• - قال الإمام ابن القيم
• - رحمه الله تبارك و تعالى - :
• - فلو كان الدعاء عند القبور والصلاة عندها والتبرك بها فضيلة أو سنة أو مباحاً ، لنصب المهاجرون والأنصار هذا القبر علما لذلك ، ودعوا عنده ، وسنوا ذلك لمن بعدهم ولكن كانوا أعلم بالله ورسوله ودينه من الخلوف التى خلفت بعدهم ، وكذلك التابعون لهم بإحسان راحوا على هذا السبيل ، وقد كان عندهم من قبور أصحاب رسول الله صلى الله تعالى وآله وسلم بالأمصار عدد كثير ، وهم متوافرون ، فما منهم من استغاث عند قبر صاحب ، ولا دعاه، ولا دعا به ، ولا دعا عنده ، ولا استشفى به ، ولا استسقى به ، ولا استنصر به ، ومن المعلوم أن مثل هذا مما تتوفر الهمم والدواعى على نقله ، بل على نقل ما هو دونه ، وحينئذ ، فلا يخلو ، إما أن يكون الدعاء عندها والدعاء بأربابها أفضل منه في غير تلك البقعة ، أولا يكون ، فإن كان أفضل ، فكيف خفي علمًا وعملاً على الصحابة والتابعين وتابعيهم ؟ فتكون القرون الثلاثة الفاضلة جاهلة بهذا الفضل العظيم ، وتظفر به الخلوف علمًا وعملاً ؟ ولا يجوز أن يعلموه ويزهدوا فيه ، مع حرصهم على كل خير لا سيما الدعاء ، فإن المضطر يتشبث بكل سبب ، وإن كان فيه كراهة ما ، فكيف يكونون مضطرين فى كثير من الدعاء ، وهم يعلمون فضل الدعاء عند القبور، ثم لا يقصدونه ؟ هذا محال طبعاً وشرعاً .
📜【 إغاثة اللهفان (204/1) 】
༄༅༄༅༄༅❁✿❁ ༄༅༄༅༄