موقف الإخوان من مسائل التوحيد والإيمان
يقول الشيخ جاسم مهلهل الياسين في كتابه ( للدعاة فقط ) في ص: 34
" المنهج العقدي و الفقهي عند الإخوان
هو منهج سلفي صرف لا غبار عليه" .
ويقول أيضاً في ص: 94 (( دعوى أن الإخوان لا يملكون تصوراً عقائدياً واضحاً دعوى تفتقر إلى الأدلة وما ذكره الناقدون لا ينهض على الإستدلال فالشيخ البنا وضع في رسائله كثيراً من الأسس العقائدية الواضحة وهو في هذا يوجه إلى القرآن و السنة ففيهما حياة القلوب و شفاؤها)) أ هـ.
ولنا مع كلام الشيخ جاسم هذه الوقفة فنقول: نعم، الحق إن الإخوان لا يملكون تصوراً عقائدياً واضحاً، وكذلك منهج الإخوان ليس منهجاً سلفياً صرفاً...
وقولك بأن دعوى أن الإخوان لا يملكون تصوراً عقائدياً واضحاً دعوى تفتقر إلى الأدلة..لا يعني عدم وجود الأدلة،
بل هذه الأدلة ومن مؤلفات كبار ومنظري وثقات وقادة الإخوان و التي تبين أن جماعة الإخوان لا يملكون تصوراً عقائدياً واضحاً
1 – سعيد حوى: وهو من كبار منظري جماعة الإخوان: يقول في كتابه ( جولات في الفقهين الكبير و الأكبر)
الجولة الأولى ص: 22 ما نصه :" إن للمسلمين خلال العصور أئمتهم في الاعتقاد وأئمتهم في الفقه وأئمتهم في
التصوف و السلوك إلى الله عز وجل، فأئمتهم في الاعتقاد كأبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي.!!! "
ويقول سعيد حوى في كتابه أيضاً في الجولة الرابعة ص : 66 ما نصه :
((" وسلّمت الأمة في قضايا العقائد
لاثنين : أبي الحسن الأشعري، وأبي منصور الماتريدي.!!! "))
وهنا أسأل الشيخ جاسم : هل أصبحت أمة الإسلام في كل عصورها أشعرية و ماتريدية كما يزعم سعيد حوى؟!!
وأين ذهب أهل الحديث كالإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى و الإمام البخاري و غيرهم من صناديد السلف الذين
دافعوا عن العقيدة السلفية وردوا على أصحاب العقيدة الأشعرية و الماتريدية و غيرها من العقائد المخالفة، ومعلوم
أن العقيدة الأشعرية و الماتريدية عقيدة باطلة زائفة تقوم على تحريف كلام الله تبارك و تعالى و كلام رسوله
صلى الله عليه وسلم .
ونفي صفات الله سبحانه و تعالى و تجهيل السلف و عقائدهم.
فكيف نوفق بين كلامك الذي تقول فيه بأن عقيدة الإخوان عقيدة سلفية صرفة وبين كلام سعيد حوى الذي يدعي فيه بأن الأمة كانت ( أشعرية و ماتريدية)؟؟!!.
2 – الاستاذ عمر التلمساني
الذي تبوأ منصب الإرشاد العالم للإخوان المسلمين لمدة طويلة، كتب
كتاباً بعنوان ( شهيد المحراب عمر بن الخطاب) وقد ملأه بالدعوة إلى الشرك وعبادة القبور وجواز الاستغاثة بها
و التبرك بها ودعاء الله عندها وعدم جواز تشديد النكير على زوارها الذين يقومون بكل الأعمال السابقة، وإليك
نصوص عباراته في ذلك:
يقول في ص:225-226 ما نصه:" قال البعض إن رسول الله يستغفر لهم إذا جاؤوه حياً فقط، ولم أتبين
سبب التقييد في الآية عند الاستغفار بحياة الرسول وليس في الآية ما يدل على هذا التقييد" أ هـ
وهنا يزعم انه يجوز دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موته وطلب الاستغفار منه!!
ويقول التلمساني أيضاً في ص: 226 :" ولذا أراني أميل إلى الآخذ بالرأي القائل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر حياً
وميتاً لمن جاءه قاصداً رحابه الكريم" .
ويقول أيضاً في نفس الصفحة ما نصه:" فلا داعي إذن للتشدد في النكير على من يعتقد في كرامة الأولياء و اللجوء
إليهم في قبورهم الطاهرة و الدعاء فيها عند الشدائد، وكرامات الأولياء من أدلة معجزات الأنبياء".
