الخط القرآني والخط الإملائي
قسم العلماء الرسم الكتابي - الخط الإملائي - إلى قسمين رئيسين :
الأول أطلقوا عليه اسم الرسم القياسي، ويقصدون به : كتابة الكلمة كما تلفظ، مع الأخذ بعين الاعتبار حالتي الابتداء بها والوقف عليها .
أما القسم الثاني فأطلقوا عليه اسم الرسم التوقيفي، ويقصدون به الرسم العثماني، نسبة إلى عثمان رضي الله عنه، إذ هو الرسم الذي كُتبت به المصاحف .
وقد صنف العلماء في هذا المجال ما عُرف بـ "علم الرسم القرآني"
ووضعوا كتباً خاصة في هذا الموضوع، منها على سبيل المثال لا الحصر :
كتاب "المقنع في معرفة رسم مصاحف الأمصار" لـ أبي عمرو الداني ,
وكتاب "التنـزيل" لـ أبي داود سليمان نجاح.
و الرسم العثماني خالف الرسم القياسي من بعض الوجوه، أهمها خمسة وجوه، نذكرها فيما يأتي مع التمثيل لها:
الوجه الأول: الحذف
وهو كثير، ويقع في حذف الألف، والواو، والياء.
فمن أمثلة حذف الألف، قوله تعالى: { العلمين } حيث حُذفت الألف بعد العين، وقد كُتبت كذلك في جميع مواضعها في القرآن، والأصل في كتابتها حسب الرسم الإملائي (العالمين).
ومن أمثلة حذف الواو، قوله تعالى: { الغاون } (الشعراء:94) وقد وردت في موضعين من القرآن، والأصل فيها ( الغاوون ) .
ومن أمثلة حذف الياء، قوله تعالى: { النبين } (البقرة:61) وقد وردت كذلك في جميع مواضعها في القرآن، وعدد مواضعها ثلاثة عشر موضعاً، والأصل في كتابتها ( النبيين ) .
ومن وجوه الحذف أيضاً، حذف اللام والنون ، فمثال حذف اللام، قوله تعالى: { اليل } (آل عمران:190) وقد كُتبت كذلك في جميع مواضعها، وعددها ثلاثة وسبعون موضعاً، والأصل فيها ( الليل ) .
ومثال حذف النون قوله تعالى: { نجي } (الأنبياء:88) وهو الموضع الوحيد في القرآن، الذي حذفت فيه النون من ثلاثة مواضع وردت فيه الكلمة، والأصل في رسمها ( ننجي ) .
الوجه الثاني: الزيادة
وتكون في الألف، والواو، والياء.
فمثال الزيادة في الألف، قوله تعالى: { وجائ } (الزمر:69) وردت في موضعين، والأصل فيها ( وجيء ) .
ومثال الزيادة في الواو، قوله تعالى: { سأوريكم } (الأعراف:145) وردت في موضعين، والأصل فيها ( سأريكم ) .
ومثال الزيادة في الياء، قوله تعالى: { بأييد } (الذاريات:47) وهو الموضع الوحيد في القرآن، والأصل فيها ( بأيد ) .
الوجه الثالث: الهمز
حيث وردت الهمزة في الرسم العثماني تارة برسم الألف، وتارة برسم الواو، وتارة برسم الياء.
فمن أمثلة ورودها ألفاً، قوله تعالى: { لتنوأ } (القصص:76) وهو الموضع الوحيد، والأصل فيها ( لتنوء ) .
ومن أمثلة ورودها واواً، قوله تعالى: { يبدؤا } (يونس:4) وهي كذلك في مواضعها الستة من القرآن، والأصل فيها ( يبدأ ) .
ومن أمثلة مجيئها ياءً، قوله تعالى: { وإيتائ } (النحل:90) وهو الموضع الوحيد من ثلاثة مواضع، والأصل فيها ( وإيتاء ) .
الوجه الرابع: البدل
ويقع برسم الألف واواً أو ياء.
فمن مجيئها واواً، قوله تعالى: { الصلوة } (البقرة:3) وهي كذلك في جميع مواضعها الأربعة والستين، والأصل (الصلاة) ومثلها (الزكاة).
ومن صور رسمها ياءً، قوله تعالى: { يأسفى } (يوسف:84) والأصل فيها ( يا أسفا ) .
ومن ذلك أيضاً، قوله تعالى: { والضحى } (الضحى:1) ولم ترد إلا في هذا الموضع، والأصل فيها ( والضحا ) .
الوجه الخامس: الفصل والوصل
فقد رُسمت بعض الكلمات في المصحف العثماني متصلة مع أن حقها الفصل، ورُسمت كلمات أخرى منفصلة مع أن حقها الوصل .
فمن أمثلة ما اتصل وحقه الفصل ما يلي:
- ( عن ) مع ( ما ) حيث رسمتا في مواضع من القرآن الكريم متصلتين، من ذلك قوله تعالى: { عما تعملون } (البقرة:74) وقد وردت كذلك في جميع المواضع .
- ( بئس ) مع ( ما ) رسمتا متصلتين في مواضع، من ذلك قوله تعالى: { بئسما اشتروا } (البقرة:90) وهي كذلك في مواضعها الثلاثة.
- ( كي ) مع ( لا ) رُستما متصلتين في مواضع، من ذلك قوله تعالى: { لكيلا تحزنوا على ما فاتكم } (آل عمران:153) وهي كذلك في مواضعها الأربعة .
ومن أمثلة ما انفصل وحقه الوصل ما يلي:
- قوله تعالى: { كل ما ردوا إلى الفتنة أُركسوا فيها } (النساء:91) وقد جاءت كذلك في ثلاثة مواضع، وجاءت متصلة على الأصل في خمسة عشر موضعاً.
- قوله تعالى: { أين ما تكونوا يأتِ بكم الله جميعا } (البقرة:148) وقد جاءت كذلك في ثمانية مواضع، وجاءت متصلة على الأصل في أربعة مواضع .
منقول