أرجوزة الخنفس
أحمد فرح عقيلان
رحمه الله
(1997)
عرفتُهُ بطرفه الكحيـلِ
وشعرهِ المرجَّلِ الطويلِ
وقدّه المؤنث الميــاس
كبعض غلمان أبي نُواس
وبسمةٍ خبيثة المعـاني
كأنها وسوسةُ الشيطان
ومشيةٍ صارخةِ الإغراءِ
تَعْجزُ عنها أوقحُ النِّساءِ
وبذلةٍ ضاقت عنِ الأعضاءِ
تلبسُها عارضةُ الأزيـــاءِ
ونظرةٍ ملعونةِ الإيحاءِ
أمّارةٍ بالسوءِ والفحشاءِ
سروالُه كأنــــه زُمّارهْ
يعزفُ منها لعنةَ الحضارهْ
علامةُ التذكيرِ منه ضاعتْ
واضطربتْ في خَدّهِ وماعتْ
يختالُ في مِشيَتِهِ ويُزهَى
كأنه راقصةٌ في مَلْهَــى
ظننتُهُ من البعيدِ غــــادَهْ
ورحتُ أغضي عفةً كالعادهْ
فقيل لي هذا دَعِيُّ الخَنْفَسَهْ
وإذ بذاك الخائب ابنُ مدرسهْ
وساءني لما تأملتُ الغبِي
أنّ أباهُ مِنْ كرامِ النَّسبِ
وأمُّه من أسرةٍ نَبِيلـــهْ
معروفةٍ بالدين والفضيلهْ
فصحتُ: يا لضيعةِ الأنسابِ
تَحَوَّلَ الصقرُ إلى غـــرابِ
كيف ارتضى أبوه هذا العارا
وهل جوادٌ يلدُ الحِمـــارا
وا أسفا على شباب العربِ
كيفَ غَدوا ألعوبة للأجنبي
فتارةً يعطيهمُ اسم الحشرهْ
وتارةً يُلْبِسُهم زيَّ المرهْ
يا أيُّها الشباب يا كــرامُ
العزُّ والنصرُ هما الإسلامُ
هذي السموم الحلوةُ الوخيمهْ
قد جَرَّعتْنَا الذُّلَّ والهزيمـهْ
وأسكنتْ أقداسنا الكلابا
وحوّلت آسادنا ذئابــا
شبابنا أتقن تسريـــحَ الشَّعَرْ
والغربُ قدْ حلَّقَ في جوّ القمرْ
لو حَكّموني في خنافسِ العَربْ
علّمتهم من العصا معنى الأدبْ
لأنهم حثالةٌ هَدّامــــهْ
لا تفهمُ الإكرامَ والكَرامهْ
منقول