علاج الوسواس القهري
إنَّ الله -جلَّ وعلا- علَّمنا في كتابه الكريم الاستعاذة من آثار الوسوسة والموسوسين، وأنزل سورة عظيمة ذكر فيها أمر الله -جلَّ وعلا- لنبيه -صلى الله عليه وسلم- بالاستعاذة من الوسواس.
وينبغي لمن ابتلي بذلك:
* أن لا يصرفه الوسواس عن شيء من أمور آخرته.
* وأن يعتمد على الله -جلَّ وعلا- ثم على العزيمة -الإرادة القوية-؛ بأن لا يلتفت إلى هذه الخواطر؛ فإنَّ الإنسان إذا استسلم لها؛ أفسدت عليه حياته، وأربكته في أموره كلها.
فالشيطان لا يأتي لابن آدم يوسوس له في شراء حاجات، أو بيعها، أو إنفاق في وجوه السوء والضلال؛ وإنَّما يسعى لإفساد حياته الدينية: في صلاته، ووضوءه، حتى يسعى ليذكره أثناء الصلاة ، ما لم يكن يذكره خارجها.
* يُشْرَع للمرء أن يهتم بالاستعاذة بالله -سبحانه وتعالى- من الشيطان الرجيم ووساوسه، ووساوس أعماله من شياطين الجن والإنس.
* أن لا يظن أنَّ ما أصابه أشد شيء في هذا المقام، فما من بلية إلَّا ويكون وقد يكون في الناس ما هو أشق منها، وما من نعمة إلَّا وقد يكون الله -جلَّ وعلا- منح غيرك نعمةً أجلَّ منها، ففضل الله ونِعمُه لا حدود لها، وابتلاء البشر متنوع، وقد تكون أنواع من الابتلاء تنطوي على الخير والمصلحة للعبد ، فيحسُن التوكل على الله، وأن يكثر الالتجاء إليه والفزع إلى عفوه ورحمته.
* أن يعقد العزم في الوضوء، بأن لا يتراجع إلى إعادته مهما لُبِّس له، حتى لو رأى أنَّ العضو يبدو أنَّه لم يصله الماء؛ فلا يلتفت، فإن الماء إذا زلَّ بسرعة، سَرُع التبخر إلى موقع إصابة الماء، فظنَّ أنَّه لم يصبه الماء.
* الأخذ بما ثبت في السنة عن الوضوء، فأكثره لسائر الأعضاء ثلاث مرات، وما زاد عن الثلاث؛ فوسوسة فلا بد من تجنُّبه.
* أن يكثِر من قراءة الأذكار التي يستعين بالله ثم بها على طرد الشيطان.
* عندما يذكر الذِّكر ينبغي أن يرفع صوته بذلك بحيث يُسْمِع من كان عنده في المكان، فإنَّ ذلك مطردة الشيطان؛ لأنَّ الشيطان لا يجالس أهل الذكر أثناء ذكرهم، ولو أننا في كلِّ مجلس من مجالسنا نكثر من سبحان الله وبحمده لا إله إلَّا الله بحيث نُسمِع من معنا؛ لكان ذلك عاملًا قويًا في طرد الشيطان عن المجالسة، فليجتهد الإنسان في هذه الأمور.
* أن يوطِّن نفسه على أنه سوف ينجح بإذن الله في معالجة هذا الأمر ، مع ما قد يأخذ به المرء من العلاجات الطبية ومن العقاقير التي عُلِم أنَّها مفيدة، ويجمع بينها وبين الأدعية والأذكار والعلاج الطبي الشرعي، ولا يظن أنَّ النجاح إنَّما أتى من العقاقير والأدوية، بل يجزم أن تفاعل العلاجين كان سببًا -بإذن الله- لزوال ما قد أصابه، وكلما أحسَّ بخفة من هذه الآثار؛ جدَّد الشكر لله على ما مَنَّ به.
* الثقة بأنَّ الله -جلَّ وعلا- هو كاشف الضرِّ والبلوى.
مادة صوتية مفرغة للشيخ صالح اللحيدان -حفظه الله-
منقول