت إلى الجاهلية، وارتدّت عن لا إله إلا الله، فأعطت لهؤلاء العباد [الذين شرعوا التقاليد والعادات، والأعياد والأزياء] خصائص الألوهية، ولم تعد توحّد الله وتخلص لـه الولاء؛ البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول ولا واقع، وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة، لأنهم ارتدّوا إلى عبادة العباد بعدما تبين لهم الهدي، ومن بعد أن كانوا في دين الله). (في ظلال القرآن ـ 2/1057- دار الشروق).
12. ولا غرابة في أقواله السابقة عن مسلمي هذا العصر؛ فقد قال عن الذين زعم أنّ عثمان ر آثرهم بالمناصب والمال من الصحابة والتابعين أنهم: ( الذين لبسوا الإسلام رداءً ولم تخالط بشاشته قلوبهم، والذين تجرفهم مطامع الدنيا ويرون الانحدار مع التيار ). (العدالة الاجتماعية ـ ص161- دار الشروق 1415).
13. وقال عن رواية غير مسندة لخطبة المنصور العباسي في القرن الثاني: ( وبذلك خرجت سياسة الحكم نهائياً من دائرة الإسلام وتعاليم الإسلام ). (العدالة الاجتماعية ـ ص168- دار الشروق 1415).
14. وقال في تفسير قول الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} [يوسف: 106] بعد أن ذكر الشرك الخفي: (وهناك الشرك الواضح الظاهر، وهو الدينونة لغير الله في شؤون الحياة؛ الدينونة في شرع يتحاكم إليه، وهو نص في الشرك لا يجادل عليه، والدينونة في تقليد من التقاليد؛ كاتخاذ أعياد ومواسم يشرعها الناس ولم يشرعها الله، والدينونة في زي من الأزياء يخالف ما أمر الله به من التستر، ويكشف أو يحدد العورات التي نصت شريعة الله أن تستر). (في ظلال القرآن - 4/2033- دار الشروق).
قال الشيخ ربيع وفقه الله: ( وفي هذا الكلام أمران خطيران:
أولهما: تكفير المجتمعات الإسلامية بالمعاصي والمخالفات الواقعة في العادات والتقاليد والأزياء، وهذا المذهب أشد خطراً من مذهب الخوارج السابقين.
وثانيهما: تأويل القرآن بغير ما أراد الله بالشرك، إذ المراد بالشرك هنا ما استقر في القرآن والسنة وعرفه المسلمون، وهو الشرك الأكبر المطلق، وهو اتخاذ أندادٍ مع الله يُدْعون، ويستغاث بهم، ويذبح لهم، ويتقرب إليهم، ويصرف لهم [شيء] من العبادات التي أمرهم الله أن يعبدوه بها، ويخلصوا بها الدين لله ). (أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره ـ ص77- عام1414).
15. الحكم بالردَّة على البشرية جمعاء بمن فيهم الذين يرددون على المآذن خمس مرات في اليوم: لا إله إلا الله، محمد رسول الله؛ لا يخرجهم من الشرك والردَّة اعتقاد الألوهية لله وحده، ولا تقديم الشعائر التعبديَّة لله وحده، لماذا؟
لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها (في الظلال 2/1507 والمعالم 101-103 وغير ذلك كثير).
