#تفسير_سورة_الكهف_للسعدي
●الآية(94-96)
قال تعالى:
﴿قَالُوا۟ يَـٰذَا ٱلۡقَرۡنَيۡنِ إِنَّ يَأۡجُوجَ وَمَأۡجُوجَ مُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَهَلۡ نَجۡعَلُ لَكَ خَرۡجًا عَلَىٰۤ أَن تَجۡعَلَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَهُمۡ سَدࣰّا﴾ [الكهف 94]
🖋﴿إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ْ﴾ بالقتل وأخذ الأموال وغير ذلك.﴿فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا ْ﴾ أي جعلا ﴿عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ْ﴾ ودل ذلك على عدم اقتدارهم بأنفسهم على بنيان السد، وعرفوا اقتدار ذي القرنين عليه، فبذلوا له أجرة، ليفعل ذلك، وذكروا له السبب الداعي، وهو: إفسادهم في الأرض، فلم يكن ذو القرنين ذا طمع، ولا رغبة في الدنيا، ولا تاركا لإصلاح أحوال الرعية، بل كان قصده الإصلاح، فلذلك أجاب طلبتهم لما فيها من المصلحة، ولم يأخذ منهم أجرة، وشكر ربه على تمكينه واقتداره
▪﴿قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيۡرࣱ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجۡعَلۡ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُمۡ رَدۡمًا﴾ [الكهف 95]
🖋فقال لهم: ﴿مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ ْ﴾ أي: مما تبذلون لي وتعطوني، وإنما أطلب منكم أن تعينوني بقوة منكم بأيديكم ﴿أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ْ﴾ أي: مانعا من عبورهم عليكم.
▪﴿ءَاتُونِي زُبَرَ ٱلۡحَدِيدِۖ حَتَّىٰۤ إِذَا سَاوَىٰ بَيۡنَ ٱلصَّدَفَيۡنِ قَالَ ٱنفُخُوا۟ۖ حَتَّىٰۤ إِذَا جَعَلَهُۥ نَارࣰا قَالَ ءَاتُونِيۤ أُفۡرِغۡ عَلَيۡهِ قِطۡرࣰا﴾ [الكهف 96]
🖋﴿آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ْ﴾ أي: قطع الحديد، فأعطوه ذلك.﴿حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ ْ﴾ أي: الجبلين اللذين بني بينهما السد ﴿قَالَ انْفُخُوا ْ﴾ النار أي: أوقدوها إيقادا عظيما، واستعملوا لها المنافيخ لتشتد، فتذيب النحاس، فلما ذاب النحاس، الذي يريد أن يلصقه بين زبر الحديد ﴿قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ْ﴾ أي: نحاسا مذابا، فأفرغ عليه القطر، فاستحكم السد استحكاما هائلا، وامتنع من وراءه من الناس، من ضرر يأجوج ومأجوج.
(تفسير السعدي — السعدي (1376 هـ))