الإيمان بالحوض
والإيمان بالحوض وأن لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حوضًا يوم القيامة ترد عليه أمته، عرضه مثل طوله، مسيرة شهر، آنيته كعدد نجوم السماء، على ما صحت به الأخبار من غير وجه.
نعم، من أصول السنة الإيمان بالحوض، وأن لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حوضًا يوم القيامة يرد عليه أمته، عرضه مثل طوله، مسيرة شهر، عرضه مسيرة شهر وطوله مسيرة شهر، آنيته كعدد نجوم السماء، على ما صحت به الأخبار من غير وجه، فالإيمان بالحوض من عقيدة أهل السنة والجماعة ومن أصول السنة، والحوض حوض لنبينا -صلى الله عليه وسلم- في موقف القيامة، يصب فيه ميزابان من نهر الكوثر من الجنة، الحوض في الأرض في موقف القيامة، والجنة فوق، تصب فيه في الحوض ميزابان من أهل الجنة، هذا الحوض كما ذكر المؤلف -رحمه الله- جاءت النصوص بوصفه:
أولًا: هذا الحوض يكون يوم القيامة في موقف القيامة.
ثانيًا: أنه ترد عليه أمته يوم القيامة للشرب.
ثالثًا: عرضه مثل طوله مسافة شهر، طوله مسافة شهر، وعرضه مسافة شهر.
رابعًا: آنيته - يعني: الكيزان الأواني التي يشرب فيها - عدد نجوم السماء، على ما صحت به الأخبار من غير وجه، وجاء أيضًا في وصفه أنه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وأبرد من الثلج، وأطيب ريحًا من المسك، وأن من شرب منه فإنه لا يظمأ حتى يدخل الجنة. نسأل الله الكريم من فضله.
وروى الشيخان البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمرو، قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، من شرب منها فلا يظمأ أبدًا وقد جاء وصف الحوض في أحاديث كثيرة، وجاء في بعض الأحاديث بيان المسافة وأن طوله ما بين صنعاء إلى المدينة، وفي بعضها ما بين الشام إلى المدينة، وفي بعضها ما بين جرباء إلى أذرع. اختلفت بعض المسافة طويل، وبعضها قصير، اختلف العلماء في هذا، قال بعضهم: يجمع بينهما بأن المسافة القصيرة للعرض والمسافة الطويلة للطول، وقال بعضهم: إن هذا يختلف باختلاف السير، وأن المسافة الطويلة لقطع المسافة السريعة إذا كان للجاد في السير، والمسافة القليلة لغير الجاد في السير.
وأنكرت الخوارج والمعتزلة الحوض، أنكروا أن يكون حوض النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أن الأحاديث متواترة، وهذا من جهلهم وضلالهم، ولهذا قال العلماء ومنهم الطحاوي في عقيدته: حري بمن أنكر الحوض أن يحرم منه يوم القيامة جزاءً وعقوبة، عقوبة له، أخلِق بمن أنكره أن لا يرد عليه وقد ثبت.
من أصول السنة للشيخ عبد العزيز الراجحي