10) سيد قطب عفى الله عنه و الدعوة إلى الإنقلابات و الثورات و الخروج:
1. قال ( وهذه المهمة مهمة إحداث انقلاب إسلامي عام غير منحصر في قطر دون قطر. بل مما يريده الإسلام ويضعه نصب عينيه أن يحدث هذا الانقلاب الشامل في جميع أنحاء المعمورة، هذه غايته العليا ومقصده الأسمى، الذي يطمح إليه ببصره، إلا أنه لا مندوحة للمسلمين أو أعضاء الحزب الإسلامي عن الشروع في مهمتهم بإحداث الانقلاب المنشود والسعي وراء تغيير نظم الحكم في بلادهم التي يسكنونها) الظلال (3/145)
2.يقول: (والواقع أن اتهام النظام الإسلامي بأنه لا يحمل ضماناته، إغفال للممكنات الواقعة في كل نظام كما أن فيه إغفالاً لحقائق التاريخ الإسلامي الذي شهد الثورة الكبرى على عثمان، وشهد ثورة الحجاز على يزيد، كما شهد ثورة القرامطة ((مما فعله القرامطة في ثورتهم التي يشيد بها سيد قطب قتل الحجاج في بيت الله الحرام في يوم التروية سنة 317هـ بقيادة زعيمهم الباطني الزنديق أبي طاهر لعنه الله، ثم سلب البيت الحجر الأسود، وسلب الحجاج أموالهم وهو يقول: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟ ومكث الحجر الأسود عند القرامطة حتى أعادوه بعد اثنتين وعشرين سنة . انظر تاريخ ابن كثير حوادث سنة 317هـ والله المستعان)) وسواها ضد الاستغلال والسلطة الجائرة وفوارق الطبقات وما يزال الروح الإسلامي يصارع ضد هذه الاعتبارات جميعاً على الرغم من الضربات القاصمة التي وجهت إليه في ثلاثمائة وألف عام) .- العدالة الإجتماعية 223.\
وعلى هذا فالثورة على عثمان رضي الله عنه، وثورة القرامطة تمثل روح الإسلام عند سيد قطب. وهذا يعطيك صورة واضحة عن حقيقة الإسلام عند سيد قطب، الإسلام الذي يدعو إليه، وينادي به، إنه ليس إسلام الكتاب والسنة ولكنه إسلام الخوارج والقرامطة وباطل الاشتراكية، وبغض الروافض لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
11) سيد يرد مئات الأحاديث الصحيحة في الصحيحين وغيرهما، وينكر عشرات المسائل العقدية عند أهل السنة والجماعة بجملة واحدة فيقول:
(أحاديث الآحاد لا يؤخذ بها في أمر العقيدة، والمرجع هو القرآن) الظلال (6/4008).
قلت : ومعلوم أن أكثر الحديث النبوي غير متواتر، ومقرر أيضاً عند أهل السنة أنه متى ثبت الحديث ولو بطريق واحد وجب العمل به، واعتقاد ما فيه إن كان خبراً، والعمل بمقتضاه فعلاً أو تركاً إن كان طلباً. ولم يخرج عن هذه القاعدة العظيمة إلا أهل الأهواء والبدع الذين يرفضون السنة ولا يرفعون بها رأساً إنما يعظمون أفكار البشر، وزبالات العقول والأذهان السقيمة، كما هو مفصل في مواضعه من كتب أهل العلم.
12) عند سيد: كتب التفسير السابقة ركام لا بد أن يستنقذ القرآن منه:
يقول عن كتابه مشاهد يوم القيامة والتصوير الفني في اعتقادي أنني لم أصنع بهذا الكتاب، وبسابقه ولن أصنع بلواحقه إلا أن أرد القرآن في إحساسنا جديداً كما تلاه العرب أول مرة، فسحروا به أجمعين، فلا أقل من أن يعاد عرضه، وأن ترد إليه جدته، وأن يستنقذ من ركام التفسيرات اللغوية، والنحوية والفقهية، والتاريخية والأسطورية، أيضاً) .كتاب الخالدي (271) مشاهد القيامة ص(8).
أقول: إن بعض كتب التفسير دخلها الحديث الضعف أو الموضوع وكثير من الإسرائيليات فلو كانت الدعوة موجهة إلى هذا النوع من التنقية لكان حسناً أما دعوة سيد إلى إلغائها فإنها من أعظم ما يحول بين الناس وبين فقه كتاب ربهم ومعرفة ومعانيه ومقاصده وأحكامه والله المستعان.
