قولهم من المتوفى؟ وتوفي فلان
قال الحريري في درة الغواص في أوهام الخواص (ص 290):
((أما الْمَيِّت الَّذِي توفاه الله، أَي أَمَاتَهُ فَيُقَال لَهُ الْمُتَوفَّى (بِالْألف الْمَقْصُورَة) وَهُوَ اسْم الْمَفْعُول من غير الثلاثي. ... وَمِمَّا يذكر فِي هَذَا السِّيَاق مَا رَوَاهُ أحد اللغويين، فَقَالَ: مَرَرْت فِي طريقي فَرَأَيْت جَنَازَة تشيع، وَسمعت رجلا يسْأَل: من المتوفي (بِالْيَاءِ) فَقلت لَهُ: الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فَضربت حَتَّى كدت أَمُوت)).
وفي محاضرات الأدباء (1 /90) قال الأصبهانيّ:
((ومرَّ رجلٌ بدار ميِّتٍ فقال: مَنِ المُتَوَفِّي؟. فقالَ له رجلٌ: اللّهُ. فقالَ له: يا كافر، اللّهُ يموتُ؟!. فقالَ: لعلَّكَ تُرِيدُ المُتَوَفَّى؟)).
وقال السخاوي في فتح المغيث بشرح ألفية الحديث في باب تواريخ الرواة و الوفيات (4/ 347):
((يقع في كلامهم: فلان المتوفى، وأنت في فتح الفاء وكسرها بالخيار، والكسر موجه بالمتوفي لمدة حياته، ويشهد له قوله تعالى: {والذين يتوفون منكم} على قراءة علي في فتح الياء، أي: يستوفون آجالهم، وإن حكي أن أبا الأسود الدؤلي كان مع جنازة فقال له رجل: من المتوفي؟ بكسر الفاء، فقال: الله. وإنها كانت أحد الأسباب الباعثة لأمر علي له بالنحو، فقد قيل يعني على تقدير صحة الحكاية: إنه اقتصر على ما يحتمله فهمه ويتعقله خصوصا، وهو القائل: حدثوا الناس بما يعرفون)).
وجاء في معجم الصواب اللغوي (1/ 271):
((الأفصح أن يقال: تُوُفِّي فلان بالبناء للمجهول؛ لأن الذي يتوفى الأنفس هو الله، ومنه قوله تعالى: {وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى}، ولكن قرئت الآية بالبناء للمعلوم، على توجيه أن «توفَّى» بمعنى استوفى أجله، ومجيء «تفعَّل» بمعنى «استفعل» منصوص عليه في كتب النحاة، وهو ما دعا مجمع اللغة المصري إلى قبول هذا التعبير)).
وجاء أيضا في معجم الصواب اللغوي (1/ 660):
((«مُتَوَفًّى» بفتح الفاء المشددة اسم مفعول من «توَفَّي»؛ لأنه يقال: تُوُفِّىَ فلانٌ ببناء الفعل للمجهول؛ لأنَّ الذي يتوفى الأنفسَ هو الله، قال تعالى: {وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى} بالبناء للمجهول، ولكن قرئت الآية بالبناء للمعلوم، على توجيه أنَّ «تَوَفَّى» بمعنى استوفى أجله، ومجيء «تَفَعَّل» بمعنى «استفعل» وارد عن العرب، وقد نصَّ عليه النحاة، وأجازه مجمع اللغة المصري)).
وسئل الشيخ العثيمين كما في المناهي اللفظية (ص106):
((88-سئل فضيلة الشيخ: عن قول الإنسان إذا شاهد جنازة: (من المتوفي) بالياء؟ . فأجاب بقوله: الأحسن أن يقال من المتوفى وإذا قال من المتوفي؟ فلها معنى في اللغة العربية، لأن هذا الرجل توفى حياته وأنهاها)).