🔴 فائدة: مراتب الناس في المصائب.
◾ قال العلامة العثيمين رحمه الله:
• إذا كان المقضي لا يلائم النفوس بل يؤلمها كالمرض فالإنسان إذا قضى الله عليه بمرض، فإن المرض غير ملائم للنفوس، فإن الناس فيه على أربع مراتب:
• المرتبة الأولى : مرتبة السخط :
بأن يسخط هذا الذي قضاه الله، وعلامة السخط أن يقول قولا منكرا، أو يفعل فعلا منكرا.
مثال القول : أن يقول : يا ويلاه، ويا ثبوراه، وما أشبه ذلك من الكلمات التي تنبئ عن التسخط.
وأما الفعل المنكر فمثل لطم الخدود، وشق الجيوب، ونتف الشعور، والقفز حتى يسقط على الأرض، وما أشبه ذلك، فهذا تسخط فعلي، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : "ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية" ، فالأولان فعلان والثالث قول.
•المرتبة الثانية : مرتبة الصبر :
بأن يتألم الإنسان نفسيا ولكنه يصبر، فلا يشق ثوبا، ولا يلطم خدا، ولا يقول منكرا، وهذه المرتبة واجبة، أي أنه يجب على الإنسان أن يصبر إذا أصيب بالمصائب.
•المرتبة الثالثة : الرضا:
أي يرضى بقضاء الله عز وجل، والرضا معناه أن يكون مطمئنة منشرح الصدر بما قضى الله عز وجل، لا يتألم نفسيا، رغم أنه يكره هذا الشيء الذي أصابه ولا شك ؛ لأنه لا يلائم النفوس، لكنه لا يتألم نفسيا؛ بل يقول : هذا قضاء الله ، وأنا من جملة ملك الله عز وجل، له أن يفعل في ما شاء، ويطمئن بذلك.
✅وعلامة الرضا أنك لو سألته: هل تأثرت بما قضى الله عليك؟ لقال : لا؛ لأني أعلم أن الله لا يقدر لي شيئا إلا كان خيرا لي، فأنا مؤمن، والله لا يقضي لعبده المؤمن قضاء إلا كان خيرا له.
•المرتبة الرابعة : مرتبة الشكر : وهذه المرتبة أعلى من التي قبلها؛ لأنها رضا وزيادة .
فإذا قال قائل : كيف يشكر الله على المصيبة؟ قلنا: يشكر الله على المصيبة لأنه يعلم أن ثوابها وأجرها إذا صبر واحتسب الأجر أكثر من مصيبتها، فيشكر الله على هذا؛ لأن ما يترتب عليه من الخير أكثر مما يترتب عليه من الأذى، فمن هذه الناحية يشكر الله، وقد قال بعض أهل العلم رحمهم الله : إن هذه المرتبة أعلى من التي قبلها، أي من الرضا.
فهذا حكم الرضا بالمقضي.
🎙 الدرس السابع عشر من شرح العقيدة السفارينية للشيخ العلامة العثيمين رحمه الله بتصرف يسير.
https://t.me/ibnethaimin