ويقول أيضاً في ص : 231 ما نصه:" فما لنا و للحملة على أولياء الله و زوارهم و الداعين عند قبورهم" أهـ
وهكذا لم يبق شرك من شرك القبور إلا وقد أباحه في هذه العبارات( المرشد العام للإخوان المسلمين) ومن أجل هذا
الحب و الهيام بما يصنع عند القبور من شرك و كفر فإن التلمساني يقول :" فما لنا و للحملة على أولياء الله
وزوارهم و الداعين عند قبورهم ومقاماتهم".
و التلمساني يعلم بالطبع أن القبور في و التلمساني يعلم بالطبع أن القبور في مصر التي صدر منها هذا الكتاب ( شهيد المحراب عمر بن الخطاب) وكان
التلمساني مرشداً عاماً فيها يصنع فيها أعظم شرك عرفته الأرض وأكبر من شرك الجاهلية الأولى، فالقبور يطاف
بها ويطلب منها كل ما يطلب من الله، ومن الأولياء فيها إن كثيراً منهم مجموعة من الزنادقة الملحدين كأمثال
السيد البدوي، الداعية الفاطمي الزنديق الذي لم يحضر صلاة قط!! و الصوفية المحترقين كالشاذلي و الدسوقي و
القناوي، و غيرهم في كل قرية ومدينة!!
فهؤلاء هم الأولياء وهذه قبورهم التي يدعو إليها المرشد العام للإخوان المسلمين الذي يقول أيضاً في ص: 231
ما نصه(( ولئن كان هواي مع أولياء الله وحبهم و التعلق بهم ولئن شعوري الغامر بالأنس و البهجة في زياراتهم
ومقاماتهم بما لا يخل بعقيدة التوحيد ( هكذا زعم) فإني لا أروج لاتجاه بذاته فالأمر كله من أوله إلى آخره أمر
تذوق، وأقول للمتشددين في الإنكار هوناً ما فما في الأمر من شرك ولا وثنية ولا إلحاد)) أ هـ.
فماذا بعد هذا التمييع لأمر التوحيد و العقيدة حتى أصبح دعاء الأموات عند قبورهم في الشدائد أمر تذوق وليس فيه
شرك ولا وثنية كما يزعم المرشد العام للإخوان المسلمين،
هل المنهج الإخواني العقدي الذي يخرج أمثال التلمساني منهج سلفي لا غبار عليه ؟؟؟؟؟
وهل الجماعة التي تسمح أن يتصدر صفوفها ويكون مرشدها العام يقول هذا الكلام جماعة سلفية!!
تباً لهذه السلفية إن كان هذا هو نتا جها وهؤلاء هم رجالها و مرشدوها وقادتها!!
قال الشيخ العلامة حمود بن عبد الله التويجري حفظه الله في كتابه( الإجابة الجلية على الأسئلة الكويتية) ص:7-8
ما نصه:" وزعمهم أنه لا داعي للتشدد في الإنكار على من يعتقد كرامة الأولياء و اللجوء إليهم في قبورهم و
الدعاء فيها عند الشدائد.. و الجواب أن يقال : أما اللجوء إلى أهل القبور والاستنجاد بهم ودعاؤهم عند الشدائد فإنه شرك أكبر، وسواء في ذلك الاستنجاد بالنبي صلى الله عليه وسلم ودعاؤه و اللجوء إلى قبره، والاستنجاد بغيره من الأموات
ودعاؤهم و اللجوء إلى قبورهم فكله من الشرك الأكبر، وقد قال الله تعالى{ إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما
دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً} وفي ختام الإجابة قال الشيخ التويجري حفظه الله:"
فأي خير يحصل لمن يدعو غير الله ويلجأ إلى الأموات ويستغيث بهم عند الشدائد، لقد خاب و خسر من فعل ذلك" أهـ
وهنا أقول للأخ جاسم : كيف نوفق بين كلامك الذي تزعم فيه بأن عقيدة الإخوان المسلمين عقيدة سلفية وبين كلام
مرشدكم العام الذي يجيز الدعاء في الشدائد عند قبور الأولياء؟!!.
أليس هذا من الاضطراب العقدي عند الإخوان وعدم وجود المنهج العقدي الواحد الموحد الذي تتبناه جماعة الإخوان
المسلمين.. وبعد هذا تقول بأن عقيدة الإخوان عقيدة سلفية لا غبار عليها!!! .
