أخرج ابن جرير في " التفسير " ( 19 / 15 ) و الحاكم ( 2 / 403 ) من طريق سليمان التيمي سمعت الحسن بن مسلم يحدث طاووسا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال :
" ما من عام بأكثر مطرا من عام و لكن الله يصرفه بين خلقه [ حيث يشاء ] . ثم قرأ : ( و لقد صرفناه بينهم [ ليذكروا ] )[ الآية ] " .(1)
قال الشيخ الألباني رحمه الله في " السلسلة الصحيحة " 5 / 592 :بعد أن بوب للحديث بقوله: " كمية المطر في كل عام واحدة لكن تصريفه مختلف"
......و قال(أي الحاكم ) : " صحيح على شرط الشيخين " ، و وافقه الذهبي و هو كما قالا . إلى أن قال:
" . و قال البغوي في " معالم التنزيل " ( 6 / 184 - منار ) عقب حديث ابن عباس :" و هذا كما روي مرفوعا : ما من ساعة من ليل و لا نهار ، إلا و السماء تمطر فيها ، يصرفه الله حيث يشاء . و ذكر ابن إسحاق و ابن جريج و مقاتل و بلغوا به ابن مسعود يرفعه قال : ليس من سنة بأمر(2) من أخرى ، و لكن الله قسم هذه الأرزاق ، فجعلها في السماء الدنيا في هذا القطر ، ينزل منه كل سنة بكيل معلوم، و وزن معلوم ، و إذا عمل قوم بالمعاصي حول الله ذلك إلى غيرهم ، فإذا عصوا جميعا صرف الله ذلك إلى الفيافي و البحار " .
قلت : فيظهر مما تقدم أن الحديث و إن كان موقوفا ، فهو في حكم المرفوع لأنه لا يقال من قبل الرأي و الاجتهاد ، و لأنه روي مرفوعا . و الله أعلم .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1)قال الإمام القرطبي في تفسيره - (ج 13 / ص 57) فهذا معنى التصريف.
(2) على وزن أفعل ، أي : أسوأ