قال الإمام أبو عمر ابن عبد البرّ في كتابه (جامع بيان العلم) (98ط ابن حزم):
وقال الحلواني: وحدثنا يزيد بن هارون ، قال حدثنا جرير بن حازم ، قال سمعت يعلى بن حكيم ؛ يحدث عن عكرمة عن ابن عباس-رضي الله عنه- قال: لما قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا شاب ، قلت لشاب من الأنصار: يا فلان ؛ هلم فلنسأل أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، ولنتعلم منهم فإنهم كثير.
قال : العجب لك يا ابن عباس ! أترى الناس يحتاجون إليك وفي الأرض من ترى من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- !.
قال : فتركت ذلك ، وأقبلت على المسألة وتتبع أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، فإن كنت لآتي الرجل في الحديث يبلغني أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجده قائلا ؛ فأتوسد ردائي على بابه تسفي الريح على وجهي حتى يخرج ، فإذا خرج ؛ قال: يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك !، فأقول: بلغني حديث عنك أنك تحدثه عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأحببت أن أسمعه منك، قال : فيقول فهلا بعثت إلي حتى آتيك ، فأقول: أنا أحق أن آتيك.
فكان الرجل بعد ذلك يراني وقد ذهب أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم -واحتاج الناس إلي فيقول : كنت أعقل مني،أهـ.
قلت-السلمي-: هذا إسناد صحيح .