السلام عليكم و رحمة الله
من عيون الشعر
ومما ينسب إلى الإمام أبي عبد اللَّه محمد بن إدريس الشَّافعيِّ رحمه الله تعالى
1 - سَيُفْتَحُ بَابٌ إِذَا سُدَّ بَابُ * نَعَمْ، وَتهُونُ الأُمُورُ الصِّعَابُ
2 - وَيتَّسِعُ الحَالُ مِنْ بَعْدِ مَا * تَضِيقُ المَذَاهِبُ فِيهَا الرِّحَابُ
3 - مَعَ الهَمِّ يُسْرَانِ هَوِّنْ عَلَيْكَ * فَلاَ الْهَمُّ يُجْدِي، وَلاَ الاكْتِئَابُ
4 - فَكَمْ ضِقْتَ ذَرْعاً بِمَا هِبْتَهُ * فَلَمْ يُرَ مِنْ ذَاكَ قَدْرٌ يُهَابُ
5 - وَكَمْ بَرَدٍ خِفْتَهُ مِنْ سَحَابٍ * فَعُوفِيت، وَانْجَابَ عَنْكَ السَّحَابُ
6 - وَرِزْقٍ أَتَاكَ وَلَمْ تَأْتِهِ * وَلاَ أَرَّقَ العَيْنَ مِنْهُ الطِّلابُ
7 - وَنَاءٍ عَنٍ الأَهْلِ مِنْ بَعْدِ مَا * عَلاهُ مِنَ المَوْجِ طَامٍ عُبَابُ
8 - إِذَا احْتَجَبَ النَّاسُ عَنْ سَائِلٍ * فَمَا دُونَ سَائِلِ رَبِّي حِجَابُ
9 - يَعُودُ بِفَضْلٍ عَلَى مَنْ رَجَاهُ * وَرَاجِيهِ فِي كُلِّ حِينٍ يُجَابُ
10 - فَلاَ تَأْسَ يَوْماً عَلَى فَائِتٍ * وَعِنْدَكَ مِنْهُ رِضَىّ وَاحْتِسَابُ
11 - فَلاَ بُدَّ مِنْ كَوْنِ مَا خُطَّ فِي * كِتَابِكَ، تُحْبَى بِهِ أَوْ تُصَابُ
12 - فَمَنْ حَائِلٌ دُونَ مَا فِي الكِتَابِ * وَمَنْ مُرْسِلٌ مَا أَبَاهُ الكِتَابُ؟
13 - إِذَا لَمْ تَكُنْ تَارِكَاً زِينَةٌ * إِذَا الْمَرْءُ جَاءَ بِهَا يُسْتَرابُ
14 - تَقَعْ فِي مَوَاقِع تردى بِهَا * وَتَهْوَى إِلَيْكَ السِّهَامُ الصّيَابُ
15 - تَبَيَّنْ زَمَانَكَ ذَا واقْتَصِدْ * فَإِنَّ زَمَانَكَ هَذَا عَذَابُ
16 - وَأَقْلِلْ عِتَابَاً فَمَا فِيهِ مَنْ * يُعَاتِبُ حِينَ يَحِقُّ العِتَابُ
17 - مَضَى النَّاسُ طُرّاً وَبَادُوا سِوَى * أَرَاذِل عَنْهُمْ تُجَلُّ الكِلاَبُ
18 - يُلاَقِيكَ بِالبِشْرِ دَهْمَاؤُهُمْ * وَتَسْلِيمُ مَنْ رَقَّ مِنْهُمْ سِبَابُ
19 - فَأَحْسِنْ، وَمَا الحُرُّ مُسْتَحْسِنٌ * صِيَانٌ لَهُمْ عَنْهُمُ وَاجْتِنَابُ
20 - فَإِنْ يُغْنِهِ اللّه عَنْهُمْ يَفرْ * وَإِلاَّ فَذَاكَ فِيْمَا الخَطَا وَالصَّوابُ
21 - فَدَعْ مَا هَوَيتَ، فَإِنَّ الهَوَى * يَقُودُ النُّفَوسَ إِلَى مَا يُعَابُ
22 - وَمَيِّزْ كَلاَمَكَ قَبْلَ الكَلاَمِ * فَإِنَّ لِكُلِّ كَلاَمٍ جَوَابُ
23 - فَرُبَّ كَلامٍ يَمُضُّ الحَشَا * وَفِيهِ مِنَ المَزْحِ مَا يُسُتَطَابُ