خلاصة البحث:
أ) كشف سيد رحمه الله أهم سبب لخروجه عن منهاج السلف في كثير من مواضع الجدل في فكره؛ فقال في تفسير قول الله تعالى: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً* وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً} [الجن: 8-9]: ( فأما الذين يرون في هذا كله مجرد تمثيل لحفظ الله للذكر من الالتباس بالباطل، وأنه لايجوز أن يؤخذ على ظاهره، فسبب هذا عندهم [وعند سيد – كما تقدم – عفا الله عنا وعنه]( )؛ أنهم يجيئون إلى القرآن بتصورات مقررة سابقة في أذهانهم أخذوها من مصادر أخرى غير القرآن، [ بل من فكر الفلاسفة والمتصوفة والمعتزلة والأشاعرة والوثنيين] ثم يحاولون أن يفسروا القرآن وفق تلك التصورات، [ بل هم يحلِّون ما حرم الله من التشريع بغير إذنه، ويحرّمون ما أحل الله من التملك بغير العمل أو أكثر من الحاجة أو الضرب في الأرض ابتغاء فضل الله] … من أين جاؤوا بهذه المقررات التي يحاكمون إليها نصوص القرآن والحديث ؟ [من الفكر المبنيّ على الظّنّ ومن النّفس الأمّارة بالسوء ومن شياطين الجنّ والإنس].
إن الطريق الأمثل [بل الوحيد]... فَهْم القرآن وتفسيره [وفق بيان النبي صلى الله عليه وسلم ، وفَهْم وتفسير صحابته وتابعيهم في القرون المفضلة رضي الله عنهم أجمعين]، ومن ثم لا يُحَاكم القرآن والحديث لغير القرآن [والحديث بفهم الأئمة الأول]، ولا يُنْفَى شيء يثبته القرآن [والسنة] ولا يؤوّل، ولا يثبت شيء ينفيه القرآن [والسنة] أو يبطله، نقول هذا للمؤمنين بالقرآن، وهم مع ذلك يؤوّلون نصوصه لتوائم مقررات سابقة في عقولهم وتصورات سابقة في أذهانهم لما ينبغي أن تكون عليه حقائق الوجود ).
ثم كتب في الحاشية: ( وما أبرئ نفسي، إني فيما سبق من مؤلفاتي وفي الأجزاء الأولى من هذه الظلال، [بل وفي الأجزاء الوسطى والأخيرة كما تقدم] قد انسقت إلى شيء من هذا [وغيره]، وأرجو أن أتداركه في الطبعة الثانية إذا وفق الله، وما أقرره هنا هو ما أعتقده الحق بهداية من الله ). (في ظلال القرآن) (6/3730-3731- دار الشروق ـ الطبعة الشرعية).
وقد توفّاه الله قبل أن يتدارك ما تبيّنه من أخطائه وما لم يتبيّنه، ولا أظن ورثته هداهم الله وأخصّ مقدمهم أخاه الأستاذ محمد قطب يَسْلمُون من الإثم بإصرارهم على الاستئثار دونه بالمغنم من ريع الطباعة، ومشاركته أو الانفراد بالمغرم لنشر أخطاء بالغة تسيء إلى الإسلام والمسلمين أعلن رحمه الله العزم على الرجوع عن بعضها، وكذلك لا أظن القائمين على الطباعة والنشر في العالم المسلم يَسْلَمون من الإثم، إذا لم يتداركوا هذا الأمر، ويوقفوا نشر هذه الأخطاء، بل هذه الكتب وأمثالها جميعاً.
ب) ركز سيّد رحمه الله أكبر جهده واهتمامه على ما أسماه الحاكمية والتشريع؛ بما فيه اتباع التقاليد والأعياد، والعادات والأزياء مما لا يتجاوز الصغيرة إذا كان معصية، وأهمل أكبر الكبائر التي أحاطت به من المهد إلى اللحد لو وُجد اللحد في قبره: أوثان وأنصاب الجاهلية في كل زمان ومكان منذ قوم نوح: المزارات، والمشاهد، والمقامات، والأضرحة؛ أصل الأوثان والأصنام، بل هوّن ـ تجاوز الله عنا وعنه ـ مِنْ أَمْر الأوثان والأصنام التي أرسل الله جميع الرسل لهدمها بأنها ساذجة، لم يُشْرِك الأولون بسبب التقرب والاستشفاع بها إلى الله، ولم يُسْلموا بتركها واعتقاد أن لا إله إلا الله، والتعبد لله بأركان الإسلام – كما تقدم – خلافاً لمحكم الكتاب وصحيح السنة وصريحها ، وفقه أئمة القرون المفضّلة المعتَدّ بهم في الدّين.
