وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
يقول المعجم الوسيط الذي أعده مجمع اللغة العربية بالقاهرة:
"الخصيصة: الصفة التي تميز الشيء و تحدده. (ج) الخصائص".
إذا فالخصائص جمع الخصيصة, و هذا كما ذكره المجيبون السابقون.
إنما أريد أن أضيف إلى ذلك أن كلمة الخصائص لغويا تراعي معنى انفراد شيء بصفة, و لكن هذا القيد في كثير من الأحيان لا يراعى, فيعربون كلمة "properties" بالخصائص في البرامج الحاسبية, ولكن إذا أخذنا بعين الاعتبار اللغة الفصحى وحدها, فالاستعمال الصحيح هو كما ورد في المعجم الوسيط و كما تفضل به المجيبون.
عمل - مثلا - جلال الدين السيوطي - برد الله مضجعه - كتابا سماه بالخصائص الكبرى, و أورد فيه الصفات التي يتميز بها النبي محمد - صلى الله عليه و سلم - دون غيره, و يقول في مستهل كتابه - على سبيل المثال - : "بَاب خُصُوصِيَّة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِكَوْنِهِ أول النَّبِيين فِي الْخلق وَتقدم نبوته واخذ الْمِيثَاق عَلَيْهِ"
وكذلك صنف (ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري) كتابا عنونه "بغاية السول في خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم". وقال في بدايته :
"وَاعْلَم أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اخْتصَّ بواجبات ومحرمات ومباحات وفضائل فَهَذِهِ أَرْبَعَة أَنْوَاع
النَّوْع الأول".
فيتضح من هذين المثالين أن الاستمعال الفصيح لهذه الكلمة هو أن يكون بمعنى المميز.
ثم نعرف أن اللغة العربية أثرت في اللغتين الفارسية و الأردية, و تلقت هاتان اللغتان هذه الكلمة من بين ما تلقتا من المفردات العربية, وأثناء ذلك, غيرتا مدلولها اللغوي, فنجد الناطقين باللغة الأردية يستخدونها بمعنى الصفة مطلقا , وتوسعوا في مدلولها, فمثلا يقولون لمميزات الأبواب الصرفية: "خصائص الأبواب".
وأما كلمة سمات فتعني صفات
والله أعلم,
م.ن