═ كتاب الطهارة ═
═ الـجـزء الأول ═
═══════ • الحديث الرابع • ═══════
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( إذا تَوَضَّـأَ أَحَدُكـُمْ فَـلْيَجـْعَلْ فِي أَنـْفِهِ مـَاءً، وَمَنِ اسْتَجْـمَرَ فـَلْيُوتِرْ، وَإِذَا اسْتَيْقـَظَ أَحَدُكـُمْ مِنْ نـَوْمـِهِ فـَلْيَغـَسـِلْ يَدَيـْهِ قَبْـل أنْ يُدْخِلـْهُمَا فِي الإِنـَاءِ ثَلاثـًا، فـَإِنَّ أَحَدَكُـمْ لَا يَدْرِيْ أيْنَ بـَاتَتْ يـَدُهُ ))
◉ وفي لـفـظ لـمسلم : (( فلْيَسْتَنْشـِقْ بِمِنخـَرَيْهِ مِنَ الـمَاءِ ))
◉ وفي لـفـظ : (( مَنْ تَوَضَّأَ فـَلْيَسْتَنْشِـقْ )).
📚 أخرجه البخاري (162) ومسلم(278)
(1)- موضـوع الحديث :
《 بيان شيء من أنـواع الـطهـارة 》
(2)- شـرح الـكـلـمـات :
•- إذا توضأ : شرع في الوضوء .
•- فليجعل : فليضع، واللام للأمر، والمراد بالوضع : الإستنشاق كما يفسّره اللفظ الثاني في مسلم، وقد ذكره المؤلف لهذا الغرض.
•- ثم لـينتثر : ليُخرج منْ أنْفه الماء الذي استنشقه، واللام للأمر.
•- استجمر : تمسح في قُبُله أوْ دُبُره بالجمار، وهي الحـصا، لـيُزيل ما عليها منْ أثر البَول أو الـغائط.
•- فليوتر: فليجعل استجماره وتراً : ثلاثًـا أو خمسـًا أو سبعـًا، حسْبَما يحصل به منَ الإنـْقاء، واللام للأمر.
•- استيقظ : انـْتَبَهَ.
•- فليغسل: اللام للأمر، والغسل: التطهير بالماء.
•- يديه: كفيه.
•- الإنـاء: الوعاء، والمراد هنا: إناء الماء الذي يتوضأ به، أوْ كل إنـاء فيه سائل من ماء أو غيره.
•- ثلاثاً: مفعول مطلق ليغسل، أي: ثلاث غسلات.
•- فإن أحدكم لا يدري: لا يعلم، والجملة تعليل للأمر بالغسل ثلاثا.
•- باتت يده: كانت حين نومه.
•- فليستنشق: فليجذب الماء بنفسه إلى باطن أنفه، واللام للأمر.
•- بمنخريه : بفتح الميم والخاء، وبفتح الميم وكسر الخاء، وبضمهما جميعاً، وهما ثـُقٔبـَا أنـْفه.
(3)- الشـرح الإجـمالـي:
مِنْ كمال الشريعة الإسلامية وعنايتها بالطهارة، أنـّها استوعبتْ جميع أنواع الطهارة المكملات لها، وفي هذا الحديث يُرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ثلاثة أنواع في كمال الطهارة والإحتياط لها :
❍الأول: في تكميل طهارة الوجه في الوضوء، بأن يستنشق الماء أي: يجذبه بنفسه إلى داخل أنفه، ثم ينثره إلى خارجه ليطهر بذلك داخل أنفه.
❍الثاني: في الإستجمار وهو التمسح في القبل والدبر، لإزالة أثر الخارج فكماله أن يقطعه على وتر، فإذا أنقى بثلاث اقتصر عليها، وإذا أنقى بأربع مسحات زاد خامسة، وهذا ليكون منتهاه الوتر كما هو الشأن في كثير من الأمور الشرعية أن تنتهي على وتر.
❍ الثالث : في غسل اليد بعد القيام من النوم وعدم إدخالها في إناء الماء وشبهه من السائلات، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بغسلها ثلاثا، وبين حكمة ذلك، بأن النائم لا يدري أين باتت يده.
(4)- فـوائـد الـحـديـث :
(❶) طلب استنشاق الماء إلى داخل الأنف ونثره منه في الوضوء، ومحله قبل غسل الوجه.
(❷) طلب قطع الإستجمار على وتر، ولو أنقى بدونه، والواجب الإنقاء.
(❸) طلب غسل كفي القائم من النوم ثلاث مرات، قبل أن يدخلهما إناء الماء وشبهه من السائلات.
(❹) إن الحكمة من ذلك كون النائم لا يدري أين باتت يده.
(❺) حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم حيث ربط الحكم ببيان حكمته ليزداد المكلف إيمانا به ويتبين بذلك سُمُوّ الشريعة وكمالها .
(❻) كمال الشريعة الإسلامية بالعناية بالطهارة والإحتياط لها.
◉ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
▣ [ تنبيه الأفهام شرح عمدة الأحكام (صـ20-21-23) ]
••┈•⊰✿✿⊱•┈••
إنْشُر تٌـــــــؤجٍر بإذن الله تعالى•