بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أمابعد...
ذكر فضيلة الشيخ ربيع بن هادي-حفظه الله-في كتابه النافع(عون الباري ببيان ماتضمنه شرح السنة للإمام البربهاري)(252/1):
ّ[الرد على من يستدل بقصة خياليةتنسب إلى أمير المؤمنين عمر وسلمان رضي الله عنهما]
وهي:قال ابن قتيبة(ت276هـ)في((عيون الأخبار))(55/1):
((قال العتبي:بعث إلى عمر بحلل فقسمها،فأصاب كل رجل ثوب،فصعد المنبر وعليه حلة،والحلة ثوبان،فقال:أيها الناس ألا تسمعون.فقال سلمان:لانسمع.قال:ولم يا أباعبدالله؟قال:لأنك قسمت علينا ثوباً ثوباً وعليك حلة.قال:لاتعجل يا أباعبدالله.ثم نادى:ياعبدالله.فلم يجبه أحد،فقال:ياعبدالله بن عمر.قال:لبيك يا أميرالمؤمنين.قال:نشدتك بالله،الثوب الذي اتزرت به هو ثوبك؟قال:اللهم نعم.فقال سلمان رضي الله عنه:أما الآن فقل نسمع)).
هكذا نقلها بدون إسناد.ونقلها ابن دريد في((الأمالي))برقم(132)بدون إسناد.ونقلها ابن الجوزي في ((صفة الصفوة))(535/1)بدون إسناد أيضاً.
وتدفع هذه الأسطورة من وجوه: الأول_أنها ليس لها إسناد من العتبي إلى عمر وسلمان-رضي الله عنهما-وبينه وبينهما مفاوز تنقطع دونها أعناق الإبل.
الثاني_أن هذا العتبي مجهول،وحتى لو ذكر اسمه،فإنه لا قيمة لهذه القصة المجردة من الإسناد.
الثالث_الواجب تنزيه عمر وسلمان وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن هذا المنهج الفوضوي الذي يخالف المنهج القرآني والنبوي في وجوب طاعة أولي الأمر ماداموا يصلون، فكيف بعمر بن الخطاب الذي ملأ الأرض عدلاً.
الرابع_أن هذه القصة تصور الصحابة في صورة لايقوم عليها دين ولا دولة.
أبمجرد أن يرى أحد الصحابة على أمير المؤمنين ثوباً يحتاجه يقول:لاسمع لك علينا ولاطاعة،ويقع الخليفة في قفص الإتهام،لايخرجه منه إلاشاهد عدل أنه قد تبرع بهذا الثوب،فكيف ستكون النتيجة لو كان عبدالله بن عمر غائباً في غزوة أو غيرها؟!!.
الخامس_أن هذه القصة تخالف مذهب عمر وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في التفضيل في العطاء،فيعطي بعضهم خمسة آلاف وبعضهم أربعة،وبعضم اثني عشرة ألفاً،وبعضهم خمسمائة وثلاثمائة على أساس الرجل وبلائه في الإسلام،والرجل وقدمه في الإسلام،والرجل وحاجته في الإسلام،فبلاء عمر في الإسلام وقدمه فيه وحاجته وكانته كل ذلك لم يشفع لعمر في ثوب يحتاجه لاعند سلمان ولاعند غيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم,ونسوا ما إتفقوا عليه ن جواز التفضيل مراعاة لمنازل الرجال؟!!.
السادس_كيف يفرح مسلم عاقل بهذا المبدأ الثوري الخطير الذي لاتعيش عليه أمة,ولايقوم عليه دين بناءً على هذه القصة الباطلة,لعلها من صياغة أعداء الإسلام لتدمير الإسلام والمسلمين.