📌 الدعاء للميت الكافر بالمغفرة والرحمة لا يجوز في الإسلام بدلالة القرآن والسُّنة النبوية واتفاق الفقهاء.
ثم يأتي شيخ مُعمَّم أو شيخ فضائية فيُخالف هذا الحكم المشهور الذي هو من المسلمات عند المسلمين:
فيَعصي الله بالاستغفار للميت الكافر، ويُجاهر به، ويَفتري ويُضلل الناس في معلوماتهم ويقول:
"اختلف الفقهاء في حكمه".
ويُرد عليه بالنصوص الشرعية وإجماع العلماء فلا يأبه بذلك، ويستمر.!!
ويُزعَم له بأنه:
راعى شعور غير المسلمين.
ويا ليته أمسك لسانه وقلمه فراعى شريعة وحُكم ربه العظيم.
وراعى شعور عباد الله المسلمين تجاه أحكام دينهم وغيرتهم عليها، ولم يُغضبهم، ويُلبِّس عليهم أحكام شريعتهم.
وراعى نفسه بمنعها من قول هذا الباطل المُحرم، والإثم الكُبَّار، وإضلال الناس به.
ودونكم معاشر المسلمين - سددكم الله - هذا البيان عن هذه المسألة:
🔹أولًا -
قال الفقيه النووي الشافعي - رحمه الله - في كتابه "المجموع" (5/ 144):
«وأما الصلاة على الكافر، والدعاء له بالمغفرة:
فحرام بنص القرآن، والإجماع».اهـ
وقال أيضًا في كتابه "الأذكار" (ص:364-365):
«يحرم أن يُدعى بالمغفرة ونحوها لمن مات كافرًا.
قال الله تعالى: { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم }.
وقد جاء الحديث بمعناه.
والمسلمون مُجمعون عليه».اهـ
🔹ثانيًا:
قال الفقيه ابن تيمية - رحمه الله - في "مجموع الفتاوى" (12/ 489):
«الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب، والسُّنة، والإجماع».اهـ
🔹ثالثًا:
جاء في كتاب "الفواكه الدواني" مِن كتب الفقه المالكي (2/ 291):
«والحاصل:
أن حرمة الاستغفار للكافر بعد موته مُجمع عليها، ولو للأبوين.
وإنما وقع خلاف في استغفاره للأبوين حال حياتهما إذ قد يُسلمان».اهـ
🔹رابعًا -
جاء في "موسوعة الفقه الكويتية المعاصرة" (4/ 43):
«اتفق الفقهاء على أن الاستغفار للكافر محظور».اهـ
أي: ممنوع منه محرم.
🔷 خامسًا -
1 - جاء في صحيح مسلم أن النبي ﷺ قال: (( استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي )).
2 - وجاء في "صحيح البخاري" و "صحيح مسلم" أن النبي ﷺ قال حين مات عمه أبو طالب:
(( لأستغفرن لك ما لم أُنْه عنك، فأنزل الله - عز وجل - :*{ ما كان للنبي والذين آمنوا*أن يستغفروا للمشركين*ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم } )).
3- وأخرج أحمد، والترمذي، والحاكم، واللفظ له، عن عن*علي بن أبي طالب*- رضي الله عنه - أنه قال:
(( سمعت رجلًا يستغفر لأبويه وهما مشركان.
فقلت: لا تستغفر لأبويك وهما مشركان.
فقال: أليس قد استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك؟
فذكرته للنبي ﷺ، فنزلت:
{ ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم } )).
وصحح هذا الحديث:
الحاكم، والذهبي، والبوصيري الكناني، وأحمد شاكر.
وحسنه:
الترمذي، والألباني.
✏ وكتبه:
عبد القادر الجنيد.