[صوتى / مفرغ] : البركة مع أكابركم..للشيخ:سليمان الرحيلى حفظه الله تعالى..
(البَركَـــةُ مع أكَابِرِكُـــــمْ )
للشيخ: سُليمان الرحيلى حفظه الله تعالى
الســــــــؤال:
ما معنى قول النبى صلى الله عليه وسلم: ( البَركَةُ مع أكَابرِكُــــمْ )؟
الجـــــــواب:
البرَكةُ مع أكًابِركُم والخير فى الأكابر ، والأكابر نوعــان: أكَابِرُ فى العلم كَبّرهُم عِلمُهم فى الكتاب والسنة وإن كانوا صغار السِنِّ فالبركة معهم ، فحيثُما وجدتَ عالماً بالكتاب والسُنَّة يُعلِّم الكتاب والسُنّة ويُعلِّم منهج السلف الصالح -رضوان الله عليهم- فأعلم أنه كبير، ثم هؤلاء العلماء البركة مع الكِبار منهم، فَكُلُّ من دَعا إلى الكتاب والسُنّة صادقاً "وعلامة الصدق: منهج السلف" فهم كِبار ، ثم هؤلاء الكِبار يتفاضلون بحسبِ سِنِّهم وعلمهــم..
والنوع الثانى: الأكابر فى السنِّ ولو لم يكن عندهم علم ،وهؤلاء معهم البركة ومعهم الخير ، فإنهم إن فاتهم العِلمُ الشّرعىِّ لم تَفُتْهُم الحِكْمَة التى تَعلّمُوها من الدنيا ، ولذلك يا أخوة: أهل الأهـــواء يُزَهِّـــدُون فى الكِبار من العُلمَاء وفى كِبار السنّ لأنهم يَعلمُون أن الكِبار من العلماء يَقْطَعُون عليهم طريق الشُبهات ، وأن الكِبار من السنّ يــَدُلُّـــون الشباب على الخير بفطرتهم وخبرتهم..
الآن بعض كبار السن يُنكرون ما يقع من خروج على ولىِّ الأمر ومن طَعْنٍ فيه ، لا بعلمٍ عندهم وإنما بحكمة السنين ، فلمّا عَلِمَ أهل الأهـــواء أن الحاجز المنيع بينهم وبين تَخَطُّف الشباب إنما هو الأكابر طعنُوا فيهم ، فطعنوا فى العلماء ولقبوهم ووصفوهم وزهدوا فيهم ، وزهدوا الصغار فى الكبار.
يقولـــون: أبوك كبير فى السنّ لكنَّه عامىّ خليك مع الشباب ، حتى يُصبح الشاب يدخل على أبيه لا يُقِيم لأبيه وزناً ، يقول له أبوه: يا بُنَىّ يابُنَىّ يضع فى نفسهِ أنه مسكين ما يدرى عن شىء ، فيتخطفه أهل الأهــــواء، حتى أصبح بعض الشباب يدخل بيت أهله كأنه أسد، أمه وأبوه جالسان إن سَلّـمَ عليهما فَحَسَنْ ، ثم يدخل غُرفته حتى يذهب إلى الشباب ، والله هـذا من فعل أهــل الأهــواء..
أما أهل السنة فيأمرون بلزوم الكِبار: لــــزوم الكِبار من العُلماء، ولـــــزوم كِبار السن والإستفـــادة من تجاربهم وإكرامهم ، والله لا يُكْرِمُ كِبـــار السِّنّ إلا كريم ولا يُهِينُهم إلا لئيم ، والبركة مع الأكابر فى العلمِ وفى السنِّ ، فمن أراد البركة فليلزم غَـــرْزَ العُلماء الأكابِر ، وليَكُنْ مع كِبار السِنِّ مُحترماً لهم ، مُوقراً لهم ، عَارفاً قَدْرَهُم ، والله تعالى أعلى وأعلــم.
**********
المادة الصوتية: من هنـــــا
المصدر: منتديات نور اليقين