3 – الاستاذ مصطفى السباعي المرشد العام للإخوان المسلمين في سوريا
في مجلة ( حضارة الإسلام)
عدد خاص بمناسبة وفاة مصطفى السباعي
ص: 562-563(مناجاة بين يدي الحبيب الأعظم) : من
قصيدة نظمها الراحل ( أي مصطفى السباعي) في الروضة الندية قرب المنبر النبوي الشريف بعد صلاة العصر
في اليوم العاشر من محرم 1284هـ وتلاها يرحمه الله أمام الحجرةالنبوية قبل الحج و بعده :
يا سائق الظعـن نـحو البيت و الحرم ...... و نحو طيبـة تبغـي سيـد الأمـم
إن كان سعـيـك للمختار نافلــة ........ فسعي مثلي فرض عند ذي الهمــم
يا سيدي يا حبيـب الله جئـت إلـى ....... أعتاب بابك أشكو البرح مـن سقمي
يا سيدي قد تمادى السقـم في جسدي ..... من شـدة السقـم لم أغفـل ولم أنم
الأهـل حولي غـرقى في رقـادهـم ...... أنا الوحـيد الذي جفاه النوم من ألم
قد عشـت دهـراً مديـداً كله عمل ....... و اليوم لا شيء غير القـول و القلم
يا سيدي طال شوقي للجهـاد فهـل ........ تدعو لي الله عوداً عـالي العـلــم
وبعد هذه القصيدة التي نظمها وقالها السباعي عند قبر النبي أقف قليلاً مع الأخ جاسم و أسأله : هل وقوف
السباعي وهو مرشد الإخوان في سوريا أمام قبر النبي وبث شكواه من مرضه إلى النبي من دون الله من
منهج الصحابة رضي الله عنهم أو من منهج سلف الأمة رحمهم الله تعالى؟!!.
4 – اسماعيل الشطي : رئيس تحرير مجلة المجتمع ( اللسان الناطق للإخوان المسلمين في الكويت) قال في
مسجد ( العلبان) في إحدى الليالي وهو يتحدث عن العقيدة:" لا أدري كيف أُثبت لله يداً " . بالرغم من إن
اسماعيل الشطي ليس مرشداً للإخوان إلا أنه يتصدر مجلتهم و يتكلم باسمهم ..
وهنا أسأل الأخ جاسم وأقول له :
هل إنكار اسماعيل الشطي الذي هو من كبار الإخوان المسلمين في الكويت ( أن يكون لله يد) من العقيدة السلفية في
شيء؟!! .
قال الشيخ العلامة حمود بن عبد الله التويجري حفظه الله في كتابه ( الإجابة الجلية على الأسئلة الكويتية) ص: 24
ما نصه :" التاسع: إنكار بعضهم توحيد الأسماء و الصفات وانكاره أن يكون لله يد .. الجواب أن يقال: من انكر
توحيد الأسماء و الصفات فهو جهمي، ومن أنكر أن يكون لله يد أو أنكر غير ذلك من أسماء الله وصفاته فهو
جهمي، وقد صرح كثير من أكابر العلماء في زمان أتباع التابعين ومن بعدهم بتكفير الجهمية واخرجهم من الثنتين
و السبعين فرقة من فرق هذه الأمة و الكلام في تكفيرهم مذكور في كتاب السنة لعبد الله بن الإمام احمد و غيرها
من كتب السنة، وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في الكافية الشافية :
ولقـد تقلـد كفرهم خمســون في عشر من العلماء في البلـــدان
و اللالكائـي الإمام حكـاه عنهــم بل حكـاه قبلـه الطبرانــي
فذكر أن خمسمائة من العلماء تقلدوا القول بتكفير الجهمية أ هـ.
وهنا أسأل الأخ جاسماً فأقول له: أليست هذه عقيدة الجهمية فكيف نوفق بين إدعاءك بأن عقيدة الإخوان المسلمين
عقيدة سلفية وبين عقيدة اسماعيل الشطي في انكار بعض صفات الله سبحانه وتعالى، ثم أليس هذا من عدم الوضوح
العقائدي عند منهج الإخوان المسلمين ؟!!!.
5 – الاستاذ عمر التلمساني في كتابه
( بعض ما علمني الإخوان المسلمين) ص: 17
:"ذكر قوله تعالى { و
السموات مطويات بيمينه} فقال:
وأن هذه اليمين التي تشير إليها الآية الكريمة هي التمكن من طي السموات و
الأرض أي القدرة التي تفعل ماتشاء كيفما تشاء عندما تشاء" أهـ
وهنا أسأل الأخ جاسماً : أليست هذه عقيدة الأشاعرة في باب أسماء الله جل وعلا وصفاته؟! ثم أليست هذه عقيدة
المرشد العام للإخوان المسلمين.. فكيف تقول بأن عقيدة الإخوان المسلمين عقيدة سلفية لا غبار عليها واسماعيل
الشطي ينكر بعض صفات الله عز وجل كالجهمية
والاستاذ التلمساني المرشد العام للإخوان المسلمين يؤول أسماء الله وصفاته مثل الأشاعرة ..
وبعد ذلك تقول بأن عقيدة الإخوان عقيدة سلفية صرفة لا غبار عليها؟؟!! .
( من كتاب وقفات للشيخ محمد بن سيف العجمي )