ج) ركّز رحمه الله جهدَه وهمَّه على محاربة الثروة، وما تنتجه من فروق الطبقات، وأُنسِيَ قول الله تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [الزخرف: 32].
وقاده هذا الخطأ في الوقوع في عِرض عثمان ر، وعدد من كبار الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين، وتحريم ما أحل الله من الضرب في الأرض ـ ابتغاء فضل الله ـ والتملك بغير العمل.
وقاده هذا الخطأ إلى إباحة أو إيجاب نزع وتأميم الممتلكات المكتسبة شرعاً، والاستيلاء على نسبة من الربح أو رأس المال، وفرض الضرائب الخاصة والعامة، وشَرَع الثورة على الحاكم إذا فضّل بعض الناس في توزيع المال العام ، مع أنّ النبي صلى الله عليه و سلم فعله.
د) تناقض فكره رحمه الله واضطرب بَيْن إثبات وحدة الوجود (الصوفية الوثنية) ونفيها، وبَيْن موادّة الكافرين غير المحاربين ونفيها (باختلاف العقيدة)، وبَيْن الحث على التمتع بالحياة الدنيا إرضاءً لله ولمز صحابي مبشر بالجنة بأنه بنى دارة بالعقيق رفع سمكها وأوسع فضاءها، وبَيْن تقريره اتساع المال العام عن المقررات للناس في عهد عثمان ر وادعائه تفشّي الفقر والبؤس، ومثل هذا كثير في فكره يصعب إحصاؤه.
هـ) استند في غالب فكره على روايات الأخباريين والمؤرّخين بغير إسناد، وعلى رأيه في تفسير القرآن الذي صرّح بمخالفته للسلف منذ زمن تنزيله، بل استند في فقه الأحكام على رواية عن عبد الرحمن عزام عن قبيلة الطوارق تؤيد اشتراك الناس في المال، ونفى الحاجة إلى علوم الأزهر مستدلاً بأنه ألّف كتابين عن الإسلام دون الرجوع إليها (بل إلى الشعر الحديث، والأمثال الشعبية، وآراء الموسيقيين والرسامين والممثلين والمصورين في كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه).
و) لعل تأثيره في الأمة منذ تحول إلى ما أسماه بالفكر الإسلامي إلى اليوم أعظم من تأثير أي مسلم آخر، وبخاصة في قضايا الحكم والمال؛ وفي الجرأة على التكفير ومنازعة الأمر أهله؛ وقد نَفَّذ قادة الثورة المصرية فكره الاشتراكي من كتابَيه: (العدالة الاجتماعية في الإسلام)؛ و (معركة الإسلام والرأسمالية)، وكلاهما طُبِعَ قبلها؛ وبخاصة في مسائل نزع الممتلكات الخاصة الشرعية، وفكرة (العاطلين بالوراثة) عندما كان (يعمل مع قادتها ومع من يحيط بهم أكثر من اثنتي عشرة ساعة يومياً). (لماذا أعدموني ـ ص12-14).
وكان تأثير فكره واضحاً في وجود جماعات التكفير، وأحزاب التحرير والجهاد، لتركيزه على قضايا فكرية غير شرعية مثل: (لا طاعة لإمام غير عادل، ولو كان يُقِرُّ أن الحاكمية [العبودية عنده] لله وحده ويحكم بشريعة الله لكنه لا يعدل في الحكم؛ استناداً إلى روايات غير مسندة عن أبي بكر وعمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم ). (العدالة الاجتماعية ـ ص158 ـ دار الشروق1415). وفي هذا مخالفة صريحة لحديث الصحيحين عن جابر ر ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر، واليسر، والمنشط، والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى ألا ننازع الأمر أهله ).
ومثل تقريره أن (قاعدة الإسلام الأصلية في الحكم: اختيار المسلمين المطلق هو المؤهِّل الوحيد للحكم) المخالف لكل الولايات الشرعية في القرون المفضلة منذ عهد أبي بكر ر، والموافق لحكم الشعب في النظم (الديمقراطية القانونية العلمانية).
ز) و (نحن نقول: غفر الله لسيّد) إقدامه على تأويل كتاب الله بغير علم، ومخالفة فقهاء ومحدثي ومفسري هذه الأمة في المنهاج والأسلوب،