السؤال:
شخص يقاطع أبويه بحجة أنهما مطلقان و لا يستطيع التأقلم مع أبيه ،فهل نهجره بعدما نصحناه ؟ وجزاكم الله خيرا .
الجواب:
بسم الله و الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وبعد ، لا، لا تهجروه؛ لأن هذه المخالفة وهي عدم بره لأمه وأبيه لا تتعدى. الذي يهجر هو من كانت معصيته تتعدى مثل أصحاب البدع ،أو بعض المعاصي مثل الغناء وشرب الخمور،فإذا لم تهجر هؤلاء لعلك في يوم تقع في مثل ما وقعوا فيه ،وتفعل مثل فعلهم، أو يدعوك إلى أن تفعل، أما هذا فمعصيته لا تتعدى ، ولكن استمر في نصيحته وبين له الأدلة الشرعية ، وليتق الله فإن أمه وأباه بابان له إلى الجنة فكونه يبتعد عن هذين البابين ، أو يوصدهما فيما بينه وبين الله عز وجل فقد أوصد باباً من أبواب الجنة على نفسه وهذا لا يفعله إلا المحروم والعياذ بالله ،ثم معلوم أن هذه المسألة ـ مسألة عقوق الوالدين ـ مما قضى الله عز وجل وجرت به السنة أنه يرى أثرها وعقابها في الدنيا قبل الآخرة ، فيقال له اتق الله واستغل حياة الوالدين وبرهما واخدمهما ، أما كونك لا تستطيع أن توفق بينها ، فلا مانع من أن تبر كلاً منهما على حدة ، فاتق الله وقم بخدمتهما واطلب رضاهما فإن رضاهما من رضا الله تبارك وتعالى.
منقول من موقع الشيخ
http://www.mandakar.com/FatawaDetails.asp?ID=194